طرد الجيش السوري الحر أمس قوات الأمن والجيش النظامي من مدينة "البوكمال" في معركة السيطرة على خطوط الإمداد القادمة من العراق للطرفين وبقي للنظام جيب عسكري في قاعدة لحرس الحدود تقصف منها المدينة الواقعة في ريف دير الزور ما أجبر الجانب العراقي على إغلاق نقطة الحدود المشتركة، في حين خيّمت أجواء الحرب على العاصمة دمشق بعد اندلاع قتال عنيف في عدد من الأحياء حيث أعدمت القوات النظامية 20 شخصاً في حي كفرسوسة وقصفت المدفعية الأحياء الثائرة من جبل قاسيون.
فيما تواصلت الاشتباكات في حلب بالتزامن مع قتال شرس على قاعدة للصواريخ تسيطر عليها قوات النظام في ريف حلب. وبلغ عدد القتلى في عموم سوريا نحو 135 قتيلاً.
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الاسد اخلت منشأتين امنيتين في البوكمال على الحدود العراقية مع تحقيق مقاتلي المعارضة مكاسب في المنطقة المهمة استراتيجيا بعد اسبوع من القتال العنيف.
وقال نشطاء ومسؤول من جماعة الجيش السوري الحر المعارضة ان قوات الأمن انسحبت من مجمعي استخبارات سلاح الطيران والأمن السياسي في البلدة الواقعة على مسافة 120 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة دير الزور.
وقال أبومحمود أحد القادة العسكريين للجيش الحر بالهاتف عبر الأقمار الصناعية من البلدة: "ما زال للنظام مجمع للاستخبارات العسكرية ومطار البوكمال. وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن آجلا أو عاجلا. والمطار أصعب".
وقال المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا مهيمن الرميض ان البوكمال سقطت فعليا لكن قوات الأسد ما زالت تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات.
وأضاف الرميض قوله ان المعبر الحدودي مع العراق الذي أغلقته السلطات العراقية من جانبها أصبح تحت سيطرة المعارضة منذ بضعة أسابيع.
وقال إن السيطرة على البوكمال "تعني تضييق خطوط إمداد النظام من العراق وفي الوقت نفسه تحسين الامكانيات اللوجستية للمعارضة من خلال اتصال مفتوح مع القبائل العراقية على الجانب الآخر من الحدود".
تأكيد عراقي
من جهته، أكد رئيس بلدية القائم بالعراق فرحان فتيحان لوكالة "رويترز" وجود "قتال عنيف بين الجيش السوري الحر وحرس الحدود السوري للسيطرة على القاعدة حيث تستخدم الدبابات والمدفعية في القصف".
وأضاف أن "معظم مناطق البوكمال في أيدي الجيش السوري الحر لكن يجري نشر قوات من الجيش النظامي تبسط سيطرتها على المناطق الواقعة خارج البوكمال مباشرة".
وفي وقت لاحق قالت مصادر إن المنشقين سيطروا على المجمع الأمني الأخير، وأكد القائد أبوخالد أن الجيش السوري لا يسيطر الآن إلا على القاعدة العسكرية لحرس الحدود والمنطقة المحيطة بها.
إغلاق المعبر
وفي وقت لاحق، أفادت مصادر في الجيش العراقي بأن العراق اغلق معبر القائم الحدودي بكتل أسمنتية كبيرة بعد سيطرة الجيش السوري الحر على معبر البوكمال المقابل للمعبر العراقي في مدينة القائم.
وقالت المصادر إن "قوات من الجيش العراقي أغلقت اليوم معبر القائم الحدودي مع سورية بكتل أسمنتية بارتفاع ثلاثة أمتار ولمسافة 40 مترا ونصبت كاميرات مراقبة وأجهزة إنارة لدواع أمنية بعد أن سيطر الجيش السوري الحر بشكل كامل على المنفذ السوري وان السلطات العراقية لا تتعامل مع هذا الجيش وبالتالي تم إغلاقه".
قصف دمشق
وفي العاصمة دمشق، قال سكان إن الجيش السوري نشر دبابات على طريق دائري يحيط بدمشق وقصف أحياء جنوبية ينشط فيها مقاتلو الجيش الحر وذلك في أعنف قصف للعاصمة منذ أعاد الجيش تأكيد سيطرته عليها الشهر الماضي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الموالية للنظام أعدمت 20 شخصاً في كفرسوسة، فيما قتل 18 في نهرعيشة تحت القصف. وقالت مواطنة من سكان كفر سوسة: "دمشق كلها تهتز بأصوات القصف".
وذكرت ان مدفعية الجيش المتمركزة على جبلي قاسيون والسرايا المطلين على دمشق فتحت نيرانها على العاصمة.
وقال ناشط بكفر سوسة ذكر أن اسمه بسام لـ"رويترز" إنه يوجد 22 دبابة في كفر سوسة ووراء كل منها 30 جنديا على الأقل وإنهم يداهمون منازل ويعدمون رجالا.
وقال عضو مكتب اعلام دمشق معاذ الشامي ان مقاتلي الجيش الحر الذين انسحبوا من المدينة خلال الحملة الشرسة التي شنها الجيش السوري الشهر الماضي بدأوا يعودون. وقال الشامي: "عادوا الى منازلهم او اختفوا في الحزام الاخضر الذي يلف دمشق".
واستطرد: "عادوا الان والنظام يرد بقصف يومي وهجمات الهليكوبتر. أجواء الحرب تخيم على دمشق".
مشاركة الطائرات
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الى ترافق الحملة في دمشق مع "اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة ومدينة داريا القريبة من العاصمة".
وتشارك الطائرات الحوامة في الاشتباكات، بحسب المرصد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان "الجيش النظامي يحاول اقتحام منطقة البساتين مدعوما بالدبابات والآليات الثقيلة". واشارت في رسالة اخرى الى "انهيار عدد من المنازل في منطقة البساتين بسبب القصف".
وذكر المرصد ان حملة اعتقالات ودهم طالت ايضا حي نهر عيشة في جنوب العاصمة وترافقت مع اشتباكات على طريق دمشق درعا في حي القدم المجاور الذي تعرض للقصف، وان مواطنا قتل في اطلاق رصاص خلال حملة دهم في في حي جوبر.
اشتباكات حلب
في حلب، قال المرصد ان "احياء هنانو والشيخ خضر والصاخور وطريق الباب والشعار (في شرق المدينة) تعرضت للقصف من القوات النظامية" تزامن مع اشتباكات في حيي جمعية الزهراء والحمدانية (غرب).
وأشار الى "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في محيط قاعدة الصواريخ في منطقة الشيخ سعيد" في ريف حلب، استخدمت فيها القوات النظامية الطائرات.
الشيشان تنفي
نفى مسؤول في حكومة جمهورية الشيشان أمس دعم أي مقاتلين من أصل شيشاني لمقاتلي الجيش الحر في مواجهاتهم الدائرة مع القوات النظامية.
وقال الناطق باسم حكومة الشيشان علوي كريموف: "لا يشارك أي من مواطني جمهورية الشيشان في الصراع الدائر في سوريا". وأضاف :"كما أن ما يطلق عليه اسم المعارضة المسلحة في سوريا تتلقى دعما سخيا من الدول العربية من سلاح ومال يشترون السياسيين والجنرالات".
اضف تعليق