وسط أجواء يخيم عليها التشاؤم من إيجاد حل للأزمة السورية دولياً وإقليمياً، يبدأ المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان زيارة إلى دمشق لبحث سير عمل المراقبين وفق خطته "السداسية"، تضاربت الأنباء بشأن توقيتها، حيث أكد الناطق باسمه الزيارة دون الكشف عن موعدها، بينما قال مصدر رسمي سوري إن الزيارة ستكون الاثنين.
وفيما ينتظر أن يقدم المبعوث الدولي والأمم المتحدة تقريرين منفصلين إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل بشأن الوضع في سوريا، نفى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أن يكون لدى المنظمة الدولية خطة "باء" بديلاً لخطة أنان في حال فشلها، مؤكداً وجود قوة تعمل على الأرض السورية غير طرفي المعادلة؛ قوات النظام والمعارضة.
وقال الناطق باسم أنان، أحمد فوزي أمس، إن المبعوث الدولي سيزور سوريا "قريباً"، فيما ستكون أول زيارة له للبلاد منذ أن عرض خطة السلام التي يرعاها على الحكومة السورية أوائل مارس الماضي. وأحجم فوزي عن الكشف عن موعد أو أي تفاصيل عن الزيارة لأسباب أمنية.
إلا أن مصدراً رسمياً سورياً لم يكشف عن هويته، أكد أن "أنان سيصل إلى دمشق الاثنين، وسيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد". بينما قالت مصادر في المعارضة بالداخل السوري أنها "ستجتمع مع أنان" أيضاً.
ومن المقرر أن تطلع السلطات السورية، المبعوث الدولي على سير عمل المراقبين الدوليين الذين ينفذون خطته السداسية. ومن المرجح أن يرافقه وزير الخارجية الأردنية الأسبق مروان المعشر، بصفته أحد مساعديه، وفق مصادر مطلعة.
وستقدم الأمم المتحدة وأنان تقريرين إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل عن الوضع في سوريا. وينتهي التفويض الممنوح لقوة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا – والمعروفة باسم "يونسميس" – في يوليو القادم.
وقال دبلوماسي غربي بارز إن "هناك نقاشاً بشأن توسيع محتمل لقوة المراقبين التي حظي نشرها بتأييد قوي من روسيا والصين".
وتقترب الأمم المتحدة من إتمام نشر 300 مراقب غير مسلح في سوريا، مكلفين مراقبة وقف إطلاق النار غير المنفذ.
من جانبه، قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إن المنظمة الدولية ليس لديها خطة بديلة عن خطة المبعوث المشترك الأممي والعربي كوفي أنان لحلّ الأزمة في سوريا.
وأوضح بان في مقابلة مع شبكة "سي. إن. إن" بثت مساء الخميس: "في هذا الوقت ليس لدينا أي خطة باء، قدم المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان اقتراحاً من ست نقاط، يكون فيها الوقف التام للعنف في المرتبة الأولى"، وتابع "للأسف لم يطبق ذلك مع نشر بعثات المراقبين".
وأشار بان إلى وجود عناصر على الأرض غير تلك التابعة للأسد أو للمعارضة، رافضاً أن يحدد ما إذا كان يعني تنظيم القاعدة، وقال: "ليس لدينا أدلة واضحة بشأن ما إذا كانت القاعدة خلف ذلك" في إشارة إلى التفجيرات التي وقعت في سوريا. ولكنه تابع "بالأخذ في الاعتبار مدى تعقيد الهجمات الإرهابية، يبدو من الواضح أنه يوجد بعض المنظمات والمجموعات ونية سياسية واضحة".
وتطرق بان إلى تقرير لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا الذي صدر أول أمس، وأفاد أن معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في سوريا يرتكبها الجيش السوري والقوات الأمنية، متهماً قوى المعارضة بارتكاب انتهاكات أيضاً، تشمل الإعدام خارج نطاق القضاء، والخطف.
وقال: "خلال الأشهر الـ15 الماضية، قتل الأسد ونظامه عدداً وصل إلى تسعة آلاف، وأعتقد أن هذا الرقم ازداد أكثر بكثير الآن".
وأضاف "وقعت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهذا غير مقبول تماماً، ولا يمكن تحمل الوضع، عانى الكثير من سكان سوريا وقتل الكثيرون".
وأشار بان إلى أن "المراقبين ينتشرون في سبع مدن سورية، بينها دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب، ويقومون بدوريات كل يوم حيث يمكن ذلك، ويبذلون ما بوسعهم لوقف العنف"، ولكنه شدد على الحاجة إلى "إرادة سياسية قوية على مستوى الرئيس الأسد، وتعاون تام من قبل قوى المعارضة".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من امتداد الأزمة السورية إلى لبنان، وقال: "قلقنا جداً من أثر هذا الامتداد، شاهدنا طرابلس في لبنان، حيث وقعت اضطرابات وقتال بين مجموعات إثنية".









اضف تعليق