أكّد شتيفان رول، الخبير بالمعهد الألماني للدراسات الأمنيّة والدوليّة، أن دعم أوروبا لمصر في الأزمة الاقتصاديّة الراهنة يشترط الإبقاء على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن مصر بحاجة ماسة لدعم مادي كبير مع تراجع عائدات السياحة باعتبارها أحد أكبر مصادر العملة الصعبة وهو ما يحتم عليها التعاون مع أوروبا.
واستبعد الخبير الألماني إلغاء مصر للمعاهدة ليس بفضل سيطرة العسكريين على إدارة البلاد، وإنما لكون الإخوان المسلمين الذين طفوا على سطح الحياة السياسيَّة واقعيين إلى حد بعيد، ومن المحتمل أن يبذلوا جهودًا لتعديل بعض بنود المعاهدة، خاصة تلك المتعلقة بتزويد إسرائيل بالغاز وبوضع سيناء.
ولفت فى مقال بصحيفة "دويتش فيلا" أمس الخميس إلى أن فزاعة الإسلام السياسي فقدت الكثير من تأثيرها عقب سقوط الأنظمة القمعيَّة، التي كانت تستعملها لإخافة حلفائها الغربيين والتأكد من دعمهم لها، ففي مصر مثلا فاز حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بنحو 46% من أصوات الناخبين في انتخابات مجلس الشعب، الأمر الذي سيضمن له دورًا أساسيًا في صياغة الدستور وتشكيل الحكومة القادمة.
وأشار إلى أن من بين العوامل التي تعزّز تقبل الأوروبيين لفكرة تسلم الإخوان للسلطة في مصر الدرس الذي استنتجوه من الربيع العربي، وهو أن الاستقرار الذي تؤمنه الأنظمة غير الديمقراطيَّة التي دعموها في الماضي ما هو إلا استقرار زائف وأنه لا بديل عن الاستقرار الذي تتيحه الأنظمة الديمقراطيّة.
وشدد على أن مشكلة حكم العسكر في مصر لا تنحصر في عدم ديمقراطيتهم فحسب بل تكمن كذلك في سيطرتهم الكبيرة على اقتصاد البلاد وهو ما وقف عائقًا في وجه كل محاولة لتنمية اقتصاديّة واجتماعيّة مستدامة في مصر.
اضف تعليق