الرئيسية » أرشيف » الجزائر: بلخادم يتعهد بترك الحزب الحاكم في حال نجح المنشقون عنه في جمع 175 توقيعاً ضده
أرشيف

الجزائر: بلخادم يتعهد بترك الحزب الحاكم في
حال نجح المنشقون عنه في جمع 175 توقيعاً ضده

تعهد عبدالعزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير ـ ذات الأغلبية في البرلمان والحكومة بالجزائر ـ والذي يرأسه شرفيا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بترك منصبه في الحزب إذا نجحت حركة "التقويم والتأصيل" المنشقة عن الحزب في جمع 175 توقيعا ضده.

وقال بلخادم ـ في تصريح لصحيفة "النهار الجديد" الجزائرية أمس ردا على سؤال بشأن ما تردد من أن حركة التقويم والتأصيل، جمعت أكثر من عشرة آلاف توقيع من أجل سحب الثقة منه ـ إنه حتى هذه اللحظة لم يثبت أنه تم جمع عشرة آلاف توقيع ضده، مبديا استعداده للتخلي عن المنصب لو تمكنت الحركة من جمع 175 توقيعا فقط على مستوى اللجنة المركزية، موضحا أن عدد أعضاء الحزب يبلغ حاليا 260 ألف عضو.

وكان القيادي في الحركة محمد الصغيرة قارة قد أعلن الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحافي عقده بحضور المنسق العام للحركة صالح قوجيل انه تم أرسال أكثر من 10 آلاف توقيع من مختلف الولايات تطالب بسحب الثقة من بلخادم والتحضير لمؤتمر استثنائي، موضحا أن هذه التوقيعات مرفوقة بالأسماء وأرقام بطاقات الهوية.

من جهته، هدد صالح قوجيل باقتحام المقر المركزي للحزب في خطوة تظهر الشرخ الذي يشهده الحزب الجزائري العتيد.

وقال إن بلخادم يقف وراء منع الترخيص لاجتماعات أعضاء حركته في باقي الولايات مهددا باقتحام المقر المركزي للحزب بآلاف المنشقين.

وأشار قوجيل إلى أن "الصعوبات التي تواجه التقويميين في عقد الاجتماعات، تعاظمت أكثر بعد ندوة الإصلاحات التي عقدت في شهر نوفمبر الماضي".

في هذه الأثناء يبقى المشهد السياسي حارا وساخنا، في ظل التصريحات النارية بين مختلف القيادات السياسية الفاعلة. فهناك من يستبعد وصول الإسلاميين إلى الحكم في البلاد، ومن يسعى إلى النضال من أجل منعهم من ذلك، وآخرون يرفضون ذهنية التخويف والتضخيم.

وبداية المعركة كانت عبر تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الذي "استبعد وصول الإسلاميين إلى الحكم في الجزائر"، مرورا بحديث نائب برلماني نقل عن وزيرة الثقافة خليدة تومي ذات التوجه العلماني، قولها إنها "ستناضل من أجل عدم وصول الإسلاميين إلى الحكم"، وصولا إلى تصريح زعيمة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون التي أكدت أنه "لا يمكن للإسلاميين الوصول إلى الحكم من دون إعطاء ضوء أخضر من فرنسا وأميركا".

هذا النقاش الساخن بدأ بعد استبعاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبدالله غلام الله وصول الإسلاميين في الجزائر إلى الحكم خلال الانتخابات التشريعية والبلدية المرتقبة في السنة المقبلة، وقد أكد الوزير حينها أنه "على الإسلاميين الانتظار كثيرا من أجل تحقيق هذا المسعى، وتكرار تجربتي الجارتين تونس والمغرب".

في هذا السياق، وصفت زعيمة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون أن "صعود التيار الإسلامي بعد مخاض أحداث أكتوبر، لم يكن مسارا عاديا للديموقراطية"، بل ما قامت به هذه الحركات، حسب حنون، هو "ركوب الموجة بمساعدة من طرف النظام".