حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، من أن تؤدي عسكرة الأزمة السورية الى خلق "ساحة قتال إقليمية"، في وقت أعلنت تركيا أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وافق على تزويدها بنظام باتريوت الصاروخي، لنشره على حدودها لمواجهة أي تهديد محتمل من الجانب السوري.
بالتزامن، كانت المعارك تحتدم في حلب بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة، لاسيما في محيط كتيبة الدفاع الجوي، غداة سيطرة المقاتلين على مقر الفوج 46 في ريف حلب، وعلى مقر كتيبة في ضواحي دمشق التي شهدت تصعيدا في الهجمات التي ينفذها المقاتلون بقذائف الهاون، واستهدفوا أمس وزارة الإعلام في وسط العاصمة، بينما واصلت القوات النظامية قصفها للأحياء الجنوبية. وفي تطور جديد أعلن مقاتلون عن تشكيل جهاز للمخابرات خاص بالثورة والثوار.
"ميدان قتال إقليمي"
ففي مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، قال الأمين العام للأمم المتحدة "نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع، والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان، وخطر تحول سوريا الى ساحة قتال اقليمية مع اعمال العنف المتصاعدة فيها".
ودعا بان كي مون الأسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الأممي العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي، من أجل التوصل الى حل سياسي "يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري".
كما دعا بان كي مون الأسرة الدولية الى تكثيف مساعدتها "في مواجهة الوضع الإنساني الذي يتدهور"، خصوصا للدول المجاورة لسوريا التي تواجه تدفقا للاجئين. وترجح المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن يقارب عدد هؤلاء 700 ألف شخص في نهاية العام الجاري.
باتريوت على الحدود
في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الدول الأعضاء في حلف (الناتو)، وافقت على تزويد تركيا بنظام باتريوت الصاروخي المتطور لمواجهة أي تهديد محتمل من الجانب السوري، مضيفا أن المحادثات بشأن نشر هذه الصواريخ في مرحلتها الأخيرة "التنفيذ الرسمي سيكون بأسرع وقت ممكن".
وكانت تركيا تجري محادثات مع حلفائها في الناتو حول سبل تعزيز الأمن على حدودها مع سوريا التي يبلغ طولها 900 كيلومتر، بعد أن تكرر سقوط قذائف هاون داخل أراضيها، مما زاد المخاوف من امتداد الصراع في سوريا إلى دول الجوار. ولا تتوافر أنظمة باتريوت ملائمة إلا في الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا.
وقال الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن "إن نشر أي صواريخ سيكون إجراء دفاعيا للتصدي لقذائف الهاون، وليس لفرض أي منطقة حظر للطيران".
جهاز مخابرات للثورة
في الأثناء، أعلن عدد من المقاتلين المعارضين تشكيل جهاز "المخابرات العامة للثورة السورية" لمواجهة "المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة"، وفق ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الانترنت.
وقال متحدث ملثم "أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون أحد الأذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الإقليميين والدوليين".
أضاف أن هذا الجهاز سيقدم أيضا "الدعم الاستخباراتي لكل قوى الثورة السياسية والعسكرية على الأرض (…) وبناء درع أمني صلب لحماية أبناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية".
وعدد المتحدث 19 كنية ورمزا (من 100 الى 118) لأشخاص هم "مديرو مكاتب الأمن الوطني". ويضم الجهاز الجديد "قوة ضاربة" وكتيبة للمهمات الخاصة وغرفة عمليات وفرعين داخلي وخارجي ومكاتب في مناطق سورية مختلفة، الى مكتب للدعم اللوجيستي تديره "الحرة أم عائشة".
معارك في الشمال
ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، في ريف حلب الغربي، وذلك بعد سيطرة المقاتلين (ليل الأحد) على قاعدة عسكرية ضخمة في المنطقة نفسها تعرف باسم الفوج 46.
في الحسكة، أشار المرصد الى أن 29 شخصا قضوا جراء الاشتباكات التي وقعت الاثنين بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.
ووفق ناشطين في المدينة، اسر المقاتلون المعارضون 35 مقاتلا كرديا، بينما وقع 11 مقاتلا معارضا في أيدي الأكراد.
قصف وزارة الإعلام
في دمشق، سقطت قذيفتا هاون على مبنى وزارة الإعلام السورية، اقتصرت أضرارهما على الماديات.
وقالت وكالة سانا إن "إرهابيين استهدفوا بقذيفتي هاون مبنى دار البعث للصحافة والنشر على اوتوستراد المزة في دمشق، مما أدى الى إلحاق أضرار مادية في المكان من دون وقوع ضحايا أو اصابات بين المواطنين".
لندن: ائتلاف المعارضة "ممثل شرعي"
من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم، أمس، أن بريطانيا قررت الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد "ممثلا وحيدا للشعب السوري".
وأوضح هيغ أن قرار الاعتراف بالائتلاف "ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري" اتخذ نظرا إلى التعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم الى لندن (الجمعة)، موضحا أنه طلب من محادثيه تعيين ممثل لهم في بريطانيا.
وقال "على أساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائي الأوروبيين قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري"، مضيفا "على الائتلاف أن يبذل جهودا كبيرة، لكسب التأييد الكامل للشعب السوري، وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية".
وتابع هيغ انه "من المصلحة الكبرى لسوريا والمنطقة وبريطانيا ان ندعمهم، وألا نترك مكانا للمجموعات المتطرفة".
اضف تعليق