تبادلت الأوساط العراقية والكردية تراشق الاتهامات، في ظل أزمتين يعيشهما العراق تتعلقان بالخلاف السياسي العراقي الداخلي والخلاف العراقي الكردي. وفيما هاجم ائتلاف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رئيس البلاد جلال طالباني.. اتهم اقليم كردستان رئيس الوزراء بدفع الأزمة بين بغداد وأربيل إلى حافة النزاع المسلح.
وحمّل كمال الساعدي القيادي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه المالكي، أمس الرئيس جلال طالباني المسؤولية عن الخلاف مع اقليم كردستان، معتبراً أنه "تحوّل خلال الأيام الماضية إلى طرف في النزاع بين بغداد وأربيل"، داعيا إياه إلى "تجاوز انتماءاته الخاصة، والعودة لأداء دوره الذي رسمه الدستور".
وقال الساعدي، في تصريح صحافي، إن "طالباني تحول فيما مضى من أيام إلى طرف في المشكلة وصار زعيماً كردياً وليس رئيساً لجمهورية العراق"، مؤكدا أن "لطالباني الحق في التعبير عن انتماءاته الخاصة، لكن خارج هذه الوظيفة". لكن الساعدي توقع "حدوث انفراج في الأزمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان"، من دون ذكر أي تفاصيل في هذا الشأن.
اتهام كردي
بالمقابل، قال الناطق باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزئي إن المالكي عيّن قادة محسوبين على النظام السابق في عمليات دجلة، متهما إياه بدفع الأزمة مع اربيل إلى حافة النزاع المسلح.
وأضاف إن "حكومة الإقليم ستستمر في انتهاج سبيل الحوار لحل الأزمة الراهنة حتى النهاية، لتجنيب البلاد أمورا غير مرغوب بها".
وأوضح أن "اتفاقا من 14 نقطة لحل الأزمة مع المركز تم اقتراحه، ولكن المالكي لم يوافق على أية مادة منه، وأعلن أن أبناء المناطق مسؤولين عن حماية مناطقهم، ولكنه لم يخطُ أية خطوة عملية تجاه تطبيق ذلك".
وانتقد دزئي ما وصفه بـ"محاولة المالكي فرض سياسة الأمر الواقع".
البيشمركة تحذر
كذلك، حذر أمين عام وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم الفريق جبار ياور من أن يؤدي أي خطأ صغير الى وقوع كارثة إنسانية في المناطق المتنازع عليها مع بغداد، في إشارة الى احتمال وقوع مواجهة مسلّحة بين قوات الحكومة الاتحادية وقوات حرس الحدود الكردية.
وذكر بيان صادر عن وزارة حرس الحدود الكردية (البيشمركة)، أن ياور قال، خلال اجتماعه مع مدير مكتب الأمم المتحدة في أربيل سوكول كوندي أمس، إن "خطأً صغيراً في المناطق المتنازع عليها قد يؤدي الى كارثة، لوجود ما يقارب من مليوني شخص يعيشون في تلك المناطق، ويجب على الأمم المتحدة أن تقوم بدور أوسع لمنع وقوع كارثة إنسانية".
من جانبه، أوضح مدير مكتب الأمم المتحدة في إقليم كردستان أن المنظمة الدولية تراقب بدقة الأوضاع و"نحن نرى بأنه يجب حل المشاكل عن طريق الحوار".
الصدري لا يبالي
بدوره، قلل التيار الصدري أمس من أهمية الانتقادات التي وجهها رئيس الحكومة لزعيمه مقتدى الصدر، معتبراً أنه "غير معني بها"، مؤكدا أن ما تهمّه هي "معاناة" العراقيين. وقال الناطق باسم زعيم التيار الشيخ صلاح العبيدي، رداً على انتقادات المالكي لبيان الصدر حول تسليح الجيش، إن "الصدر غير معني بالانتقادات التي وجهها له رئيس الوزراء نوري المالكي".
أحكام
أصدرت محكمة جنايات محافظة الأنبار في العراق حكما بالإعدام على 7 اشخاص أدينوا بالتورط بقتل 22 مدنياً في حادثة "صحراء النخيب" غربي البلاد في سبتمبر العام الماضي.
وكانت مجموعة مسلحة أوقفت في سبتمبر2011، حافلة تقل ركاباً مدنيين من محافظة كربلاء بجنوب قضاء النخيب، وقامت بقتل 22 رجلاً من ركابها رمياً بالرصاص بعد عزلهم عن النساء والأطفال.
جيل رابع من "القاعدة"
اعترفت وزارة الداخلية العراقية بـ"خطورة الجيل الرابع" من تنظيم القاعدة، الذي ينشط في العراق، داعية المجتمع المدني والمرجعيات السياسية إلى التدخل للتصدي له. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي إن "وزارة الداخلية لا يمكن أن تقضي على ذلك لوحدها، وعلى المجتمع المدني والمرجعيات السياسية في كل المحافظات معالجة ذلك"، مشيراً إلى أن "تنظيم القاعدة اتجه إلى تجنيد الشباب بسبب اندفاعهم الأكثر وبدأ بإحاطتهم في إطار ثقافي وديني، وهذا ما نخشاه".
وأضاف الأسدي إن "الجيل الأول من تنظيم القاعدة تقريبا جيل فشل بأجمعه من خلال الضربات المتتالية والمتسارعة، وأن غالبية الخط الأول والثاني من تنظيم القاعدة أودعوا السجون، وقسما منهم أحيلوا إلى القضاء، وتم تنفيذ الأحكام بحق قسم منهم".
اضف تعليق