الرئيسية » أحداث اليوم » البغدادي “يختبر” قادته لتجاوز صدمة مقتل العدناني
أحداث اليوم اخبار منوعة عربى

البغدادي “يختبر” قادته لتجاوز صدمة مقتل العدناني

داعش
داعش

بعد انقضاء أسبوع كامل على الإعلان عن مقتل بوق داعش والمتحدث باسمه أبو محمد العدناني، كشفت تسريبات إعلامية عن الارتباك ينتاب قيادة التنظيم، فيما يتعلق باختيار خليفة للعدناني، صاحب المهام المتعددة والقيادي المثير للجدل.

صحف غربية كثيرة، سلطت الضوء على علمية اختيار وصفتها بـ”المعقدة” تدور ضمن دائرة ضيقة بزعامة أبوبكر البغدادي، لفحص قائمة محدودة من قيادات الصف الأول، لاختيار واحد منها أو اثنين للقيام بمهام العدناني.

وتقول تلك المصادر، إن زعيم التنظيم المتشدد البغدادي، قابل خلال الأيام الماضية بمدينة الرقة السورية، وفي سرية تامة مرشحين مفترضين لشغل منصب الناطق باسم داعش والمحرض رقم واحد على عمليات “الذئاب المنفردة” في الغرب، والتي يعتقد أن العدناني مهندسها الحقيقي.

وكان لافتا أن التنظيم بدا عاجزاً عن وجود شخصية واحدة يمكن أن تقوم بمهام العدناني، تكون محل ثقة لدى قيادات الصف الأول من داعش.

وفي هذا السياق، تحدث خبراء مكافحة الإرهاب عن احتمال تقسيم مهام العدناني على أكثر من شخص، ما إن يتم اختيار المتحدث الإعلامي من بين المرشحين.

ونقلت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، عن خبراء أمريكيين، قولهم “إنه من الصعوبة بمكان ملء الفراغ الذي خلفه العدناني، ليس فقط لتعدد الأدوار التي كان يقوم بها، إلى جانب كونه المتحدث الإعلامي، ولكن لمكانته أيضا”.

وقال خبير الإرهاب “كولن كلارك”، في مؤسسة راند الأميركية، “إنه يصعب أن يقوم شخص بمهام العدناني التي اكتسبها بالخبرة الطويلة”. مؤكدا أن “العدناني كان أحد القلائل من قيادات التنظيم المؤسسين، وله تاريخ مع تنظيم القاعدة الأم، ثم القاعدة في العراق بقيادة الأردني أبو مصعب الزرقاوي”.

لمن الغلبة؟
وقالت حسابات مقربة من التنظيم، على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه بعد أسبوع من إجراء المقابلات مع المترشحين، باتت الخيارات شبه محسومة في شخصيات معروفة، أبرزها البحريني تركي البنعلي، والسوري علي موسى الشواخ (أبو لقمان).

ويعتقد على نطاق واسع أن تركي البنعلي، هو مفتي داعش، والمسؤول عن نصوصه الدينية والفتاوى التي سيرت سلوك التنظيم لاحقاً، ويعد موهوباً في الخطابة على غرار العدناني، كما أن ترشيحه للمنصب يعكس حقيقة فشل داعش في ليبيا، التي تم إرسال البنعلي إليها لتعزيز فرع التنظيم هناك، ويقال إنه قائده الفعلي.

أما المرشح الثاني، فهو أبو لقمان، الوالي الأول لداعش في الرقة عاصمته المزعومة، ويعود للمنافسة على هذا المنصب بعد أن همشه التنظيم خلال الأشهر الأخيرة، ويعد ذلك نوعا من إعادة الثقة للمسؤول الأول عن تجنيد المقاتلين الأجانب، وأحد مهندسي إستراتيجية داعش في حلب عام 2015 . وتقول مواقع قريبة من داعش، إن شخصية علي موسى الشواخ، تناسب شخصية المتحدث باسم التنظيم المتشدد.

دائرة الخوف
ورغم أن علمية اختيار خليفة للعدناني، تمت في سرية تامة ووفق ظوابط معقدة، إلا أن الجزئية الأبرز في هذه العملية، هى حالة القلق التي بات أبوبكر البغدادي يعيشها بعد تتابع عمليات اغتيال العناصر التي يثق بها، بدءً من وزير مالية التنظيم عبد الرحمن القادولي، وصولا إلى أبى محمد العدناني.

وكشت تقارير إعلامية، أن زعيم داعش، فرض إجراءات أمنية مشددة على كافة القيادات التي استقبلها، بدءً بأعضاء مجلس الشورى ثم المترشحين لشغل منصب “بوق داعش”.

وأضافت تلك المصادر، أن البغدادي، وحفاظاً على سلامته أثناء عقد هذه اللقاءات، قرر أن يتولى سائق خاص يختاره هو، نقل كل قيادي من داعش، على أن يحتفظ السائق بهاتفه الجوال، وأي جهاز إلكتروني آخر، ليتجنب الكشف عن مكانه، ولو بشكل غير متعمد، عن طريق المخابرات الأميركية.

وبرر البغدادي، قراره الغريب، بكون غالبية القيادات التي قتلت بضربات جوية أمريكية، كانت تحتفظ بهواتف نقاله وأجهزة إليكترونية، ما سهل استهدافها.

وهناك تفسير آخر للإجراء، مفاده أن الشخص الجديد الذي سيشغل موقع العدناني في تنظيم داعش، سيعمل بالقرب من أبوبكر البغدادي، القائد المبهم للتنظيم، والذي غاب عن الظهور في الفترات الأخيرة بشكل علني، ما يفتح باب التخمينات على أكثر من فرضية.