الرئيسية » الرأي » إلى أخي السني اللبناني: ارفع العلم اللبناني فقط وليس غيره!
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

إلى أخي السني اللبناني: ارفع العلم اللبناني فقط وليس غيره!

مساء الأمس نظم سكان مخيم البص للاجئين الفلسطينيين مسيرة حاشدة ترحيبا باختيار حركة “حماس” ليحيى السنوار خلفا لرئيس المكتب السياسي الراحل للحركة إسماعيل هنية. حتى هنا يبدو الأمر منطقياً إل حد ما .لكن المدهش هو انضمام قطاع كبير من سنة لبنان إلى المسيرة رافعين الأعلام الفلسطينية وصورا ليحيى السنوار وهنية غير مكترثين بما يحمله ذلك من تداعيات ومخاطر على لبنان

لاشك أن سنة لبنان بمشاركتهم فى تلك الاحتفالية يأخذون بلادهم دون وعى إلى المسار الخاطىء ,حيث أن مستقبلهم مرتبط بلبنان وليس بحماس المدعومة من نظام طهران, ونحن جميعاً ندرك جيداً مآلات التمدد الإيرانى فى البلاد .فما وصل إليه لبنان اليوم هو نتاج للسياسات الإيرانية.

ولايجب أن ننسى أن من اشعل فتيل الأزمة الراهنة هى حماس بهجوم 7 أكتوبر وأن السنوار كان مهندس تلك العملية التى فتحت باب المعركة ضد الشعب الفلسطينى تحت طائلة الاستجابة للإملاءات الإيرانية بما يعنى ان حماس والجهاد تأخذان الشعب الفلسطيني نحو تنفيذ أجنداتهما السلطوية أو الإقليمية وتدفعه لخوض غمارك معارك بالوكالة عن حلفائها فى طهران هدفها بالأساس الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة .، وهو ما يعني أيضاً أن لبنان يتم استخدامه كطرف في صراعات خارجية.

لذا، يجب على السنة اللبنانيين أن يكون لديهم صوت جديد ينحاز فقط إلى لبنان بدلاً من الانجرار وراء صراعات إقليمية. يجب عليهم أن يرفعوا صوتهم عالياً وواضحاً، وهذا لا يعني أنهم لا يشعرون بالتعاطف مع الوضع. بل يجب عليهم، بشفافية كاملة، أن يرفضوا بشدة أن يكونوا وكلاء في أي صراع خارجي، خصوصاً نيابة عن إيران، مع الأخذ في الاعتبار الوضع التاريخي العميق والمشهد الجيوسياسي الحالي. لقد دفع لبنان ثمناً باهظاً طيلة الوقت.

على سنة لبنان وغيرهم أن يقفوا بوضوح ضد مثل هذا التورط، فقد عانينا بما فيه الكفاية من أجل الآخرين، ودفعت بلادنا ثمناً باهظاً من مجازر طائفية، وأزمات اقتصادية خانقة، وتكاليف إنسانية مروعة. جراحنا لم تلتئم بعد، والحقيقة أن تلك الجراح لا تزال مفتوحة. وسياسة الركض خلف قضايا أبعد من حدودنا تجعلنا دائماً نتحمل فاتورة ليست لنا، بينما يكتفي الآخرون بالتنظير. نحن بحاجة إلى أن نقول “لا” بوضوح.

لقد حان الوقت لوضع حد لهذه اللعبة، وأن يضع السنة اللبنانيين ثقلهم من أجل لبنان، لا من أجل قضايا أخرى. يجب أن يكون صوتهم لبنانياً خالصاً، ورفع علم بلادهم فقط.