الرئيسية » محليات » سلطنة عمان » ملتقى “التوعية الاجتماعية” يعزز مهارات الحوار الأسري
سلطنة عمان محليات

ملتقى “التوعية الاجتماعية” يعزز مهارات الحوار الأسري

ملتقى التوعية الاجتماعية
ملتقى التوعية الاجتماعية

أقيم ملتقى “التوعية المجتمعية” بمكتب والي السيب، وذلك في إطار تواصل فعاليات الأسبوع الاجتماعي لصيف 2016م بولاية السيب تحت شعار “تواصل، تكامل، عطاء”، والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للرعاية الاجتماعية لمدة 5 أيام لفئات الشباب والأطفال وأسر الضمان الاجتماعي والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين.

دأ الملتقى بورقة عمل قدمتها نادية المكتومية أخصائية تربوية بعنوان “الحوار ودوره في الاستقرار الأسري” تناولت فيها مفهوم الحوار التربوي، وأنواع الحوار كالحوار الإيجابي والحوار السلبي، والحجر الأساسي للحوار وهو “بيئة قائمة على الحب”، بعد ذلك تطرقت للحديث عن مواصفات الحوار الفعّال كإيجاد حوار يحمي من المقارنات، والبعد عن الوعظ والأوامر والنواهي، وأهمية تعليم الأبناء كيفية التعبير عن مشاعرهم والإفصاح عن أفكارهم، وتجنب الانتقاد في الحوار كونه أسلوبا مدمرا، وينزع الثقة من الأبناء ويحد من قدراتهم ويولد الخوف الدائم من القيام بعمل أمام الآخرين ويقتل روح المبادرة، وأهمية بناء علاقات إيجابية قبل الحوار، وضرورة المحاورة على انفراد والبدء بالإيجابيات ومنحه فرصة للتعبير عن رأيه.

نادية المكتومية: الحوار الأسري الناجح قائم على الحب والترابط

عيسى الهاشمي: دائرة شؤون الأحداث تدرس حالات الجانحين وتقدم تقارير دورية عنهم

الآثار المترتبة للمخدرات

عقب ذلك قدم يحيى بن صالح الريامي ممرض قانوني أول ورقة عمل حول “المخدرات والآثار المترتبة لتعاطيها” والتي عرف من خلالها باللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، ومناقشة وضع السلطنة الحالي حول هذه الآفة وكيفية الحد منها، وكذلك التعريف بأنواع المخدرات وأضرارها وطرق الوقاية منها، وكيفية التعامل مع المتعاطي، بالإضافة إلى بعض المفاهيم الخاطئة عن المخدرات.

وتطرق الريامي في ورقته إلى استعراض الاختصاصات الجديدة للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية الصادرة ضمن المرسوم السلطاني رقم 34/‏2015م كاقتراح السياسة الوطنية العامة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وإقـرارها مـن مجلس الوزراء، ووضع خطط اوقاية والعلاج في مجال مكافحة الاستعمال غير المشروع للمواد المخدرة ومتابعة تنفيذها، وأيضاً اقتراح مشروعات القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بهذا المجال، وضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية في هذا الجانب، وكذلك إجراء ودعم الدراسات والبحوث العلمية والميدانية بما يتعلق المخدرات والمؤثرات العقلية، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال.

الأضرار الصحية

عقبها أوضح الريامي الأضرار الصحية الناتجة عن المخدرات والمؤثرات العقلية، والتي تشمل الجسد وتتمثل في العين والرئة والمخ والشرايين والقلب والمعدة والكبد والجلد والجهاز التناسلي، وكذلك الأضرار النفسية كاضطراب في الإدراك الحسي العام، والقلق والتوتر المستمر في المزاج، واختلال في الاتزان والذي يسبب صعوبة في النطق والمشي، وأيضاً الأضرار الاجتماعية كتفكك وانهيار الروابط الاجتماعية، والتقليل من التفاعل والتواصل مع المجتمع، وتسبب بارتفاع معدل الجريمة والانتحار وحوادث المرور، بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية والتي من خلالها تدفع الدولة مبالغ كبيرة من أجل مكافحة هذا المرض وتوفير بيئة صحية خاليه منه.

