الرئيسية » أحداث اليوم » تميم عزل قطر بامتداحه إيران وتباهيه بعلاقته بإسرائيل
أحداث اليوم خليجي رئيسى

تميم عزل قطر بامتداحه إيران وتباهيه بعلاقته بإسرائيل

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني

يبدو أن الفرصة الأخيرة التي قدمتها الدول الخليجية والعربية لقطر لانضمامها مرة أخري إلى الصف العربي والرجوع عن دعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلها في الشؤون العربية انتهت، ولم تستغلها الدوحة واستمرت في فتح كافة الأبواب الداعية إلى الفوضى والتخريب وإعادة تموضع الجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط.

فبعد سحب السعودية والبحرين والإمارات سفرائهم من الدوحة قبل ثلاثة أعوام بسبب تدخلها في شئون الدول العربية ودعمها للجماعات المتطرفة وخاصة جماعة الإخوان المسلمون التي تصنفها تلك الدول كإرهابية، قدمت هذه الدول فرصة لعودة الإمارة الصغيرة إلى رشدها والتراجع عن دعم الإرهاب إلا أنها لم تنفذ ذلك وبقيت على موقفها الداعم للجماعات المتشددة.

وعلى الرغم من تنفيذ قطر لبعض المطالب العربية التي اقتصرت في إغلاق قناة الجزيرة مصر لبثها أخبار تنشر الفتنة ، إلا أن ذلك لن يثنيها عن الاستمرار في الدعم الإعلامي الكامل لجماعة الإخوان الإرهابية عن طريق مواقع وقنوات أخرى، بالإضافة إلى ذلك استمرت في تمويل واستضافة القيادات المطلوبة في الدول العربية على خلفية أعمال عنف.

تصريحات تميم
وأثار حديث تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، استياءً واسع النطاق في المنطقة، لتضمنه مواقف صادمة تشق الصف العربي وخاصة ما يتعلق بالعلاقات مع إيران وإسرائيل و”حزب الله”.

حديث أمير قطر، الذي بثته وكالة الأنباء القطرية على موقعها، واستعرضته القنوات القطرية في شريط أخبارها، جاء بعد حفل تخريج دفعة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال.

واعتبر فيه أن إيران “ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها”، وقال مدافعاً: “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”.

كما أكد الشيخ تميم، في كلمته، أن قطر لها تواصل مستمر مع إسرائيل، وقال: “ليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة”. كما انتقد مخرجات القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطر بالرياض، داعياً إلى ما قال إنه “العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف وسوء تقدير الأمور”.

واعتبر أن العلاقة مع واشنطن قوية ومتينة برغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، معبراً عن ثقته بأن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي، وقال إن “قاعدة العديد تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، كما تعتبر الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره”. وبرغم أن وكالة الأنباء القطرية بعد بثها الحديث عادت لتنفيه، وتشير إلى أن اختراقاً لموقعها قد حدث من جهة غير معلومة، فإن خبراء أكدوا صعوبة اختراق الوكالة والقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل التي بثت جميعها مقتطفات من الحديث.

تصعيد متوقع
تصريحات تميم الصادمة التي حاولت الدوحة نفيها تبعها موجة من الغضب الخليجي شملت حجب لفضائية الجزيرة، بخلاف غلق لمكاتبها وسط توقعات قوية باستمرار التصعيد وصولاً إلى استدعاء السفراء وتعليق عمل البعثات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجى والإمارة الراعية للإرهاب.

نفى الدوحة غير منطقى لاحتواء الأزمة
النفى غير المنطقى الذى بادرت الحكومة القطرية بترويجه فى محاولة يائسة لاحتواء الأزمة، قوضت وسائل إعلام الدوحة نفسها حجته لاستمرار تداولها لتلك التصريحات عبر التلفزيون الرسمى للإمارة والمواقع الإخبارية القطرية لما يقرب من ساعتين بعد اندلاع الأزمة الكبرى بين الدوحة والخليج، فضلاً عن أن التصريحات رغم فداحتها لم تختلف كثيرًا عن بيان الحكومة القطرية الذى علقت من خلاله على القمة الإسلامية – الأمريكية فى الرياض، والذى زعمت فيه تعرضها لـ”مؤامرة” من دولاً عربية للوقيعة بينها وبين واشنطن.

تصريحات تعزل قطر
الطريق إلى عزل قطر لم يبدأ مع تصريحات تميم المسيئة وإنما مع تغيير خريطة المجتمع الدولى، بداية من الخسارة المدوية للديمقراطيين فى صناديق الاقتراع فى الانتخابات الأميركية، وخروج هيلارى كلينتون بما حملته من مؤامرات ضد دول الشرق الأوسط من السباق الانتخابى أمام دونالد ترامب الذى يدشن من وصوله البيت الأبيض خريطة تحالفات جديدة فى المنطقة ليس من بينها قطر، وسط دعوات قوية من مسئولى إدارته وأعضاء الكونجرس لإعادة النظر فى علاقة واشنطن مع الدوحة.