اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن المقابلة التي أجريت مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء كشفت "انعزاله المطبق عن الواقع"، حسب بيان صادر عن الائتلاف الخميس.
وأوضح البيان أن ما أدلى به الأسد "مشهد يكشف عماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها"، ورأى أن "نهجه في ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدعي حلها لا يختلف عن نهج من سبقه من الطواغيت".
وأضاف الائتلاف أن "رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادا بلا عقل".
واعتبر الائتلاف نفسه "الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وإرادتهم"، مؤكدا أنه "لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيدا عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري".
وكان الأسد قال إن مجموعات مسلحة وصفها بـ"الإرهابية" تقوم بعمليات تخريب داخل سوريا، موضحا: "ما يحصل أننا نواجه القوى التكفيرية والظلامية".
كما أكد في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السورية أن الطائفية فشلت في سوريا وأن بلاده تتعرض لهجمة إعلامية واسعة، وأوضح أن بلاده تتعرض لمحاولة استعمار جديد، بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة.
وأضاف أن الإخوان المسلمين استخدموا الفكر الطائفي منذ الثمانينيات.
استعمار جديد
وقال الرئيس السوري إن سوريا تتعرض لمحاولة استعمار جديد "بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة".
وانتقد الأسد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وشدد على إنه "فقد مصداقيته وفشل في سياسته الداخلية"، وأشار إلى أن سوريا لم تضطهد الأكراد ولم ترتكب مجازر بحقهم.
وأوضح أن "الحريق" في سوريا قد يصل إلى الأردن، ملمحا إلى أن المملكة تقوم بدور في دعم المعارضة المسلحة في سوريا.
وقال: "من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سوريا في وقت كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين".
ورأى الرئيس السوري أن لا خيار أمام بلاده في الأزمة التي تواجهها منذ عامين "سوى الانتصار. إن لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة إلى اي مواطن في سوريا"، غير أنه شدد على أن الوضع حاليا أفضل مما كان عليه في بداية الأزمة.
واتهم الرئيس السوري الغرب بدعم تنظيم القاعدة في سوريا، وحذر من أن "الغرب سيدفع ثمن هذا" الدعم.
وقال إن الغرب قام بتمويل القاعدة في أفغانستان في بدايتها وإنه دفع ثمنا غاليا في وقت لاحق، وأن الغرب يدعم تنظيم القاعدة حاليا في سوريا، وأنه سيدفع الثمن لاحقا في قلب أوروبا والولايات المتحدة.
وأعاد الأسد التأكيد على أن بقاء الرئيس أو ذهابه يقرره الشعب، مضيفا أنه مازال يراهن على الحوار الوطني لحل الأزمة السورية.
يشار إلى أن جماعات مسلحة، مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، تحقق مكاسب على الأرض في الحرب في سوريا.
اضف تعليق