صد الجيش السوري الحر هجوم القوات النظامية في مدينة حلب أمس، بعد محاولة اقتحام حي صلاح الدين الذي يعتبر الجبهة المتقدمة في المعركة وطليعة معاقل المنشقين، فيما توافقت التقارير على ان معركة الحسم بدأت.
ونجح الثوار بعد ساعات من المعارك الطاحنة في صدوم الهجوم على الحي الاستراتيجي فيما تحدثت وسائل الإعلام الحكومية ان القوات الموالية للنظام أن حي صلاح الدين أصبح تحت سيطرتها بالكامل، الامر الذي نفاه الجيش الحر، في وقت اكدت منظمة العفو الدولية ان صورة أقمار صناعية اظهرت ان قصف النظام على حلب وبلدة عندان بريفها أحدث نحو 600 حفرة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان حي صلاح الدين شهد معارك وصفها بأنها "الأعنف" منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة اسابيع. ولفت المرصد الى ان احياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تعرضت بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين الى "القصف من قبل القوات النظامية"، مضيفا ان اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.
رواية النظام
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قوات الرئيس بشار الأسد سيطرت على صلاح الدين وقتلت معظم مقاتلي الجيش الحر هناك، ودخلت أجزاء أخرى في المدينة في هجوم جديد. وأضاف أن عشرات المقاتلين لقوا حتفهم في حي باب الحديد القريب من القلعة القديمة وباب النيرب في الجنوب الشرقي.
لكن ناطقاً باسم الجيش الحر في صلاح الدين نفى أن تكون القوات النظامية تسيطر تماما على الحي. وقال لوكالة "رويترز" عبر الهاتف: "تمركزت القوات السورية على أحد جوانب صلاح الدين إلا أنها لم تدخل والاشتباكات مستمرة".
ويستخدم مقاتلو المعارضة صلاح الدين كمركز منذ ثلاثة أسابيع، إلا أن شاهدا من "رويترز" أفاد انهم انسحبوا من بعض المواقع. وبدأت ذخيرة مقاتلي المعارضة في حلب تتناقص في الأيام الأخيرة في وقت عزز الأسد قواته استعداداً للهجوم الكبير.
"الحر" ينفي
بدوره، اكد رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في حلب عبد الجبار العكيدي ان "الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي"، في حين ذكر مصدر امني في دمشق لوكالة "فرانس برس" قبل ذلك ان الجيش "يتقدم من اجل تقسيم الحي الى شطرين"، متوقعا ان "استعادته ستستغرق وقتا قصيراً، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة".
بدوره، قال قائد كتيبة "نور الحق" في الجيش الحر النقيب واصل ايوب في اتصال هاتفي من حلب: "اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات". واكد ان الجيش الحر "لم ينسحب"، موضحا ان الجيش النظامي "موجود في مساحة تقل عن 15 في المائة من صلاح الدين"، ومشيرا في الوقت نفسه الى "صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان".
أما قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد في الجيش الحر عبد القادر الصالح، فأعلن ان مقاتلي اللواء "استطاعوا تدمير خمس دبابات وطائرة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي".
تنديد "العفو"
إلى ذلك، نددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حلب استنادا الى صور بالاقمار الاصطناعية اظهرت اكثر من 600 حفرة نتيجة القصف في حلب وعندان المجاورة. وصرح كريستوف كوتل مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة في بيان ان "على كل من الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ان يلتزموا بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء الى ممارسات وأسلحة لا تميز بين اهداف عسكرية ومدنية".
جنرال روسي
نفى جنرال روسي تقارير عن مقتله على أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر. ونقلت وكالة "إيتار تاس" للأنباء عن فلاديمير بتروفيتش كوجييف ضابط الاحتياط قوله: "أؤكد أنني على قيد الحياة وبخير". وعرض التلفزيون الروسي لقطات لكوجييف وهو يرتدي قميصا أزرق بلا رباط عنق بمقر وزارة الدفاع.
وكانت كتيبة من الجيش الحر تطلق على نفسها "سرية الصقور للمهام الخاصة – القيادة العسكرية لمنطقة دمشق وريفها"، قالت إنها قتلت جنرالاً روسياً يعمل مستشاراً لوزارة الدفاع السورية في عملية بمنطقة غوطة دمشق على مشارف العاصمة دمشق.
اضف تعليق