وختم الريامي ورقته باستعراض بعض البرامج العلاجية للحد من انتشار هذه الآفة كالعلاج النفسي والفردي، وبرامج التعاون مع المجتمع المدني ومؤسساته، وكذلك العلاج الجماعي والأسري والمهني، وبرامج النشاطات الاجتماعية، بالإضافة إلى العلاج الديني والروحي.

تعريف الحدث

بعد ذلك قدم عيسى بن فهد الهاشمي مراقب اجتماعي بدائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية ورقة عمل حول “الأحداث في القانون والمجتمع”، تطرق خلالها لتعريف الحدث وهو كل ذكر أو أنثى لم يكمل الثامنة عشرة من العمر ، والحدث الجانح وهو كل من بلغ التاسعة ولم يكمل الثامنة عشرة وارتكب فعلا يعاقب عليه القانون، والحدث المعرض للجنوح وهو كل من تحقق في شأنه حالة من الحالات المنصوص عليها في المادة “3”، وتطرق في ورقته إلى تعريف المراقب الاجتماعي وهو الموظف الذي يُعيَّن بقرار من وزير التنمية الاجتماعية، وتكون له صفة الضبطية القضائية في تطبيق أحكام قانون مساءلة الأحداث وتكون اختصاصات هذا المراقب الاجتماعي تنفيذ متطلبات البحث الاجتماعي ، وتنفيذ متطلبات تدبير الوضع تحت الاختبار القضائي ، وله في هذا الشأن زيارة الحدث الجانح في محل إقامته أو محل تعليمه أو محل عمله وتقديم النصح والمشورة والمساعدة لحل مشكلاته، وتقديم تقرير دوري كل شهر عن حالات الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح، بالإضافة إلى تنفيذ متطلبات الإفراج الشرطي ، وحضور جلسات محاكمة الأحداث في المحاكم ، وطلب إنهاء التدبير المحكوم به أو تعديل مدته أو إبداله أو إضافة أي تدبير آخر.
مهام

كما تحدث الهاشمي خلال ورقة العمل عن المهام الفنية لـ”دائرة شؤون الأحداث” والمتمثلة في دراسة حالات الأحداث الجانحين أو المعرضين للجنوح وتقديم تقارير دورية عنهم ، والإشراف والتنفيذ بشأن متطلبات الاختبار القضائي والإفراج الشرطي والإفراج النهائي، وإجراءات الرعاية اللاحقة ، وكذلك تناول الحديث عن الحقوق التي حددها وكفلها القانون للأحداث والمتمثلة في تحديد وتشكيل إدارة شرطة الأحداث الخاصة بالتعامل مع الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح ، وتعيين إدارة خاصة وأعضاء معينين في الادعاء العام للتحقيق في قضايا الأحداث فقط وتسمى “إدارة قضايا الأحداث”، إلى جانب سرية جلسات الأحداث في المحاكم عند نظر القضايا، ووجوب تعيين محام للدفاع عن الحدث عند نظر ومداولة القضية ، وإعفاء الأحداث من أداء أية رسوم أو مصاريف أمام محاكم الأحداث بمختلف درجاتها ، وحظر نشر اسم الحدث أو صورته أو وقائع المحاكمة أو ملخصها أو خلاصة الحكم أو منطوقه في الكتب أو وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو بأية طريقة أخرى، وكذلك عدم تسجيل الأحكام الصادرة ضد الأحداث الجانحين في صحيفة السوابق، ولا تسري على الأحداث أحكام التكرار المنصوص عليها في قانون الجزاء، وعدم جواز توقيع عقوبة الغرامة بالنسبة للحدث.

