الرئيسية » أحداث اليوم » ايران تجند معتقلي “داعش” لاشعال نار الطائفية
أحداث اليوم تقارير إخبارية تقارير ودراسات

ايران تجند معتقلي “داعش” لاشعال نار الطائفية

الضربات استهدفت موقعا لداعش جنوبي شرقي سرت

كشف خبراء استراتيجيون عن خفايات التحركات الايرانية لمواجهة النفوذ الأميركي في الخليج ،معربين عن قلقهم البالغ إزاء الدور الايراني الخبيث في زعزعة الاستقرار واستهداف المصالح الغربية والأميركية ،فما هي خطة ايران لزيادة الانقسامات الطائفية، وهل تحالفها مع روسيا والصين سيطلق شرارة اندلاع حرب عالمية ثالثة، ورؤية الساسة الأميركيين لخطورة الوضع الشرق الأوسط؟

وحتى تتجلى الاجابات الواضحة عن كل هذه التساؤلات لابد أن نعرف أولا أنه في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة معركتها ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، يعتقد بعض المحللين أن إيران حولت انتباهها إلى مقاتلي داعش المعتقلين، وتجنيدهم دون قصد للانضمام إلى الميليشيات التي تستهدف المصالح الأميركية في المنطقة والتحريض على العنف الطائفي المتنامي ولا يزال النظام يؤثر على الشؤون العسكرية والسياسية والاقتصادية للعراق.

إن تجنيد معتقلي “داعش” عملية سرية معقدة تنسقها وكالة الاستخبارات الإيرانية من خلال قوات الحرس الثوري الإسلامي في البلاد، كما يقول بعض المسؤولين الأميركيين إن استخدام إيران للمجموعات الوسيطة لتنسيق أو تخطيط هجمات ضد أعدائها المتصورين أو استقطاب المؤسسات في الدول المجاورة ليس جديدا، وقد استخدم النظام وكلاء في لبنان والعراق وسوريا، على سبيل المثال لا الحصر.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن هناك مخاوف من أنه على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على داعش، إلا أنه لا يوجد ما يكفي من الإجراءات لقمع “تأثير إيران في العراق الشيعي في الغالب، واستخدام المقاتلين السنة يسمح للنظام بالاستفادة من جميع اللاعبين لصالحها”.

وتشير المعلومات المتاحة للاستخبارات الأميركية إلى أن “النظام الإيراني يستخدم سرا مقاتلي داعش السابقين للمشاركة في عمليات من شأنها أن تزعزع جهود الولايات المتحدة والغرب.

إن العلاقات الوثيقة بين إيران والحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية معقدة جدا وخاصة بالنسبة للأقلية السنية والكردية والمسيحية واليزيدية، فإنها قد تكون غير مستقرة،و استفتاء الشعب الكردي على طلب الاستقلال هو مثال على ذلك.

وكان الاستفتاء على الاستقلال مدعوما بنسبة 92 في المئة من الاكراد، ولم يستفز الان العراق فحسب بل ايضا ايران وتركيا حتى طلب البرلمان العراقي من رئيس الوزراء ارسال قوات الى مدينة كركوك احدى المدن النفطية المتنازع عليها.

وقال بوب كينت، الرئيس التنفيذي لخدمات معلومات المعرفة، الذي يساعد الشركات والشركات العاملة في العراق، على مدى السنوات القليلة الماضية انه قد تلقت شركته معلومات من أكثر من 1200 جهة اتصال في المنطقة، تفيد بأن إيران تقوم بشكل منهجي بتجنيد مقاتلي داعش المدربين على الحرب .

وللعلم فإن كينت ضابط سابق في المخابرات الجوية قضى أكثر من ثماني سنوات في العراق منذ عام 2008، وعمل أيضا كمقاول لوزارة الدفاع وكباحث اجتماعي وثقافي.

وقال كينت، إن ايران تحرض على العنف الطائفي بين السنة والشيعة “، مشيرا إلى أن إيران تركز على الجغرافيا السياسية ويستخدم الدين كأداة لكنها لا تستطيع تفعل ذلك بشكل علني.

