استعاد ميدان التحرير في مصر أمس جزءاً كبيراً من الهدوء بعد أيام عاصفة، وذلك في أعقاب إعلان حركات سياسية وشبابية شاركت في اعتصام مجلس الوزراء، تعليق اعتصامها ليل الجمعة في أعقاب "جمعة رد الشرف"، في الوقت الذي قررت فيه أعداد محدودة الاستمرار في اعتصام رمزي بالميدان من دون إعاقة حركة السير.
وأعلنت حركة شباب 6 إبريل – الجبهة الديمقراطية أمس تعليق اعتصامها، وإمهال المجلس العسكري ما وصفته بـ"فرصة أخيرة" لتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، عبر التعجيل بالانتخابات الرئاسية عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية مباشرة، في الوقت الذي شهد فيه ميدان التحرير أمس مناوشات بين عدد من البلطجية والمعتصمين.
وقال طارق الخولي المتحدث الرسمي باسم الحركة إن الجبهة الديمقراطية قررت تعليق الاعتصام، وأنها سوف تكتفي بـ"تقييم قرارات العسكري خلال الفترة المقبلة"، في حين أعلنت حركات شبابية مغادرة الميدان والبدء في التجهيز لتظاهرات حاشدة في الذكرى الأولى للثورة، مؤكدة استمرار مطالبها بالتعجيل بتسليم السلطة في البلاد لإدارة مدنية، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي صاحبت محاولات العسكري فض اعتصام مجلس الوزراء والتحرير، وتقديم المتورطين فيها من مدنيين وعسكريين إلى محاكمة عاجلة.
وواصل المجلس العسكري أمس لقاءاته مع المجلس الاستشاري، لبحث حلول للأزمة الراهنة، وإعداد مشروع قانون لانتخابات رئاسة الجمهورية، لكن مصادر بالاستشاري قالت إن اللقاء سوف يشمل مناقشة إمكانية التبكير بالانتخابات الرئاسية، "في إطار القواعد النافذة التي تضمنها الإعلان الدستوري الصادر في مارس/آذار الماضي".
وتواصلت أمس حملات إعلامية عبر فضائيات خاصة، تراوحت ما بين مطالبة ثوار التحرير بالهدوء، ومنح المجلس العسكري الفرصة للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، فيما تبقى من الفترة الانتقالية، فيما لجأت فضائيات أخرى إلى اعتماد خطاب التخوين والعمالة من جديد، وهو ما دفع المرشح الأبرز في الانتخابات الرئاسية الدكتور محمد البرادعي إلى اتهام التلفزيون الرسمي للدولة بـ"السعي إلى تغييب العقول"، وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الثورة تريد تحرير العقول، بينما التلفزيون المصري يريد تغييب العقول، لكن الثورة ستنتصر في النهاية".
من جهة أخرى، انتهت لجنة جرد مقتنيات القصور الرئاسية أمس من حصر جميع المقتنيات الخاصة بالقصور والاستراحات الرئاسية وملحقاتها، في محافظات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية ومرسى مطروح والقليوبية وجنوب سيناء . وقالت مصادر باللجنة التي تضم خمسين عضوا، بينهم قضاة وأعضاء في جهاز الأمن القومي وإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، إنها سوف ترفع تقريرها النهائي إلى وزير العدل المصري في غضون أيام، بعد الانتهاء من جرد قصر عابدين وسط القاهرة والمتاحف الملحقة به.
اكتساح إسلامي في الإعادة
وحقق الإسلاميون فوزاً كاسحاً في جولة الإعادة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي تجرى للمرة الأولى بعد الثورة.
وأخفق الليبراليون والثوريون في تحقيق فوز يمكنهم من إحداث توازن بين القوى السياسية في البرلمان الذي يعقد أولى جلساته في 23 يناير المقبل. ولم ينجح الفلول في حصد أية مقاعد.
وتصدرت قوائم حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، نتائج التصويت في المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية التي أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات رسمياً أمس، ليرفع الإخوان المسلمون رصيدهم بعد جولتين انتخابيتين إلى 174 مقعداً من جملة عدد مقاعد البرلمان، وليحل "حزب النور" السلفي ثانياً بـ75 مقعداً، ما يؤشر إلى أغلبية إسلامية في البرلمان الجديد، بغض النظر عن نتائج المرحلة الثالثة المقررة في الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل.
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية 43% من جملة من لهم حق التصويت، فيما حقق مرشحو "الإخوان" تقدماً كاسحاً بفوزهم بـ40 مقعداً من جملة مقاعد الإعادة، التي شهدت تنافساً شديداً مع مرشحي "حزب النور" السلفي، واكتفى المستقلون بسبعة مقاعد.
اضف تعليق