لبى الجيش المصري العظيم نداء الملايين من الشعب وقام أمس بخطوة جريئة لا يقوم بها إلا القوات المسلحة المصرية وللمرة الثانية ينحاز الجيش إلى إرادة الشعب وإلى الشرعية الثورية ولفظ بنظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسي، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، ولم تتمالك حشود المصريين نفسها وأطلقت الألعاب النارية في ميدان التحرير ومعظم ميادين مصر ابتهاجاً بنصرها على نظام فشل في كل شيء.
وأعلن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في بيان عبر التلفزيون أمس تعطيل العمل بالدستور مؤقتاً، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور إدارة شؤون البلاد للخروج من أزمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين ضد مرسي إلى الشوارع .
وقال السيسي، في بيان بعد اجتماع لقادة الجيش مع شخصيات دينية وقادة القوى السياسية كافة قاطعه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، إنه تم الاتفاق على خريطة الطريق التي سيعمل الجيش على تنفيذها ولا تقصي أحداً من أبناء المجتمع وتياراته . وأضاف أن الخارطة تتضمن أيضاً تشكيل حكومة كفاءات ولجنة تضم كل الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية .
وأوضح أن الخطة تشمل "تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت" و"إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية لحين إنتخاب رئيساً جديداً" . واكد انه سيكون "لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الإنتقالية". واوضح ان الخطة تقضي كذلك بأن يتم "تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية". واضاف انه سيتم "تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً".
وناشد السيسي ّرئيس المحكمة الدستورية العليا سرعة إقرار مشروع قانون إنتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للإنتخابات البرلمانية".
وقال الخطة تتضمن "تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات".
أما الزعيم المصري الليبرالي محمد البرادعي فأمل ان تكون خارطة الطريق التي كشف عنها الجيش انطلاقة جديدة لثورة "25 كانون الثاني 2011" .
وأضاف ان "الخطة التي خلعت الرئيس الاسلامي محمد مرسي لبت المطالب الاساسية للشعب باجراء انتخابات رئاسية مبكرة". كما أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس تأييدهما لخارطة الطريق التي يدعمها الجيش.
وأضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت الرئيس محمد مرسي، كما انطلقت في مناطق أخرى في القاهرة بعد بيان الجيش الذي أعلن تعطيل الدستور مؤقتاً وتعيين رئيس جديد مؤقت للبلاد . وردد المحتجون في الميدان “الجيش والشعب إيد واحدة” وسط انطلاق الأبواق والهتافات. كما ألقت مروحيات الجيش الأعلام المصرية على المحتفلين في شوارع مصر.
اضف تعليق