الرئيسية » أرشيف » أوباما لا يملك هامش مناورة كبيرا في المنطقة "ما بعد الربيع العربي"
أرشيف

أوباما لا يملك هامش مناورة كبيرا في المنطقة "ما بعد الربيع العربي"

مع أزمة غزة يجد الرئيس الاميركي باراك أوباما نفسه عالقاً في الملف الإسرائيلي – الفلسطيني حيث فشل في احراز اي نجاح بالرغم من جهوده فيما لا يترك له الشرق الاوسط ما بعد "الربيع العربي" سوى هامش مناورة ضئيل.

ففيما كان الرئيس الاميركي الذي اعيد انتخابه مطلع الشهر الحالي يقوم بجولة في آسيا التي يعتبرها قارة تخلى عنها سلفه جورج بوش لصالح الشرق الاوسط, خصص حيزاً من اهتمامه لأعمال العنف الدامية بين اسرائيل وحركة "حماس".

وقال بن رودز مساعد مستشار الامن القومي للرئيس توم دونيلن ان "الرئيس يطلع بانتظام (على الوضع في الشرق الاوسط) من توم دونيلن" وذلك على متن الطائرة الرئاسية بين بورما وكمبوديا. وأوباما هو الرئيس الاميركي الاول الذي يزور هذين البلدين.

وأكد أوباما في بانكوك اول من امس ان اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل كان من شأنه "تسريع" الأزمة في غزة, معتبراً أن العدوان على القطاع هو في إطار "حق اسرائيل المشروع بالدفاع عن النفس".

والعملية الاسرائيلية الجارية هي الاضخم ضد قطاع غزة منذ هجوم الجيش الاسرائيلي الدامي على القطاع بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 الذي اسفر عن مقتل نحو 1400 فلسطيني وفشل في وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

وسط هذه الاجواء وصل اوباما الى السلطة في اواخر يناير 2009, ووعد آنذاك بإعادة مفاوضات السلام الى مسارها وعين على الفور مبعوثاً مخضرما هو السيناتور السابق جورج ميتشل.

لكن جميع المحاولات لإحياء مفاوضات قابلة للاستمرار باءت بالفشل حتى عندما وضع الرئيس كل وزنه باستقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في سبتمبر 2010 ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الابيض, لكن بعد ثلاثة اشهر انقطعت المحادثات بسبب عدم موافقة اسرائيل على وقف الاستيطان.

في اواخر اكتوبر الماضي قبل اعادة انتخاب أوباما, أكد خبير مؤسسة بروكينغز جاستين فايس أن الرئيس الاميركي لم يعد يهتم إلا مجبراً بملف أحرز أسلافه فيه نجاحاً أكثر منه.

وتغير الوضع الجيوسياسي في اسرائيل في العامين الفائتين, سيما مع اطاحة "الربيع العربي" مطلع 2011 الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان حليفا مقربا للولايات المتحدة وضامنا لاحترام اتفاقات كامب ديفيد مع اسرائيل.

اما خلفه محمد مرسي فهو منبثق من حركة "الاخوان المسلمين" التي انبثقت منها حركة "حماس" الحاكمة في غزة, ما يضيف عنصر غموض الى معادلة تشمل تهديد اسرائيل بضرب منشآت ايران النووية.

وبالرغم من حكومة مصرية يفترض انها أقل مرونة, واصل اوباما المراهنة على هذه الورقة فتحادث هاتفيا ثلاث مرات مع مرسي في الايام القليلة الماضية طالباً منه التدخل من اجل "التهدئة".

وقال حاييم ملكا من مجموعة "سي اي اي اس" للأبحاث في واشنطن ان "الادارة (الاميركية) تقر بأن الحكومة المصرية هي الافضل لاحراز وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس وهي تسعى الى حض المصريين على لعب دور مهم لانهاء الازمة الجارية".

اما زميله جوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فاعتبر أزمة غزة حرباً "بالوكالة" بين ايران والغرب.

وقال "ان اعطاء الولايات المتحدة والكثير من الدول الاوروبية على ما يبدو ضوءاً أخضر لعملية اسرائيلية في غزة مرتبط بأننا نخوض اليوم معركة عالمية ضد ايران. انه حيز من الحسابات الستراتيجية التي يجريها الغرب ومفادها: تخلصوا لنا من الايرانيين في غزة حتى يتعذر عليهم التحرك هناك" في حال قررت إسرائيل التحرك لضرب إيران.