التدابير والعقوبات
بعد ذلك تحدث عيسى الهاشمي عن التدابير والعقوبات التي حددها القانون عند التعامل مع الحدث ، من حيث تدابير الرعاية ، وتدابير الإصلاح وهي تدابير علاجية من حيث الإيداع في دار إصلاح الأحداث ، والوضع تحت الاختبار القضائي، والإلحاق بالتدريب المهني، والإلزام بواجبات معينة ، والإيداع في مؤسسة صحية ، والرعاية اللاحقة وأهم إجراءاتها من حيث تهيئة الظروف الأسرية والاجتماعية للحدث، وإدماجه ومساعدته ليحقق التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة به ، ومساعدة الحدث وتهيئته لاستكمال تعليمه وتدريبه ثم إيجاد عمل ليكون مصدر دخل له، كما تناول الحديث عن الإفراج الشرطي وشروطه ، وكذلك الصعوبات والتحديات التي تواجه المراقب الاجتماعي والمتمثلة في إعادة قيد إلى المدرسة للدراسة النظامية، وتقييد وتسجيل الأحداث في مراكز ومعاهد التدريب المهني، والتذبذب في معاملة الأسر لأبنائها وطرق توجيههم.

معرض الأسر المنتجة

وتضمن معرض الأسر المنتجة الذي يقام بلولو البندر بالموالح ويستمر حتى الرابع من شهر أغسطس الجاري من الساعة الرابعة إلى التاسعة مساء جلسة حوارية بعنوان “على طريق النجاح” تديرها الإعلامية مديحة السليمانية وتستضيف خلالها عدد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناجحة، للحديث حول مسيرة نجاحهم والعقبات التي تواجههم وكيفية تخطيها وكيفية إدارة المشاريع للوصول بها إلى النجاح المرغوب والذي يجعلها ضمن المؤسسات المنافسة، ويأتي تنظيم هذه الجلسة الحوارية ضمن معرض الأسر المنتجة ليتمكن المشاركون بالمعرض من الاستفادة من خبرات رواد الأعمال المشاركين بالجلسة الحوارية والتفاعل معهم وتبادل الخبرات والاستشارات المتعلقة بالتسويق والإدارة الناجحة للمشاريع.

وكانت الجلسة الحوارية الأولى مع حشر بن خميس المنذري الرئيس التنفيذي للعلامة للتسويق، والذي تحدث خلال الجلسة عن مشوار العلامة ونجاحها بالإضافة إلى حديثه عن التسويق وأهميته لإنجاح المشاريع وخاصة مشاريع الأسر المنتجة ، وأهمية الاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي خاصة الإنستجرام والتويتر والفيس بوك للتسويق والترويج للمنتجات والمؤسسات، سواء كانت مؤسسات عالمية أو ناشئة أو المشاريع المنزلية، وكذلك تطرق للحديث عن الاستخدام الصحيح والناجح لبرامج التواصل الاجتماعي كأهمية أن يكون الحساب الخاص بالمشروع مفتوحا، والتفاعل المباشر بين صاحب المشروع والزبائن والمستفسرين، وأهمية الصورة وطريقة عرض المنتجات لجذب الجمهور.

بصيرة

وشارك في الملتقى الفنان الكفيف وليد بن صالح الهاشمي الذي ينحت أقلاماً خشبية معتمداً على حاسة اللمس، حيث فقد بصره وبقيت بصيرته، ويصنع أقلاماً جميلة تعكس جمال قلبه، وقال وليد: “فقدت بصري وأنا أبلغ من العمر 18 سنة، وذلك بعد أن وقعت من السلم وأصطدم رأسي بالحائط، والحمد لله على كل حال، وبات اليأس يتسلل إلى حياتي، ولكن أدركت تماماً بأنه لا ملجأ إلا التقرب من الله تعالى والتوكل عليه، ومنذ أن فقد بصري كانت عندي الإرادة والعزيمة والإصرار لأتعلم أية موهبة تخص المكفوفين استغلالاً لوقتي إيجابياً، وبعدها جاءت مرحلة الإعداد حيث التحقت بإحدى الشركات التي تسهم في تعليم المكفوفين عملية النحت على الخشب، بهدف تنمية موهبتي وذلك باستخدام الآلات الخاصة لهذه الفئة”.

كما طور هذه العادة من خلال الممارسة اليومية لهذه الآلات معتمداً على حاسة اللمس، وبدأ ممارسة النحت على الأقلام الخشبية في عام 2011م، ويختم وليد حديثه بأنه مع مرور السنوات طورت هذه العادة، وأصبحت موهبة خاصة به ومدخل رزقي الثاني، ونصيحتي لكل كفيف بأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.