الرئيسية » أحداث اليوم » لماذا أقُيل “مهندس التدخلات الإيرانية في الدول العربية” ؟
أحداث اليوم رئيسى عالم

لماذا أقُيل “مهندس التدخلات الإيرانية في الدول العربية” ؟

حسين امير عبداللهيان
حسين امير عبداللهيان

فاجأ قرار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأحد، القاضي بإقالة مساعده للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان وتعيين بدل منه حسين جابري أنصاري، الأوساط السياسية والمراقبين للسياسة الإيرانية.

في حين يرى مراقبون للشأن الإيراني أن إقالة عبد اللهيان الملقب بـ”مهندس التدخلات فى الدول العربية”جاءت في سياق إنجاح الحوار السعودي- الإيراني بالمنطقة، بالإضافة إلى الرغبة الأميركية الواضحة في ذلك عن طريق لوبي ناياك الإيراني في الولايات المتحدة من أجل إعادة فتح الحوار بين السعودية وإيران.

وكان اللوبي الإيراني ناياك نصح وزارة الخارجية الإيرانية بإقالة ما اعتبره ممثل الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية، وهو أمير عبد اللهيان الذي يعتبر عقبة أمام إنجاح الحوار الإيراني- السعودي، حيث يعدّ عبد اللهيان من أكثر الشخصيات عداء للسعودية وسياستها في المنطقة.

واللوبي الإيراني ناياك تعاظم ووصل إلى أعلى درجات نشاطه في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي، ثم تراجع نشاطه في عهد أحمدي نجاد، لكن مع وصول روحاني للسلطة منذ في يونيو 2013 زاد نشاطه.

وتكثفت تحركات اللوبي في أوساط الجالية الإيرانية بالولايات المتحدة وذلك بهدف استغلال الحماس القومي لديهم وتجنيدهم للعمل لصالح سياسات النظام الإيراني وأهدافه.

ويعتبر خبراء بأن نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق صادق خرازي الذي أقام في الولايات المتحدة بين عامي 1989- 1996، هو مصمم اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أخذ يشبك بين مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع النظام الإيراني.

ويعتقد مراقبون بأن عبد اللهيان يمثل تيار المحافظين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في الخارجية الإيرانية، لافتين في الوقت ذاته إلى أن العديد من الخلافات الداخلية بين روحاني وظريف من جانب وبين المرشد والحرس الثوري من جهة أخرى حدثت حول بقاء عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية.

وكانت سلطنة عمان دخلت على الخط، وذلك عبر تقديم نصيحة منها للرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف تقضي بإقالة أمير عبد اللهيان، كبادرة حسن نية ومقدمة دبلوماسية مهمة لإنجاح الحوار بين السعودية وإيران في المنطقة، لأن تصريحات عبد اللهيان المعادية للسعودية لا يمكن أن تساهم في تقدم أي حوار مستقبلا.

في السياق، كان موقع “إيران النووي” الإخباري كشف في تقرير سابق عن وجود لوبي أميركي ـ إيراني أصبح مُتنفذا في حكومة الرئيس الحالي حسن روحاني بعد التوصل لاتفاق نووي في يوليو/ تموز الماضي، يسعى لعزل المتشددين من مناصبهم.

وذكر الموقع، التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية للدراسات الاستراتيجية، في تقرير له، أن “اللوبي الأميركي اقترح على الرئيس الإيراني حسن روحاني إبعاد نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان من منصبه، لكونه أحد رجال الحرس الثوري في هذه الوزارة، مشيراً إلى أن “روحاني طلب من هذا اللوبي منحه فرصة لإجراء التغيير”.

واتهم اللوبي الأميركي الإيراني عبد اللهيان بتنسيق مواقفه مع مؤسسات أخرى من بينها الحرس الثوري وليس الحكومة ووزارة الخارجية، مؤكداً أن حسين أمير عبد اللهيان يمثل الرجل الأول في المسائل المتعلقة بشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية.

وكانت تقارير إيرانية كشفت في مطلع العام عن أن الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتنسيق مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف، يعتزم إجراء تغييرات في وزارة الخارجية، في خطوة تكشف عن نية روحاني إبعاد الشخصيات المقربة من الحرس الثوري من السلك الدبلوماسي.

بينما ذكر موقع “انتخاب” المقرب من الرئيس الإيراني إن “التغييرات ستشمل كبير المفاوضين نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية عباس عراقجي، وكذلك مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان”.