كشف قيادي بارز في "حزب الدعوة" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الرئيس السوري بشار الأسد سيقرر مغادرة سورية بناء على معطيين:
– الأول تصاعد وتيرة الانشقاقات في الجيش النظامي لتشمل رتباً عالية ومجموعات كبيرة وسط مخاوف من انشقاق ألوية بكاملها في الأيام القليلة المقبلة.
– الثاني انهيار المؤسسة العسكرية بعد تصاعد الأصوات المعارضة لتورط الجيش في الحرب ضد الشعب.
وفي هذا الإطار, اوضح المصدر أن معلومات وصلت إلى بغداد تفيد أن قيادات في الحلقة الضيقة القريبة من الأسد أرسلت عائلاتها الى روسيا وبيلاروسيا, مايعني ان بعض اركان النظام بدأ ترتيب أوضاعه للهرب من سورية وترك الاسد وحيداً لمواجهة مصيره, مشيراً إلى أن هذا الهرب لا يعني انشقاق هؤلاء وانضمامهم الى المعارضة السورية او "الجيش السوري الحر".
وأضاف أن بعض قادة القوات المسلحة بدأ يتحدث صراحة أمام أصدقاء موثوقين عن "الخطأ الفادح" الذي ارتكبته مؤسسة الجيش بالتورط في الحرب ضد المدنيين, وسيؤدي إلى انهيار المؤسسة العسكرية أو حلها, كما جرى مع الجيش العراقي التابع لنظام صدام حسين عندما ورطه هذا الأخير في حروب داخلية ضد شعبه في الشمال والجنوب واستخدم في ذلك اسلحة كيماوية.
وبحسب القيادي في حزب المالكي, المعروف بصلاته الوثيقة مع نظامي دمشق وطهران, فإن الأسد سيقرر في البداية, خاصة إذا نجح "الجيش الحر" في نقل المعركة بالكامل الى دمشق, الذهاب الى بانياس أو طرطوس على الارجح, وليس الى اللاذقية كما يعتقد البعض, وذلك لأن معظم القوة العسكرية الروسية البحرية ومعظم الخبراء الروس موجودون في طرطوس.
وأوضح القيادي العراقي أنه بذلك سيكون الأسد وعائلته في حماية القوة العسكرية الروسية, في حال تفاقمت الأوضاع الميدانية ووصل الثوار طرطوس, كما أنه من هذه المدينة ربما تبدأ مفاوضات روسية مع القوى الغربية لتحديد مصير الاسد, والاحتمال الاوفر في هذه الظروف هو ان طرطوس ستكون بشكل مؤكد المدينة التي يمكن ان تحط بها طائرة عسكرية روسية لتحمله الى موسكو أو مينسك.
وكشف القيادي ان اجتماعات لقادة "حزب الدعوة" برئاسة المالكي تداولت معلومات من القيادتين السورية والايرانية مفادها أن الأسد ابلغ بعض المقربين منه وأفراد عائلته أن انتقال المعارك الى عمق دمشق, هو السبب المهم الذي سيدفعه بالتفكير بشكل جدي لترك سورية.
وأشار الى ان من ابرز الادلة التي تؤشر على امكانية رحيل الاسد عن سورية, هي المعلومات التي تحدثت عن ان القيادة العسكرية الروسية طلبت منه إجراء محادثات عاجلة لتحديد مصير مئات المخازن التي تضم أسلحة روسية ستراتيجية, منها صواريخ أرض – أرض وأرض -جو وطائرات مقاتلة وطائرات مراقبة جوية عبر الاقمار الصناعية.
ولفت القيادي العراقي إلى أن التقارير التي تتحدث عن ان معركة دمشق ستطول وان الاسد سيخوضها بنفسه, هي "تقارير مغلوطة و لا اساس لها من الصحة لأن المعلومات التي بحوزة القيادة العراقية تفيد بأن قطاعات واسعة من الجيش النظامي ستنضم الى الثورة, وانها ابلغت الاسد انها لن تخوض معه معركة الشام, لأنها تعلم انها قد تؤدي إلى مقتل 50 ألف مدني, ولذلك فمن المؤكد أن النظام سيواجه الاحداث نفسها التي حصلت مع نظام صدام حيث توقع البعض ان تقاتل وحدات الحرس الجمهوري لأشهر في احياء وشوارع بغداد لكن النظام انهار بسرعة وربما اسرع من توقعات اعدائه".
واضاف القيادي الشيعي ان رئيس الوزراء العراقي طلب للمرة الاولى من بعض القيادات العسكرية والأمنية العراقية تشكيل غرفة عمليات خاصة بتطورات الوضع السوري, تكون مهمتها الاساسية وضع خطة عاجلة لمواجهة انهيار نظام الاسد, بما فيها خطة محكمة لمراقبة وضبط الحدود بسبب الخشية من تسلل مئات المسلحين من داخل سورية, او محاولة بعض وحدات الجيش الموالي للأسد اللجوء الى الاراضي العراقية خوفاً من عقاب "الجيش الحر" والمجموعات المسلحة المرتبطة به.
واضاف ان التدابير التي يعتزم المالكي اتخاذها هي مؤشر قوي على ان العد التنازلي لنهاية الاسد بدأت بالفعل, وان القيادة العراقية حريصة على ان لا تستغل بعض الجماعات المتطرفة العراقية انهيار النظام السوري لتتسلل الى داخل العراق, كما ان هناك احتمالاً ان تدخل عصابات من العراق إلى سورية لتستغل حالة الفوضى بعد سقوط الاسد, حيث أن الحكومة العراقية على يقين بأن سورية ستواجه المشكلات ذاتها التي مرت على العراق عندما انهار نظام صدام, وخاصة لجهة حماية المصارف المالية والآثار".
واشار القيادي الى ان وزارة الخارجية العراقية وبعض النواب في البرلمان نقلوا الى "المجلس الوطني" السوري المعارض رغبة العراق بمساعدة أي نظام جديد على سن دستور تعددي او تنظيم انتخابات او تشكيل حكومة وحدة وطنية, ما يعني ان بغداد بدأت تتعامل على أساس أن الاسد لم يعد موجوداً.
اضف تعليق