حققت كتائب الجيش السوري الحر في مدينة معرة النعمان، والتي تسمى أيضاً مدينة ابي العلاء المعري نسبة للشاعر العربي الشهير، تقدماً ملحوظاً على قوات النظام في المدينة، التي أعلنتها محررة من حواجز الأمن والشبيحة، فيما تضاربت الأنباء حول اقتحام القوات النظامية لحي الخالدية المحاصر في حمص، وسط أنباء عن استهداف الجيش الحر لخمسة من الضباط الأمنيين الكبار في مدينة درعا في عمليات متعددة، تزامناً مع تبني "جبهة النصرة" المتشددة للتفجير الكبير الذي ضرب فرع المخابرات الجوية في حرستا بريف دمشق وذهب ضحيته العشرات وفق شهود عيان.
وواصلت كتائب الجيش السوري الحر تقدمها على الأرض في محافظة إدلب، ودمرت جميع الحواجز الأمنية التي كانت تقطع أوصال مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، معلنة تحرير المدينة بشكل كامل، فيما توجهت تلك الكتائب، التي سبق وأعلنت أول من أمس بدء معركة تحرير محافظة إدلب، إلى حاجز دركوش الاستراتيجي غربي المدينة، وسيطرت عليه، فيما تواصلت المعارك مع من تبقى من الحواجز خارج المدينة، والتي يتوقع المقاتلون الانتهاء منها خلال يوم.
وفي موضوع متصل، أكد ناشطون أن قوات معارضة احتجزت أمس عشرات الجنود خلال اشتباكات بمحافظة إدلب. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن كتائب المعارضة اعتقلت عشرات الجنود إضافة إلى ضابط واحد. الأمر الذي أكدته لجان التنسيق المحلية، التي ذكرت أن عدد الجنود المعتقلين هو 50 جندياً على الأقل.
تضارب الأنباء
وفي حمص تضاربت الأنباء حول اقتحام الجيش النظامي لحي الخالدية، ففي حين أعلن التلفزيون الرسمي أن قوات النظام اقتحمت الحي الواقع في وسط حمص، أشار المرصد وناشطون إلى تقدم طفيف للقوات النظامية داخل الحي، ولكن من دون ان تتمكن من السيطرة عليه.
وذكر التلفزيون في شريط اخباري ان "قواتنا المسلحة الباسلة تبسط الامن في أجزاء كبيرة من حي الخالدية وتلاحق فلول الإرهابيين في ما تبقى منه"، حسب تعبيره. وذكر المرصد من جهته إن هناك تقدما للقوات النظامية في حي الخالدية الذي تدور حوله معارك منذ أشهر طويلة، "لكن هذه القوات لم تتمكن من الوصول الى وسط الحي".
وقال الناشط ابو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة لوكالة "فرانس برس" في اتصال عبر سكايب، ان جيش النظام "اقتحم جزءاً من حي الخالدية ولم يقتحم الحي بشكل كامل".
تدمير "الجوية"
إلى ذلك قال مقاتلون سوريون ونشطاء إن انفجارين هزا مجمعا أمنيا على أطراف العاصمة دمشق الليلة قبل الماضية، مما أسفر عن سقوط مئة بين قتيل وجريح.
وأعلنت جبهة النصرة المتشددة في بيان على "فيسبوك"، مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا، قائلة إنه كان يستخدم كمركز للتعذيب وقمع الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال أحد السكان في ضاحية حرستا، حيث يوجد المجمع إن "هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمرت واجهات المتاجر. وكأن قنبلة انفجرت داخل كل منزل في المنطقة".
وذكر نشطاء يعيشون على مقربة، أن التفجير أسفر عن سقوط مئة على الأقل بين قتيل وجريح من أفراد الأمن، استناداً إلى عدد سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث وشدة التفجيرات.
عمليات درعا
من جانب آخر، وعلى الرغم من الحملة الأمنية العنيفة على ريف درعا الشرقي، تمكنت كتائب الجيش الحر من تكبيد الجيش النظامي خسائر فادحة، إذ أعلن الثوار عبر مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي مقتل نائب رئيس فرع الامن العسكري بدرعا وهو العقيد أسامة حاج موسى وإصابة العقيد لؤي العلي رئيس الفرع إصابة خطيرة، وكذلك مقتل العميد امين ديوب قائد الفوج 44 والعميد إياد من الأمن العسكري والعقيد معين من الفرقة الخامسة.
اضف تعليق