الرئيسية » أحداث اليوم » إسرائيل تتوعد سوريا وحزب الله بالمزيد من الغارات
أحداث اليوم رئيسى عربى

إسرائيل تتوعد سوريا وحزب الله بالمزيد من الغارات

إسرائيل تقرّ بتنفيذها غارة على سوريا
إسرائيل تقرّ بتنفيذها غارة على سوريا

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الجمعة أن الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي على سوريا استهدفت أسلحة “متطورة” كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني، مؤكدا أن هذا النوع من الضربات سيتواصل.

وقال نتانياهو “حين نرصد محاولات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ونتلقى معلومات من أجهزة استخبارات في هذا المعنى، نتحرك لمنعها”.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت عدة أهدف في سوريا وأنه اعترض صاروخا أطلق من سوريا ردا على الغارة، لكنه نفى أن تكون دمشق أسقطت إحدى الطائرات المغيرة.

وكانت قيادة الجيش السوري قد أعلنت أمس الجمعة أنه أسقط فجرا طائرة حربية إسرائيلية وأصاب أخرى بعد استهدافهما موقعا عسكريا سوريا على طريق تدمر في وسط سوريا، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وجاء في البيان أن أربع طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعا عسكريا في ريف حمص الشرقي، و”تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار”.

ونفى الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة تعرض طائراته لضرر خلال عملية في سوريا الليلة الماضية.

والحادث هو الأكثر خطورة بين الطرفين اللذين لا يزالان في حالة حرب، منذ بدء النزاع في سوريا قبل ستة أعوام.

ودوت صفارات الإنذار بمستوطنات إسرائيلية في غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة للتحذير من الصواريخ وسمع دوي انفجار بعد ذلك ببضع دقائق.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إنه تم اعتراض أحد الصواريخ المضادة للطائرات. وسمع دوي الانفجار لمسافة وصلت إلى القدس. ولم ترد تقارير عن ضحايا أو تلفيات.

وأضاف في بيانه “استهدفت القوة الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية عددا من الأهداف في سوريا. وأطلق عدد من الصواريخ المضادة للطائرات من سوريا عقب المهمة واعترضت أنظمة الدفاع الجوي التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي أحدها”.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية مرارا خلال السنوات الأخيرة عن شن غارات منسوبة إلى إسرائيل ضد شحنات أسلحة موجهة إلى حزب الله اللبناني خلال مرورها في الأراضي السورية، إلا أن إسرائيل لا تؤكد هذه الغارات عادة.

وإيران، عدو إسرائيل اللدود، هي أقوى داعم للرئيس السوري بشار الأسد وساهمت بمقاتلين لمساعدته. وتخشى إسرائيل أن يكون حزب الله الذي حاربها في 2006 يسعى لامتلاك أسلحة معقدة قد يستخدمها ضدها.

تحول كبير

ورأى محللون إسرائيليون أن الرد السوري” يعتبر تحولا كبيرا في سياسة الرئيس السوري بشار الأسد”.

ولا تؤكد إسرائيل عادة شن غارات في سوريا. إلا أنها اضطرت لذلك هذه المرة ربما بسبب دوي صفارات الإنذار الذي انطلق في وادي الأردن.

في عمان، صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بأن “شظايا صواريخ” سقطت فجرا على بعض القرى في محافظة إربد وفي غور الصافي وفي مناطق خالية من دون أن توقع إصابات، مشيرا إلى أنها ناتجة عن “اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية”.

وقال كبير الباحثين في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي اساف اوريون “إن الرد السوري يعتبر تحولا كبيرا، فحتى الآن كانت سوريا عندما تقصف إسرائيل قوافل حزب الله في أراضيها، تمر الضربة عادة بدون رد أو برد غير مهم من قبل الجانب السوري”.

وأضاف “أما في هذا الهجوم فإن النظام السوري يحاول أن يقول لإسرائيل إنه لا يمكن أن يتحمل أي هجوم بعد اليوم، وإن مثل هذا الهجوم لن يمر مرور الكرام”.

وتم تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد في الأشهر الأخيرة بعد أن استعادت قواته مدينة حلب، إضافة إلى استمرار الدعم الروسي له.

وقال اوريون “إن الرئيس السوري بشار الأسد يشعر بالقوة. لم يعد ينظر من الأسفل إلى فوهة البندقية ومستقبله مضمون أكثر وهو يقول لا تضغطوا علي، فأنا لم أعد ضعيفا كما في السابق”.

أما يعقوب اميدرور وهو مسؤول سابق لمجلس الأمن القومي فقال “إن قوافل شحنات الأسلحة التي تنقل لحزب الله تبقى خطا أحمر بالنسبة لإسرائيل وهم سيستمرون بالهجوم عليها طالما يعتقدون أن ذلك ضروريا”.

وأضاف “وربما يقودنا ذلك لأن نكون أكثر عدوانية”.

ونفذت إسرائيل ضربات عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة، ذكرت تقارير أنها استهدفت مواقع أو معدات لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري.

وتكرر إسرائيل أنها ترفض حيازة الحزب أسلحة متطورة في سوريا تشكل تهديدا لها. ويعبر المسؤولون الإسرائيليون باستمرار عن قلقهم من تواجد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في سوريا.

في ابريل/نيسان 2016، اقر نتانياهو بأن إسرائيل هاجمت عشرات شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله في سوريا.

كما استهدفت إسرائيل مرارا مواقع سورية في هضبة الجولان ردا على إطلاق نار طائش ناجم عن القتال في الجانب الآخر من الهضبة المحتلة.

وضمت إسرائيل في العام 1981، هضبة الجولان (1200 كلم مربع) التي تحتلها منذ 1967، وهو ما لا تعترف به الأسرة الدولية.

واستعاد الجيش السوري في بداية مارس/اذار تحت غطاء جوي روسي ومشاركة مستشارين روس مدينة تدمر في محافظة حمص بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها.

واعتبر الجيش السوري أمس الجمعة أن “الاعتداء الإسرائيلي السافر يأتي إمعانا من العدو الصهيوني في دعم عصابات داعش الإرهابية ومحاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة والتشويش على انتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية”.

وأكد عزمه “التصدي لأي محاولة للعدوان الصهيوني على أي جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية وسيتم الرد عليها مباشرة بكل الوسائط الممكنة”.

كانت قيادة الجيش السوري قد أعلنت في شهر يناير/كانون الثاني عن تعرض مطار المزة العسكري غرب العاصمة دمشق لقصف من الطيران الإسرائيلي .

ونفذت إسرائيل 19 غارة في سوريا منذ العام 2013، طاولت أهدافا سورية أو أخرى لحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري في النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات.