الرئيسية » أحداث اليوم » عربى » العراق يتكبد خسائر بـ150 مليار دولار سنويا لكثرة عطله الدينية
أحداث اليوم رئيسى عربى

العراق يتكبد خسائر بـ150 مليار دولار سنويا لكثرة عطله الدينية

احتفالات الشيعة بالعراق
احتفالات الشيعة بالعراق

أعلنت لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النيابية الأحد أن “كثرة العطل القومية والدينية والوطنية باتت تؤثر على عمل الدولة، لذا فهناك محاولة لإصدار قانون يقضي بتقليصها”.

وأضاف عضو اللجنة بدر الفحل “في تصريح صحفي له الأحد هناك اتفاق مبدئي لتحديد العطل من خلال قانون (العطل الرسمية)”.

واشار البرلماني العراقي الى “وجود بعض الامور التي كانت محلّ خلاف، منها ان الطائفتين الايزيدية والمسيحية هم من سيتفقون على تحديد عطلهم لكونهم اقلية، فضلا عن عطل محل خلاف.. اعطينا مجالس المحافظات حرية منحها”.

واردف الفحل “لم يحسم موضوع العطل بعد، إلا ان هناك اتفاقا مبدئيا بإعطاء سبع عطل رسمية في السنة أي سبعة ايام”.

يشار الى ان العراق يحتلّ المركز الأوّل في عدد العطل في العالم.

وبحسب قانون العطل الرسمية الذي اقرته الحكومة العراقية، فان العراقيين يتمتعون بـ150 يوما من العطل الرسمية سنويا، حيث أن أكثر من 30% من هذه العطل تكون بمناسبة ايام الاعياد والمناسبات الدينية.

وبحسب قانون العطل الرسمية العراقية فإن 1 كانون الثاني/يناير عيد رأس السنة الميلادية، و6 كانون الثاني/يناير ذكرى عيد تأسيس الجيش العراقي عام 1921 و11 آذار/مارس ذكرى توقيع اتفاقية السلام بين الأكراد والحكومة العراقية عام 1970، و21 آذار/مارس يوم عيد نوروز وهو العيد القومي للكرد، و1 أيار/مايو يوم عيد العمال العالمي، و14 تموز/يوليو يوم الغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية العراقية عام 1958، و3 تشرين الاول/اكتوبر بوم العيد الوطني.

وتضاف هذه العطل الرسمية إلى أيام الجمعة والسبت من كلّ اسبوع التي تعد اكثر من 100 يوم عطلة سنويا.

واضافة الى ايام العطل آنفة الذكر، فإن هناك ايام الاعياد (عيد الفطر وعيد الاضحى) وبعض المناسبات الدينية التي تحتفي بها الأطياف العراقية، فبعض تلك المناسبات يكون عطلة رسمية، او عطلة في بعض المناطق التي تشهد مراسيم المناسبات الدينية.

والمسلمون، وهم غالبية ابناء الشعب العراقي.

ويتمتع المسلمون ببعض ايام الاعياد والمناسبات الخاصة التي تعلن عطل رسمية في العراق منها عيد الفطر (من 1 إلى 3 شوال بحسب التقويم الهجري) وعيد الاضحى (من 10 إلى 14 من شهر ذي الحجة الهجري) الى جانب يوم 1 محرم رأس السنة الهجرية، و10 محرم (يوم عاشوراء) و12 ربيع الاول عيد مولد الرسول وكذلك يوم 15 شعبان الذي شهد “الانتفاضة الشعبانية” التي قام بها الشيعة في الجنوب العراقي في آذار/مارس 1991.

وفي تتبع للاقليات الدينية الاخرى، مثل المسيحيين والايزديين فيتم احتساب اعيادهم عطلات رسمية لهم، ولكن تلك العطل تخصص لمواطني الاديان الموجودين في العراق وليست عطلاً عامة.

ويتمتع المسيحيون بعطل رسمية لمدة ثلاثة ايام، ابتداء من 25 كانون الاول/ديسمبر، إضافة الى يومي العيد الكبير.

كما يتمتع اليهود بعطلة من خمسة ايام، يوم واحد بمناسبة “يوم الكفارة” ويومان لعيد الفصح، ويومان لعيد المظلة.

أما الصابئة المندائيون فلديهم عطلة بخمسة ايام وذلك بمناسبة عيد “بنجة” الذي يوافق 25 نيسان/ابريل، والعيد الكبير يومي 7 و8 من شهر آب/ اغسطس، والعيد الصغير في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، وعيد “وهنه لمافة”.

ولدى الايزيديين 13 يوما من المناسبات والعطل وهي يوم الجمعة الاول من شهر كانون الاول/ديسمبر ويوم الاربعاء الأول من شهر نيسان/ابريل، وعطلة من يوم 23 إلى 30 ايلول/سبتمبر ، وعطلة أخرى من 18 إلى 21 تموز/يوليو.

وفي اقليم كردستان، إضافة الى العطلات الرسمية العراقية، هناك بعض المناسبات القومية التي تعد عطلا رسمية، كما أن هناك بعض العطل الرسمية العراقية لا تعد عطلا في اقليم كردستان مثل عيد الجيش، بسبب التجربة المريرة التي عاناها الأكراد من ممارسات افراد الجيش العراقي في زمن حكم نظام صدام حسين، كما يقولون.

وكمثال، تم اعلان يوم 5 آذار/مارس عطلة رسمية. ويوافق الذكرى السنوي للانتفاضة الأكرادية ضد النظام البعثي السابق التي جرت عام 1991، وفي ذكرى أعياد نوروز ورأس السنة الكردية الجديدة الذي يوافق يوم 21 آذار/مارس.

وكان مجلس الوزراء العراقي قد حدد مشروع قانون العطلات الرسمية في العراق في شباط/فبراير عام 2008، بالغاء ثلاث عطل رسمية كانت موجودة في عهد النظام البعثي السابق، وحدد يوم 3 تشرين الاول/اكتوبر ليكون العيد الوطني للعراق، ويوافق هذا اليوم انضمام العراق في عضوية عصبة الامم المتحدة عام 1932.

وقد منح قانون العطل العراقي السلطة لمجالس المحافظات مثل النجف وكربلاء وبعض المناطق التي تتمتع بقدسية دينية مثل الكاظمية وسامراء، لأن تحدد عطلات اخرى قبل وبعد العطل الرسمية العراقية، على شرط ألا تزيد عن ثلاثة أيام.

ويقول مراقبون إن التأثير السلبيّ للعطل يلقي بظلاله على القطاع الاقتصادي الذي يعاني من صعوبات عديدة.

وحذّر خبراء اقتصاد عراقيون من إصابة الاقتصاد العراقي بالكساد بسبب كثرة التّعطيل.

وتنقل مصادر إعلامية عراقية عن الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان تأكيده أن “العراق يخسر 150 مليار دولار سنويا بسبب العطل”.

وحسب قانون العطل الرسمية الذي اقرته الحكومة، في وقت سابق فان المواطنين يتمتعون بـ150 يوما من العطل الرسمية سنوياً، مبينا ان “اكثر من 30 % من هذه العطل تكون بمناسبة ايام الاعياد والمناسبات الدينية”.

ويؤثر طول العطل أيضا على المستوى التعليمي للعراقيين. ويقول المعلّمون والطلاّب إنهم أكثر المتضررين من كثرة هذه العطل، إذ أن المدارس لا تنجح في إكمال المناهج الدراسية، كما أن ما يتلقّاه الطلاب خلال العام الدراسي ضئيل وغير كاف لتطوير مهاراتهم.

ويسجل العراقيون خلافا في قانون العطل الرسمية، ومنها عيد الغدير الذي يرى بعضهم بانه يجب ان يكون عيدا دينيا شاملا وعطلة رسمية، كما في العطل الاخرى.

وسبب الخلاف طائفي بحث. فعيد الغدير هو ثالث وآخر الأعياد لدى الشيعة في السنة ويُحتفل به في يوم 18 من ذي الحجة في كل عام هجري احتفالا باليوم الذي تزعم فيه طائفة من الشيعة أن النبي محمد خطب فيه خطبة عيَّن فيها عليا مولى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ”غدير خم” سنة 10.

وهذا الحدث مزعوم تماما لدى المسلمين السنة ومبتدع من الشيعة لأنه لا صحة لما روي بشأنه، وهو يشكك في مشروعية أبوبكر الصديق وكلّ الخلفاء الذين جاؤوا من بعده بخلافة الرسول في قيادة المسلمين، ويكفرهم بفرية أنهم اعتدوا على حق علي في ولاية المسلمين بعد وفاة رسول الله.

ومن أعياد الشيعة عيد بابا شجاع الدين وهو أبو لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب في اليوم التاسع من ربيع الأول ويسمونه بيوم المفاخرة، ويوم التبجيل، ويوم الزكاة العظمى، ويوم البركة، ويوم التسلية.

وثمة اختلاف طائفي كذلك حول المولد النبوي الشريف، وهل عطلته تكون في يوم 12 ربيع الاول او في 17 ربيع الاول.

يذكر أن نظام صدام حسين كان يعتمد ايام الجمعة فقط هي العطل الأسبوعية للدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس، ولكن الحكومة العراقية الجديدة اقرت ايام السبت عطلات رسمية الى جانب أيام الجمعة، ما عدا وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي.