تواصل نزيف الدم في سورية, أمس, مع سقوط ما لا يقل عن 86 شهيداً جديداً, فيما لجأت قوات النظام إلى استخدام القنابل العنقودية في قصف الثوار, سيما في المناطق الستراتيجية التي يسيطرون عليها شمال غرب البلاد.
واستمرت المعارك بين قوات النظام والثوار للسيطرة على مدينة معرة النعمان الشمالية الستراتيجية التي تربط بين أكبر مدينتين في سورية, هما دمشق وحلب.
وقصفت قوات الاسد التي تحتفظ بتفوق جوي مجدداً المدينة, أمس, غداة غارات دامية على مناطق سكنية قتلت العشرات نصفهم تقريباً من الاطفال.
ويريد جيش الأسد استعادة السيطرة على الطريق السريعة لامداد وحداته المنخرطة بالقتال في مدينة حلب الشمالية منذ ثلاثة اشهر, ومساعدة 250 جنديا محاصرين في قاعدة وادي الضيف.
وحلقت المقاتلات السورية على ارتفاعات منخفضة قبل انخفاضها ومهاجمة اهداف في ضواحي المدينة فيما حلقت مروحية فوق المنطقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اهداف الضربة الجوية شملت معسكرات للثوار قرب معسكر وادي ضيف, الذي يعتبر مخزناً كبيراً للمعدات الثقيلة والوقود.
واضاف المرصد ان "المقاتلات ألقت قنابل استهدفت معسكرات المتمردين قرب قاعدة وادي الضيف", مركزة قوة نيرانها على قريتي تلمانس ومعشمشة.
واشار إلى أن "مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة استشهد خلال اشتباكات مع القوات النظامية في وادي الضيف بريف معرة النعمان".
وأطلع الثوار صحافيين في المنطقة على بقايا قنبلة عنقودية اتهموا النظام السوري بإسقاطها على مناطق سكنية والخطوط الامامية, بالاضافة لعشرات القنابل الصغيرة التي لم تنفجر.
وتحمل القنابل كتابات تشير الى احتمال ان تكون القنبلة صنعت في روسيا, أهم حلفاء دمشق الدوليين.
وتتهم "هيومن رايتس واوتش" نظام الأسد باستخدام قنابل عنقودية, لكن الجيش السوري نفى هذه التهمة زاعماً انه لا يملك هذا النوع من القنابل.
ولم تصدق سورية على معاهدة دولية تحرم استخدام القنابل العنقودية التي يمكن ان تحمل نحو 650 قنبلة صغيرة.
وبحسب منظمات غير حكومية, فإن 40 في المائة من القنابل لا تنفجر و98 في المائة من الاصابات تقع في صفوف المدنيين, سيما أطفال يظنون القنابل ألعاباً.
وأكد المرصد السوري ان الثوار شنواً هجوماً كبيراً, مساء أول من أمس, على وادي الضيف المحاصر بنحو 2500 مقاتل.
ورد الثوار على الهجمات الجوية بفتح نيران مدافعهم الآلية الثقيلة الموضوعة على سيارات نقل. وقال أحدهم "لا يهم ان نموت, المهم ان نسقط تلك الطائرات".
وقتل نحو 49 شخصا بينهم 23 طفلا في هجوم للمقاتلات على مناطق سكنية بمعرة النعمان, خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.
ودمرت الهجمات منزلين ومسجدا كان الكثير من النساء والاطفال يتخذونه ملجأ. ولاتزال الكثير من الجثث عالقة تحت انقاض المسجد, بحسب ناجين ومسعفين.
وبالتوازي مع استمرار القصف على معرة النعمان, شهدت مناطق أخرى أعمال عنف ومعارك, سيما حمص وريف دمشق ودرعا وحماة.
وفي حصيلة غير نهائية, أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 86 شهيداً أمس بينهم ثمانية أطفال وخمس سيدات, موضحة أن تسعة وعشرين شهيداً سقطوا في دمشق وريفها, وأربعة عشر شهيداً في إدلب بينهم سبعة شهداء في معرشورين, وعشرة شهداء في الرقة بينهم سبعة أعدموا ميدانيا, وتسعة شهداء في دير الزور, وثمانية شهداء في حماة, وستة شهداء في كل من حمص ودرعا, وأربعة شهداء في حلب.
من جهة أخرى, دمرت قوات النظام صهريج ماء مفخخاً بنحو 2000 كغ من المتفجرات يقوده انتحاري قرب مفرق بلدة سيجر على طريق عام سلقين-إدلب شمال البلاد.
وقال مصدر رسمي "ان وحدة من قواتنا المسلحة دمرت الصهريج المفخخ قبيل وصوله إلى مفرق البلدة بنحو 200 متر".
وجاءت هذه الأحداث غداة سقوط 195 قتيلاً في أعمال عنف بمناطق عدة.
اضف تعليق