أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر. جاء ذلك فيما تفشل قوات النظام عن اجتياح احياء محاصرة في مدينة حمص، وقد بدأت قوات المعارضة هجوما معاكسا.
هذا وقد تعرضت بلدة البويضة في ريف دمشق لقصف عنيف من اللواء 58، وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي. وفي حي القابون في العاصمة تم استهداف مسجد بنحو عشر قذائف.
وأكد اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر ان المعارضة حصلت أخيرا على سلاح نوعي، فتمكنت من تدمير أكثر من تسعين دبابة. ودعا الناشطين والمراسلين إلى التكتم بشأن نوعية الأسلحة.
وقال الاسد، في مقابلة مع صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم، ان "المشروع القومي العربي مستهدف دائماً، غير أن الأمل هو أن الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح، خاصة بعد سقوط الإخوان المسلمين واكتشاف حقيقة التيارات التي تستخدم الدين لمصالحها الضيقة".
هويتهم القومية وإسلامهم المعتدل
وتساءل: "أين دور المفكرين والأحزاب القومية لإعطاء الزخم ودفع الشباب، الذين انتفضوا في الساحات متمسكين بهويتهم القومية وإسلامهم المعتدل؟".
وقال: "ان ما يفعله الإخوان المسلمون أنهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم، ويتساهلون مع الإسرائيليين والغرب، ولا يطلبون منهم سوى الرضا".
تغيير قيادة البعث
من جهة اخرى، انتقد الاسد في مقابلة نشرتها امس صحيفة البعث الحكومية، اداء مسؤولي حزب البعث السابقين، وذلك بعد ايام من انتخاب قيادة قطرية جديدة، معتبرا ان المسؤول يجب ان يحاسب عندما يخطئ.
وقال: "عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب هذا المسؤول، وهنا تحاسب القيادة حسب توزيع المسؤوليات بين أعضائها، وهذا هو الدور الحقيقي للجنة المركزية، التي من المفترض أن تنعقد لتحاسب القيادة بشكل دوري. وهذا ما لم يحصل خلال السنوات الماضية".
واشار الرئيس السوري، الذي بقي في منصبه كأمين قطري للحزب، الى وجود "تقصير على مستوى المؤسسة ككل نتحمل مسؤوليته جميعا".
إنقاذ المحاصرين في حمص
في غضون ذلك، اكد رئيس الائتلاف الوطني المعارض، احمد العاصي الجربا، امام صحافيين، ان اولوية الائتلاف حاليا هي الحصول على الاغاثة والسلاح، متوقعا ان تشهد الاشهر المقبلة "تغييرا في ميزان القوى على الارض".
كما كرر الجربا، في كلام نشر على "فيسبوك"، دعوة المجتمع الدولي الى "الضغط على النظام وحلفائه" لقبول هدنة في حمص خلال رمضان.
وأضاف: "تم خلال اليومين الماضيين عقد اجتماع مع وفد من اهلنا القادمين من حمص، وتم التحدث في كيفية تقديم العون المباشر لهم".
ومضى يقول انه طلب من "سفراء دول اصدقاء سوريا"، خلال اجتماع عقده معهم الاربعاء، "الضغط على النظام بكل الوسائل لوقف القتل والدمار في حمص، لانها تتعرض لكارثة انسانية بشعة".
واوضح ان الائتلاف قدم معونة "بمبلغ مليون دولار بشكل فوري وعاجل".
سيناريوات غربية
إلى ذلك، اتهمت روسيا الدول الغربية بالترويج لـ"سيناريوات غريبة" فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي في سورية.
وكرر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين امام الصحافيين ان موسكو لديها الدليل على استخدام المعارضة السورية المسلحة لغاز السارين في اذار (مارس) الفائت في منطقة خان العسل. واسفر هذا الهجوم عن مقتل 16 جندياً سورياً بحسب دمشق التي طالبت الامم المتحدة باجراء تحقيق.
وسارع البيت الابيض الى رفض هذه الفرضية، مؤكداً انه "لم ير اي دليل يدعم هذا التاكيد".
وسلمت روسيا ادلتها للامم المتحدة وكذلك للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي سبق ان اتهمت الجيش السوري النظامي باستخدام السلاح الكيماوي مرارا ضد المعارضة وخصوصا في حمص في كانون الاول (ديسمبر) 2012.
ومع اقراره بان على الخبراء ان يتمكنوا من التحقيق في كل "الاتهامات ذات الصدقية"، انتقد تشوركين بشدة "الزملاء الغربيين" وقال ان "زملاءنا الغربيين يحاولون سوق اكبر قدر من الاتهامات (لدمشق) مع اقل قدر من الصدقية بهدف التسبب باكبر قدر من المشاكل على ما يبدو".
واتهم ايضا ديبلوماسيين غربيين لم يسمهم بالسعي الى الترويج لفكرة ان حادث خان العسل نتج من خطأ في اطلاق النار ارتكبه الجيش السوري بحيث اصاب جنوده، معتبرا ان هذا الامر "نظرية ساذجة" و"سيناريو غريب".
وكرر السفير الروسي انه بحسب الخبراء الروس الذين اخذوا عينات من خان العسل، فان ما حوته من غاز السارين لم يكن "صناعياً"، ما يدل في رايه على ان المعارضة هي التي شنت الهجوم وليس الجيش السوري.
وتشدد الحكومة السورية على ضرورة ان يركز خبراء الامم المتحدة على هجوم خان العسل الذي تنسبه دمشق الى المعارضة، متجاهلة حوادث اخرى نسبتها لندن وباريس وواشنطن الى الجيش السوري ووقعت في خان العسل وحمص في 23 كانون الاول (ديسمبر) 2012.
وهذا الخلاف حال حتى الان دون توجه بعثة تحقيق دولية يترأسها السويدي اكي سيلستروم الى سورية.
وراى تشوركين ان بعض الجهات ارادت ان تفرض على دمشق "صيغة تحقيق على الطريقة العراقية"، في اشارة الى اتهام نظام صدام حسين بحيازة اسلحة دمار شامل.
ووافقت الامم المتحدة الاربعاء على دعوة وجهتها الحكومة السورية لسيسلتروم وانجيلا كاين الممثلة العليا للامم المتحدة لشؤون نزع السلاح لزيارة دمشق واجراء مشاورات حول الاستخدام المفترض للسلاح الكيماوي.
واكد تشوركين ان موسكو "اضطلعت بدور" في هذه المبادرة.
واعلن المتحدث بإسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان المنظمة الدولية تامل في ان تتم هذه الزيارة "في اقرب فرصة"، مكرراً انها لا تهدف الى التحقيق بل الى اجراء "مشاورات حول تفاصيل" القيام بتحقيق محتمل.
واضاف: "ليس هناك حل اخر سوى (اجراء) تحقيق ميداني" لاثبات استخدام السلاح الكيماوي.
اضف تعليق