كشف العميد مختار بن نصر، الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية عن وجود جزائريين ضمن المجموعة الإرهابية التي يلاحقها الجيش التونسي في جبل الشعانبي. في وقت اتهم حزب التحرير السلفي التونسي ضمنيا الجزائر بالتورط في الأعمال الإرهابية داخل تونس،كما اتهم الحزب الحاكم في تونس أي حركة النهضة الإسلامية بالتواطؤ،وباستحسان عنوان "محاربة الإرهاب" للقفز على الاستحقاقات المرتقبة.
وقال العميد بن نصر، إن "المعطيات الأولية المتوفرة لدينا تقول إن الإرهابيين من جنسية تونسية وجنسيات أخرى، وأظن أن بينهم جزائريين، لكننا لم نحدد بالضبط ما هي جنسياتهم".
وأضاف الناطق باسم وزارة التونسية أن عدد الإرهابيين المحاصرين في الشعانبي يقارب 16 شخصا، بالنظر إلى ما تم العثور عليه في المكان عند وصول وحدات الجيش، وقال بن نصر: "وجدنا مخابئ ومؤنا ووثائق وألبسة".
وبالنسبة للعميد بن نصر، فإن "المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الجماعة الإرهابية كانت تريد جعل منطقة الشعانبي مكان استراحة أو قاعدة خلفية لوجيستية لهم، وقد وجدنا كما قلت مؤنا وأدوية وألبسة ووثائق".
وبرر المتحدث استمرار ملاحقة المجموعة الإرهابية على قلة عددها إلى صعوبة المنطقة، قائلا "الشعانبي منطقة جبلية صعبة، ولهذا طالت المدة أكثر من 11 يوما، وأحب أن أوضح أنه لم تكن هناك مواجهة مع الإرهابيين، لأن وحدات الجيش هي من لاحقتهم وهم اختاروا الهروب".
ولفت العميد بن نصر إلى أن "الوحدات الأمنية التابعة للجيش التونسي لديها خبرة سبع سنوات في مجال تمشيط الأماكن الخطيرة، لكن الصعوبة تكمن في جبل الشعانبي، وكان يضم في وقت سابق مناجم وألغاما، وهو بالتالي منطقة صناعية قديمة".
وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية أن "المجموعة التي توجد في الشعانبي قدمت من شمال مالي، وتم القبض على 37 شخصا، وكل شخص يتم توقيفه من المجموعة يحال على التحريات للتحقيق معه".
وبرر العميد بن نصر امتداد العمليات العسكرية إلى منطقتي جندوبة والكاف، بالقول إن "السلسلة الجبلية للشعانبي تصل حتى جندوبة والكاف وتصل حتى داخل التراب الجزائري".
تورط الجزائر
وفي سياق متصل، اتهم حزب التحرير السلفي التونسي ضمنيا الجزائر بالتورط في الاعمال الارهابية داخل تونس،كما اتهم الحزب الحاكم في تونس اي حركة النهضة الاسلامية بالتواطؤ،وباستحسان عنوان "محاربة الإرهاب" للقفز على الاستحقاقات المرتقبة.
وقال في بيان وزعه مكتبه الإعلامي ، إن السلطة في تونس مُمثلة في حزبها الحاكم والنافذين "تعلم علم اليقين ان الامواج من الاحداث المركبة، واخرها ما تعلق بجبل الشعانبي، هي من تدبير جهة مخابراتية ماكرة غربية مكشوفة، وبتنسيق مع جهة مخابراتية عربية جارة".
وتابع في بيانه توضيحا لهذه الجهة العربية الجارة، قائلا إنها "أيدت القذافي الطاغية على شعبه الى اخر لحظة…وسخرت من ثورة تونس،وتمكر لها ، وتسعى الى ارباكها"، وذلك في اشارة واضحة الى الجزائر.
ويعتبر حزب التحرير الاسلامي في تونس الذي حصل على ترخيص العمل القانوني خلال شهر تموز (يوليو) من العام الماضي،فرعا من حزب التحرير الاسلامي المحظور الناشط في عدة دول عربية، والذي يسعى الى اعادة احياء نظام "الخلافة الاسلامية".
ويدعو هذا الحزب الذي يعرف نفسه على انه حزب سياسي اساسه الإسلام ومرجعه في الإصلاح القران والسنة بفهم سلف الأمة، الى اقامة دولة اسلامية تحكم وفقا للشريعة.
وسبق للناطق باسمه رضا بالحاج ان اعلن في وقت سابق ان التوجهات السياسية لحزبه تقوم على مبدا ‘السلطان للامة’ التي لها حرية اختيار حاكمها، وان"نظام الخلافة هو النظام الانسب للبلاد، وان الشرع هو افضل دستور للامة".
وبحسب حزب التحرير التونسي ،فان السلطة التونسية "عاجزة متواطئة،لا تقدر حتى على الافصاح عن كواليس هذه الاحداث الغامضة…ما يجعلها تحت خط الحكم،وتحت خط الثورة…بلا مسؤولية".
واعتبر في بيانه أن هذه التطورات "تؤكد ان تونس الان هي محل لتصفية صراع اقليمي كاسح بين فرنسا المتراجعة والمتقهقرة من جهة، وامريكا وبريطانيا من جهة اخرى".
وأضاف ان السلطة في تونس "قبلت هذا الامر لتحوز بذلك على عصا السبق،اي انها استحسنت عنوان ‘محاربة الارهاب،ووجدته فرصة ذهبية للقفز على الاستحقاقات والخروج من دائرة المساءلة عن الاسلام الذي لم يُطبق منه شيء.. خاصة وان الجميع يعلم ان هذا العنوان مُحب الى الغرب،والكل يهرول لتقديم خدمات استثنائية فيه".
ولفت الى انه بهذا الموقف "يقدم الحزب الحاكم(حركة النهضة الإسلامية) نفسه صمام امان للجهتين، الراضية عنه وهي امريكا وبريطانيا،والمُشاكسة له وهي فرنسا.
وشدد في بيانه على ان هذه المؤامرة لن تمر ، وقال نحن ننتظر الرجل الرشيد الكاشف الفاضح الذي يقلب طاولة القمار على اصحابها… لان نزيف 200 الف جزائري ذبحوا لم يوقفه الا رجال انشقوا وكشفوا المؤامرات بالادلة والبراهين.
اضف تعليق