جدّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أمس الاثنين، تهديداته للفصائل الكردية في سوريا، وأرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود الجنوبية لبلاده؛ استعداداً لهجوم من المحتمل أن يشنّه، بعد الانسحاب المُرتقب للجنود الأميركيين من شمال سوريا، فيما عززت فصائل سورية معارضة، تدعمها أنقرة، مواقعها في المنطقة على نحو باتت تطوق فيه مدينة منبج، في وقت كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن وجود اتفاق مع دمشق؛ حول وجود القوات التركية في إدلب، وأكد مجلس الاتحاد الروسي، أن القوات الروسية باقية في سوريا، دون خفض حتى إشعار آخر.
وقال أردوغان في خطاب في أنقرة، أمس: (مثلما لم نترك العرب السوريين فريسة لـ”داعش”، فنحن لن نترك الأكراد السوريين فريسة لوحشية “حزب العمال الكردستاني” ووحدات حماية الشعب).
وأضاف: “لماذا نحن حالياً في سوريا؟ لكي يستعيد أشقّاؤنا العرب والأكراد حريّتهم”. وبحسب وكالة “أنباء الأناضول”، فإنّ قافلة عسكرية تركية؛ تضمّ: “مدافع هاوتزر” و”بطاريات مدفعية” إضافة إلى وحدات مختلفة من القوات المسلحة، تمّ نشرها في منطقة إلبيلي الحدودية في محافظة كيليس، في حين ذكرت “وكالة أنباء الإخلاص” الخاصّة، أنّ قسماً من هذه القافلة دخل الأراضي السورية، وأن تلك التعزيزات العسكرية، ستتمّ بشكل “تدريجي”.
وبدأت التعزيزات بنشر حوالي 100 آلية مطلع الأسبوع، كما ذكرت صحيفة “حرييت” التركية، وعبرت تلك الآليات إلى منطقة الباب في شمال سوريا.
من جهة أخرى، قال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم “الجيش الوطني لجماعة المعارضة السورية المدعومة من تركيا”: “يوم الأحد تم توجيه بعض الأرتال من قوات الجيش الوطني السوري إلى محور منبج”.
وأضاف “أن القوات الأميركية لا تزال في منبج”، مؤكداً، أن المقاتلين المدعومين من تركيا لن يتقدموا إلا بعد أن تنسحب.
في غضون ذلك، قال لافروف، في تصريحات أمس: “تم التوصل إلى الاتفاق (الروسي- التركي) حول إدلب، المنصوص عليه في مذكرة التفاهم، التي تم التوقيع عليها في (سوتشي، يوم 17 أكتوبر)، وأصبح من الممكن من خلال القرارات السابقة، التي اتخذت ضمن إطار “عملية أستانا”، إنشاء منطقة “خفض تصعيد” في هذا الجزء من سوريا، وعلى محيط مراكز المراقبة التركية”.
وأكد “أن وجود الجيش التركي في هذا الجزء من سوريا، بالتالي، هو أمر يتم التنسيق فيه مع الحكومة السورية، التي رحبت ب”مذكرة سوتشي” المذكورة”.
وأشار إلى أن “الضامن الثالث لصيغة أستانا؛ (إيران)، أيدت المذكرة أيضاً”.
إلى ذلك، قالت فالينتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، حسب وسائل إعلام روسية، أمس: “إن قرار سحب خبرائنا ليس له أي صلة بقرار الولايات المتحدة” مضيفة: “ستقرر الحكومة السورية بالتعاون معنا ما إذا كنا سنسحب قواتنا بشكل تام أو جزئي”.
وقالت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسية: “إن القرار الأميركي صحيح”، مشيرة إلى أن الجنود الأميركيين في سوريا لم يكن لديهم أي تفويض دولي، في حين أن الجيش الروسي شارك في العمليات العسكرية في سوريا، بدعوة من الحكومة السورية.
اضف تعليق