الرئيسية » أرشيف » الخرطوم تمنع تدفق النفط لجوبا.. وفرنسا تنتقد ومنظمة دولية تتهم السودان بقتل مدنيين في النيل الأزرق
أرشيف

الخرطوم تمنع تدفق النفط لجوبا.. وفرنسا تنتقد
ومنظمة دولية تتهم السودان بقتل مدنيين في النيل الأزرق

أبلغت وزارة النفط السودانية، أمس الثلاثاء، الشركات العاملة في نقل نفط الجنوب وتصديره عبر الأراضي السودانية بوقف تدفق نفط الجنوب على إثر قرار الرئيس السوداني عمر البشير. من جهتها انتقدت فرنسا، إعلان الخرطوم رغبتها إغلاق أنابيب نقل نفط لجوبا على أراضيها في غضون شهرين. فيما أعلنت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء أن الجيش السوداني أحرق وقتل مدنيين منتهجا سياسة الأرض المحروقة للتصدي للمتمردين في ولاية النيل الأزرق.

وأكدت الوزارة في بيان لها أن "وزير النفط عوض الجاز سلم خطابات رسمية لكل الشركات العاملة في نقل وتصدير نفط الجنوب الذي يعبر الأراضي السودانية في اجتماع مع مسئولين من شركات (النيل الكبرى وبترودار) وذلك خلال 60 يوما بدأت منذ يوم الأحد 9 يونيو".

من جهتها انتقدت فرنسا، إعلان السودان رغبتها إغلاق أنابيب نقل نفط جنوب السودان على أراضيها في غضون شهرين.

وقال فيليب لاليو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في تصريحات للصحفيين أمس الثلاثاء: إن بلاده تشعر بالقلق البالغ جراء تصريحات الحكومة السودانية التي أعلنت فيها عن رغبتها إلغاء 9 اتفاقات موقعة مع جنوب السودان في شهر سبتمبر الماضي، ونيتها إغلاق أنابيب نقل نفط جنوب السودان في أراضيها في غضون ستين يوما.

وأضاف أن هذه التدابير قد تؤثر سلبا على عملية التطبيع بين البلدين واقتصاديهما، موضحا أن بلاده تدعو الخرطوم للحفاظ على روح التعاون التي أدت للتوقيع على تلك الاتفاقات، لإحلال السلام والازدهار الاقتصادي فى البلدين.

وذكر لاليو أن هذه الاتفاقات تمنع مساندة أي طرف من الأطراف لأي حركة متمردة عاملة في أراضى الدولة الأخرى، مطالبا الخرطوم وجوبا بالعمل على تنفيذ هذه الاتفاقات بتفاصيلها، بما في ذلك الجانب الأمني.

وشدد على أنه يتعين على السودان وجنوب السودان حل خلافاتهما في إطار الآليات المنصوص عليها باتفاقات سبتمبر، والتي دعمتها مجموعة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى.

منظمات دولية
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء أن الجيش السوداني أحرق وقتل مدنيين منتهجا سياسة الأرض المحروقة للتصدي للمتمردين في ولاية النيل الأزرق.

وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير من 74  صفحة إن صورا التقطت بواسطة الأقمار الصناعية أكدت أن هجمات استهدفت في النصف الأول من العام 2012 منطقة جبال النوبه في النيل الأزرق مسقط الزعيم المتمرد مالك عقار.

ونفى الجيش السوداني أن يكون قد شن مثل هذه الهجمات منددا بهذه الاتهامات.

وأوضحت المنظمة أن هذه الهجمات جرت في إطار ما يبدو أنه "محاولة مدبرة" لتهجير المدنيين من مناطق تسيطر عليها قوات عقار ومعاقبة السكان المؤيدين للتمرد.

وذكرت أن منطقة جبال النوبة في جنوب غرب الدمازين، كبرى مدن النيل الأزرق، أصيبت بشكل خاص وقد زار أعضاء في المنظمة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وتحدثوا إلى لاجئين.

وأكدت المنظمة أن "الجيش لجأ إلى استراتيجية الأرض المحروقة حيث دمر ما لا يقل عن ثماني قرى في منطقة "جبال النوبة، مشيرة إلى أن القوات السودانية التي تستعمل القوة بلا هوادة "قصفت قرى قبل السيطرة عليها وإحراقها".

وأضافت أن "المدنيين فروا عندما بدأت الهجمات ولكن الذين لم يتمكنوا من الفرار بسبب الإعاقة أو التقدم في السن أحرقوا أحياء في منازلهم وقتلوا برصاص الجنود".

وقال الباحث في منظمة العفو جان باتيست غالوبان إن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين تعتبر جرائم حرب.

ونقلت المنظمة في تقريرها عن أحد المواطنين في قرية كبانيت وهو موغوس ماسيم قوله إن الجيش أطلق "قذائف من مدفعية الدوشكا على كل منزل" في القرية.

وفي رده على هذه الاتهامات قال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن اتهامات منظمة العفو الدولية لا أساس لها.

وأضاف "هناك كثير من المنظمات الدولية التي تعمل في النيل الأزرق ولم ترفع أي منها شكاوى بهذا الخصوص".

وأوضح أن "هذا التقرير لا أساس له على الإطلاق"، مشيرا إلى أن المتمردين لا يسيطرون إلا على أ من 10 في المئة من النيل الأزرق.