الرئيسية » أرشيف » أكثر من 200 قتيل وجريح بتفجيرين انتحاريين في دمشق النظام يتهم القاعدة.. والمعارضة تتهم النظام.. وحزب الله يتهم أميركا
أرشيف

أكثر من 200 قتيل وجريح بتفجيرين انتحاريين في دمشق
النظام يتهم القاعدة.. والمعارضة تتهم النظام.. وحزب الله يتهم أميركا

فيما سقط 44 قتيلا وأكثر من 166 جريحا، معظمهم من المدنيين، في تفجيرين انتحاريين استهدفا مواقع أمنية في دمشق، سارعت وسائل الإعلام الرسمية للقول إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن تنظيم القاعدة وراء الهجومين، وإن السلطات ألقت القبض على أحد المتورطين.

تزامن ذلك مع استمرار العمليات العسكرية وأعمال القتل والقمع التي تمارسها قوات الجيش والأمن السوري. وقتلت أمس 25 شخصا من المحتجين الذين خرجوا في تظاهرات عمت مدنا وبلدات عدة، تلبية لدعوة المعارضة، وحملت شعار "بروتوكول الموت".

النظام يتهم القاعدة
وأعلن التلفزيون الحكومي السوري أن الانتحاريين كانا يقودان سيارتين مفخختين، وأن إحداهما استهدفت مقر أمن الدولة في منطقة كفر سوسة، والأخرى أحد الأفرع الأمنية في منطقة البرامكة، قرب دوار الجمارك في دمشق.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن مصادر عسكرية وأمنية سورية تأكيدها مقتل جميع أفراد حرس مقر إدارة الأمن. وقال المراسل إن الانفجار خلف دمارا في منطقة نصف قطرها مائتا متر حول المكان.

وقالت المصادر في دمشق إن قوات الأمن أغلقت طرقا رئيسية مؤدية إلى المنطقة، وإن عدة أشخاص اعتقلوا قرب منطقة كفر سوسة، حيث وقع أحد الانفجارين. وأضافت أن الانفجارات في دمشق تعد "عملا غير مسبوق" منذ اندلاع الأحداث، وانها سببت "صدمة شديدة للسكان".

وأنه من الصعب التحدث عن طبيعة الرد من قبل الحكومة، بعد أيام من هجوم كبير لقوات الأمن في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، وبعد يوم من وصول طلائع مراقبي الجامعة العربية.

المعارضة تتهم النظام
من جانبه، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات أمنية في دمشق وأوقعت بحسب السلطات السورية أربعين قتيلاً وعشرات الجرحى.

وقال المجلس في بيان على موقعه "إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة".

حزب الله يتهم أميركا
إلى ذلك، اتهم "حزب الله" اللبناني الساكت تماماً عن قمع الأسد الوحشي لشعبه، الولايات المتحدة الأميركية بالتفجيرين الإرهابيين.

وقال الحزب في بيان له أمس "إن هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية الساعية لتحقيق المصلحة الصهيونية التي يضعها الأميركيون فوق كل اعتبار".

وأضاف "إن حزب الله، إذ يدين هذه الجريمة الفظيعة، فإنه يؤكد على أن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفتّ في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأمريكيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا".

أول مهمة للمراقبين
وكانت الزيارة التفقدية لموقعي التفجيرين أول مهمة للمراقبين، يتقدمهم سمير سيف اليزل، ويرافقهم فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.

وقال اليزل، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، قبل مغادرته موقع الانفجار، إن ما حدث لن يوقف عمل بعثة المراقبين. وأكد أن عمل البعثة سيتم بشكل عادي وكامل.

بدوره، قال المقداد "الإرهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين العرب في دمشق يوما مأساويا، إنها أول هدية من الإرهاب والقاعدة، لكننا سنسهل إلى أبعد حد مهمة الجامعة العربية. الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأميركيون وبعض الأطراف العربية".

بصمات السلفيين
من جهته، قال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن التفجيرات "تحمل بصمات الفكر السلفي للقاعدة"، متهما جهات أوروبية وأميركية وعربا "بدعم الإرهاب في سورية.

وتابع أن "زعيم القاعدة أيمن الظواهري أعلن عن دعمه للجهاد ضد السلطات السورية". وأضاف مقدسي أنه "كلما أسرعت سورية بالإصلاحات وتعاونت لإنهاء الأزمة على الصعيدين العربي والدولي، يكون من المتوقع أن تشهد سورية مثل هذه الأعمال".

وطلب الدبلوماسي السوري "من الغرب أن يعي أهمية الوقوف بصراحة ضد هذه الهجمات الإرهابية، وأن يدينها كما فعلت سورية عندما دانت وبصراحة الهجمات الإرهابية التي استهدفت عواصم غربية".

لعبة مكشوفة
ومن جهتهم، يتهم المعارضون والمحتجون الحكومة بتنفيذها "لإقناع المراقبين بوجود أعمال إرهابية في البلاد".

ووصف بسام جعارة، الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية، الانفجارين بأنهما لعبة مكشوفة. واتهم جعارة المخابرات السورية بتدبير الانفجارين.

وقال: "النظام يريد أن يقول لمجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات بشأن سورية إن الحرب هي بين إرهابيين وبين النظام".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن شهود عيان قولهم، إن إطلاق نار كثيف وقع بعد الانفجارين. وقال شاهد عيان بالقرب من المنطقة، انه سمع دوي إطلاق نيران من أسلحة رشاشة، فيما كانت سيارات الاسعاف تهرع إلى المنطقة. وأضاف أن دوي الانفجارين الهائلين سمع بوضوح في مختلف أنحاء العاصمة.

"بروتوكول الموت"
وجاء التفجيران بينما كان عشرات آلاف السوريين يشاركون في تظاهرات جمعة "بروتوكول الموت" واجهتها قوات الأمن والجيش بالرصاص الحي، مما أوقع 25 قتيلا وعشرات الجرحى.

وندد المتظاهرون بمهمة مراقبي الجامعة العربية الذين بدأوا الانتشار في سورية. ويعتبر المعارضون السوريون موافقة دمشق على مهمة البعثة "مناورة" من جانب النظام.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن التظاهرات سارت في عموم المدن السورية، ومنها العاصمة دمشق، حيث سمع دوي انفجارين في برزة والقابون، وتعرض المتظاهرون لاطلاق نار مباشر في حي القدم وكفرسوسة والميدان والعسالي والحجر الأسود.

وفي ريف دمشق سقط شهيدان في دوما، وسار المتظاهرون في عشرات الأحياء، أبرزها سقبا وداريا والكسوة وحرستا والزبداني والسيدة زينب وعدرا والمعضمية.

وفي حمص (وسط) وردت أنباء عن سقوط شهداء في بابا عمرو والغوطة والخالدية، وتظاهرات في الحمرا وباب السباع وباب هود والانشاءات والقصور والشماس والدبلان وباب دريب. كذلك خرجت التظاهرات في الرستن والقصير وتلبيسة.

وفي حماة (وسط) عمت التظاهرات مناطق الحاضر والحميدية والمناخ وشارع الاربعين وطريق حلب والقصور والبياض وغيرها. وفي درعا (جنوب) خرجت التظاهرات من مسجد مصعب بن عمير والمسجد العمري ومن المحطة وحي القصور وسارت في أحياء عدة. وكذلك في دير الزور والحسكة (شمال) والقامشلي واللاذقية (غرب) وحلب. أما ادلب (شمال غرب) فقد شهدت تظاهرات حاشدة، رغم العملية الأمنية الواسعة المستمرة بحجة ملاحقة منشقين هناك.