استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في سوريا، غداة اعلان الرئيس بشار الاسد ان "لا مهادنة ولا تسامح" مع الارهاب، في وقت تصدرت الازمة السورية اعمال قمة روسيا والاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ.
وأعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ان روسيا والاتحاد متفقان على ان خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان هي افضل طريقة لتجنب حرب اهلية. واضاف "علينا توحيد جهودنا من اجل حدوث ذلك".
وكان بوتين كرر في باريس وبرلين معارضته لفرض عقوبات، فيما طلب عنان من المجتمع الدولي الاسبوع الماضي "مراجعة جدية" لجهود انهاء العنف، في مؤشر على بدء نفاد صبر حامل جائزة نوبل السلام.
وسيناقش عنان الازمة السورية في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. واشار دبلوماسيون الى ان تصريحاته تدل على انه يدرك ان مبادرته تواجه فشلا.
وطالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الامن بتطبيق خطة عنان عبر اللجوء الى الفصل السابع الملزم. واعتبر المندوب السوري لدى الجامعة يوسف الاحمد في تصريحات نشرتها "تشرين" ان الجامعة التي "باتت رهينة الموقف المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها، لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم في الجهد الذي تمثله اليوم خطة عنان".
واتهمت صحيفة الوطن السورية امس السعودية، بما وصفته بـ"التآمر" لاحداث "فتنة" في لبنان.
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل صرح ان "ما يجري في طرابلس (شمال لبنان) يشكل امتدادا لما يحدث في سوريا".
أعنف مواجهات في إدلب
ميدانيا في سوريا، قتل عشرات الاشخاص امس، في اشتباكات متعددة وقمع دموي من قبل قوات السلطة. ففي ريف ادلب، قتل 15 شخصا على الاقل في قصف دموي، فيما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل عنصرين من "الكتائب الثائرة المقاتلة" اثر اشتباكات مع حواجز القوات النظامية في بلدة كفرنبل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين.
واضاف ان اشتباكات "عنيفة" تدور مع مقاتلين في قرية الرامي في جبل الزاوية، معقل حركة الاحتجاج.
وحصدت هذه المواجهات السبت والاحد حوالي ثمانين عنصرا في القوات النظامية، اضافة الى عدد من المنشقين.
وأعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، عن احباط السلطات محاولة تفجير سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات والقائها القبض على "الارهابي الانتحاري" الذي كان يقودها في بلدة الرامي.
وأوضحت انه "كان يخطط لتفجير السيارة بالقرب من احدى نقاط قوات حفظ النظام وحاول الهرب بعد فشله الا ان الجهات المختصة تمكنت من القاء القبض عليه".
حمص وريف دمشق
وفي حمص، اشار المرصد الى سماع "اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في احياء المدينة القديمة منذ الصباح تترافق مع سقوط قذائف هاون".
وفي ريف دمشق، قتل شاب "باطلاق رصاص من القوات النظامية" فجرا في دوما. كما هزت اربعة انفجارات مدينة عربين، وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد بقرب احد حواجز القوات النظامية بين عربين والقابون.
كما قامت القوات النظامية بمداهمات في بعض احياء دمشق. وفي حي القابون شيع مواطن قتل بعد منتصف الليل في حملة مداهمات اخرى.
مقتل 80 من جنود السلطة خلال يومين
أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن مقتل نحو 80 جنديا من الجيش النظامي خلال 48 ساعة في أماكن متفرقة. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "إن المواجهات دارت في مناطق ريف دمشق، وريف إدلب، وريف حماة، وريف حلب"، موضحا أن لدى المرصد مقاطع مصورة تظهر آليات مدرعة مدمرة.
وأضاف "أن مدينة حمص تتعرض لقصف مدفعي منذ الصباح، وأن القصف يشمل عددا من الأحياء".
ويرى المرصد ان ارتفاع حصيلة القتلى بين القوات النظامية مرده الى "ارتفاع حدة الاشتباكات وتوسع رقعتها"، مشيرا الى ان القوات النظامية "قوات مهاجمة مكشوفة للمدافعين، وغير مستعدة أصلا لخوض معارك الشوارع".
اضف تعليق