بدأت أصوات الناقمين على استمرار أزمة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، ترتفع بشكل غير مسبوق، احتجاجا على تواصل " شغور" منصب الأمين العام، منذ سحب الثقة من الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، في يناير الماضي.
وفي السياق، دعت لجنة أنصار الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، لإعادة ترشحه لذات المنصب، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بوصفه رئيساً للجمهورية، وكذا بوصفه الرئيس الشرفي للحزب أيضاً، للتدخل لوضع حد لوضعية الجمود التي يعيشها الحزب العتيد منذ حوالي ثلاثة اشهر كاملة. من جهتهم، تحرك شباب الحزب، في بيان لهم، وهددوا بفضح المتآمرين من داخل اللجنة المركزية الذين يقفون حائلا، دون انتخاب امين عام جديد لجبهة التحرير الوطني، ونشر قائمة اسمية بالانتهازيين والمتامرين الذين يمنعون انتخاب امين عام جديد للحزب.
وطالب أنصار بلخادم في رسالتهم للرئيس الجزائري، بتعيين أمين عام للحزب عبر صناديق الاقتراع، والتي لا يمكن بغير هذا الأسلوب الديمقراطي والشفاف كما قالوا، إن يتم ضمان استقرار الحزب ومؤسسات الدولة. بغرض السماح للحزب في لعب دوره الطبيعي على الساحة الوطنية.
من جهتهم، تحرك شباب الحزب، في بيان لهم، وهددوا بفضح المتآمرين من داخل اللجنة المركزية الذين يقفون حائلا، دون انتخاب امين عام جديد لجبهة التحرير الوطني، ونشر قائمة اسمية بالانتهازيين والمتامرين الذين يمنعون انتخاب امين عام جديد للحزب.
وقال شباب الحزب الحاكم إن "الأزمـة التي يمر بهـا حزبنا بدأت تتضح أهدافهــا للعام والخاص أمام تقاعس اللجنة المركزية للحزب في انتخاب أمين عام جديد وغياب رؤية موحدة هادفة ومسؤولة لإخراج الحزب من أزمته، متهمين أعضاء اللجنة المركزية بالإطالة في عمر الأزمة لخدمة أغراضهم، رغم أن حزب جبهة التحرير الوطني يمر اليوم بمرحلة فاصلة في تاريخه".
وهدد شباب الأفالان بنشر قائمة اسمية لكل الانتهازيين في اللجنة المركزية، ليعرف مناضلو الحزب والرأي العام حقيقتهم وأسباب عزوفهم عن إعادة بناء البيت من جديد والعودة من جديد وبقوة إلى الساحة السياسية.
ولوحظ في بيان شباب الحزب المؤيدين لبلخادم، دعوة صريحة لأول مرة بعدم مساندة ترشيح بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة ، من خلال تنديدهم باليائسين" بدءا من المطالبين بالعهدة الرابعة لرئيس قدم ما عليه للجزائر وإلى من يحاولون جرنا واستغلالنا كشباب وكقوة لصالح أجنداتهم".
ويأتي هذا الهجوم المضاد لأنصار بلخادم، كأول تحرك منظم منذ 31 يناير الماضي تاريخ سحب الثقة منه، بعد ان تبين للامين العام السابق غياب مرشح الإجماع داخل الحزب، وبالتالي فان عودته الى منصبه على راس اكبر حزب في الجزائر، باتت ممكنة، خاصة وان بلخادم الذي ضاعف الاجتماعات مع أنصاره داخل شقته بالعاصمة، يؤكد امتلاكه اغلبية أصوات اللجنة المركزية الان.
ولم يخف بلخادم في تصريحات، نيته ورغبته العودة على راس الحزب العتيد في الجزائر، كما انه سبق وعبر عن نية مماثلة للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في مناسبات عديدة، حتى وان ربط ذلك تكتيكيا بعدم ترشح الرئيس الحالي. علما انه يدرك وهو الخبير بخبايا النظام الجزائري انه لكي يترشح وينجح في تولي منصب الرئاسة الرفيع لا بد ان يمر عبر بوابة الحزب الحاكم الذي يسيطر على دواليب الدولة.
فيما، نفت وزارة الخارجية الجزائرية أمس الأحد أخبارا مفادها أن ثلاثة من قادة حركة أنصار الدين الإسلامية المالية لجأوا أو لديهم نية للجوء إلى الجزائر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية في بيان "بعض عناوين الصحافة الوطنية تناولت أخبارا مفادها أن زعماء لحركة أنصار الدين يكونون قد لجأوا أو لديهم نية في اللجوء إلى الجزائر. أفند تفنيدا شديدا هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة".
وأضاف المتحدث "اوكد أن الجزائر الوفية لمبادئها في مجال السياسة الخارجية والثابتة في تصورها المبني على احترام الشرعية ستستمر في تقديم مساهمتها من اجل العمل على تحقيق السلم والأمن بالمنطقة خصوصا في مالي من خلال مطابقة الشرعية الدولية بكل دقة".
وذكرت مصادر أن ثلاثة من قادة حركة أنصار الدين الاسلامية المسلحة لجأوا قبل عشرة ايام الى منطقة تمنراست في اقصى جنوب الجزائر.
وتحدثت صحيفة جزائرية عن "الأمير وثيق واسمه الحقيقي عبد الرحمن قولي والأمير ابو عبيدة المدعو المرابطي بن مولى وعثمان اغ هودي قريب اياد اغ غالي قائد انصار الدين".
وأضافت استنادا إلى مصدر أمني أن الثلاثة جاؤوا إلى الجزائر بعد "عدة أسابيع من التفاوض بين أجهزة الأمن الجزائرية وقيادة أنصار الدين".
وتنتمي جماعة أنصار الدين التي يقودها أياد اغ غالي المتمرد السابق من مالي، إلى الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي احتلت شمال مالي في 2012 حيث ارتكبت العديد من التجاوزات قبل أن تطردها القوات الفرنسية والأفريقية بداية السنة.
اضف تعليق