بدأ العد التنازلي لموعد انتخابات المجلس التأسيسي في ليبيا، والمزمع إجراؤها السبت المقبل في السابع من يوليو الجاري، حيث سيتوجه الليبيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء للبرلمان للمرة الثانية في تاريخ هذا البلد منذ العام 1958، بعد فترة حكم سيطر فيها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي طوال أربعة عقود من الزمن.
ووسط أجواء من التوتر السياسي وانفلات أمني غير مسبوق في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، يتوقع المراقبون أن تشهد هذه الانتخابات إقبالاً باهتاً خاصة مع انعدام ثقافة الانتخاب لدى المواطن الليبي، في وقت اعتبر فيها البعض أن هذه الانتخابات ستدشن فصلاً جديداً من الصراع، خاصة مع موقف بنغازي الرافض لها، غير أن هذه الانتخابات تأتي في إطار ما وصفه البعض بأنه استكمال لرباعية الانتخابات في دول الجوار الملاصقة لها.
وعلى الصعيد الإجرائي، تم طباعة ثمانية ملايين ورقة اقتراع يتم توزيعها على الدوائر الانتخابية، البالغ عددها 13 دائرة في أنحاء ليبيا، وتم استكمال استقبال المواد الانتخابية ومستلزمات الاقتراع كغرف وصناديق الاقتراع، والحبر الفني، وتم توزيعها على كل الدوائر وجار التجهيز لتوزيعها على كل مراكز الاقتراع، بما فيها المراكز الانتخابية بالخارج.
في السياق، ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن عدد الناخبين المسجلين في الدوائر الانتخابية قبيل انتخابات المؤتمر الوطني العام، وصل إلى 2.8 مليون ناخب، وقال مدير العمليات بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات سالم الشريف بن تاهية، إن عدد المرشحين لانتخابات المؤتمر الوطني المستقلين بلغ 2501 مرشحاً كما بلغ عدد مرشحي الكتل السياسية المختلفة «القوائم» 1206 مرشحين.
ولأول مرة في تاريخ ليبيا، تخوض 539 امرأة الترشح في الانتخابات، وفي حالة الفوز سوف تتمكن المرأة من عضوية المؤتمر الوطني العام الذي سوف يمارس أهم الصلاحيات في الدولة، حين يتم وضع الدستور الجديد وانتخاب مؤسسات دائمة، وسوف تصبح المرأة الليبية شريكاً فاعلاً في صنع القرار الوطني في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتثقيفية.
ويتوقع سياسيون أن تدور معركة الانتخابات في ذروتها بين فصيلين رئيسيين، الأول هو حزب العدالة والتنمية الذي يضم الإخوان المسلمين والمجموعة الإسلامية التي تخلت عن العنف، والفصيل الثاني هو تحالف جبريل الذي يضم قرابة 44 تنظيماً سياسياً و236 منظمة من منظمات المجتمع المدني وأكثر من 280 شخصية وطنية مستقلة وينادي بتطبيق الإسلام الوسطي ويدعو إلى إرساء دولة مدنية ديمقراطية.
في المقابل، كان لدعوات المقاطعة نصيب في الساحة السياسية، حيث يعارض ناشطون في بنغازي، ثاني كبرى المدن الليبية، الانتخابات المقبلة وينادون بتحويل ليبيا إلى دولة اتحادية تتألف من أقاليم تتمتع بحكم ذاتي.
اضف تعليق