وما نراه الآن هو أن إيران لا تدعم فقط كل الميليشيات الشيعية الموجودة في العراق، وحزب الله بالإضافة إلى جميع قوى التعبئة الشعبية ،بل تدعم أيضا ما يعرف بالميليشيات السنية “.

وقال كينت أيضا: “انهم يقاتلون ضد داعش، وفي الوقت نفسه، بعد انتهاء المعركة، يقومون بتجنيد مقاتلي داعش ،وهم سيعملون من أجل إيران”.

وأضاف قائلا إن المعلومات التى تجمعها الشركة بشكل عرضى مشتركة مع المسئولين الأميركيين فى كل من العراق والولايات المتحدة ولكنه يعتقد ان علامات التحذير يتم تجاهلها.

وأشار إلى أن هناك “تهديدات متعددة للقوات الأميركية فى المنطقة، واستهداف نشط للسفارة الأميركية، مع كل من قاذفات صواريخ متعددة وفرق الانترنت”.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه، “إن السفارة الأميركية تتلقى معلومات التهديد وترحب بها من مصادر متنوعة، ونحن لا نقدم تأكيدا أو تحليلا أو قراءات بشأن التقارير التي نتلقاها.

وقال مايكل أوهانلون، خبير السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز، “هذا الخطر جدير بالقلق ولكن على حد علمي هو افتراضي حتى الآن.

واشار اوهانلون الى ان “ايران لديها نفوذ تروج له من خلال الرشوة ، وبعض الأمور الأخري بل تلجأ فى بعض الاحيان الى اغتيال بعض السياسيين العراقيين”.

واضاف “بيد أننى أعتقد ايضا ان الولايات المتحدة، التى تدرك هذا التاريخ، تقفز الى أسوأ حالة تحليل بسرعة كبيرة”.

“المشكوك فيه حتى الآن ورود أي تقارير عن تدريب ميليشيات من قبل داعش مناهضة للولايات المتحدة.

ولكن في الشرق الأوسط، حيث هناك الكثير من الدول تتنافس من أجل السيطرة، يمكن أن يكون ان تكون المعلومات وتحليل الاستخبارات غامضة.

وقال كينت “ان ايران لها حلفاء الآن فى الصين وروسيا”. واضاف :” انهم يضعون الأسلحة والأسلحة الثقيلة والصواريخ داخل العراق لاستخدامها ضد دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى من الغرب مثل الولايات المتحدة ، وإذا لم يتم مواجهتها الآن، أخشى أن تزداد الأمور سوءا، ولا أعرف كيف يتم الحد من هذه التعبئة الدولية؟ وأعتقد أن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ”.

وقال إيركل براون قائد الجيش في سينتكوم: “نحن قلقون بشأن التأثير الإيراني الخبيث في المنطقة، والذي يشكل تهديدا للاستقرار على المدى الطويل”.

لكن براون رفض إعطاء تفاصيل حول ما إذا كان لدى الجيش الأميركي معلومات حول الادعاءات بأن النظام الإيراني يتجنيد سرا من مقاتلي داعش في المنطقة.

وقال براون: “لا يزال التركيز منصبا على العمل مع دول التحالف والشريك لهزيمة داعش، ونحن نشجع جميع شركائنا في المنطقة على العمل من أجل إيجاد حلول مشتركة تمكن الأمن الإقليمي.

وقال كينت انه يشعر بالقلق من أنه اذا فشلت الولايات المتحدة فى فهم التهديدات الخطيرة التى تمثلها إيران او الرد عليها فان العراق سوف يقع مرة أخرى ضحية للحرب ،والعنف الطائفى القاتل.

وقال كينت “أعتقد ان كل هذا يتوقف على سياسة الولايات المتحدة فى السنوات القليلة القادمة”.

واضاف “ان العراق سيضيع خلال عام أو عام ونصف على يد ايران اذا لم تبدأ الولايات المتحدة بدعم المعتدلين على الأرض”.

ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن غالبية الناس في العراق من الشيعة، ومعظمهم من دعم الوجود الايراني سابقا بالعراق إلا هناك شعور عراقي قومي محدد الآن من السنة والشيعة والمسيحيين، يطالب الإيرانيين الخروج “.