أكد مصدر أمني أنه بعد خروج المتهمين من القفص إلى غرفة الاستراحة انهار جمال مبارك في بكاء شديد وارتمى في حضن والده وحاول مبارك تهدئته، وقال له "متقلقش شدة وتزول"، فيما كان علاء أكثر تماسكا من شقيقه، فيما أخذ مساعدو العادلي يتبادلون التهنئة.
وأوضح المصدر انه تم نقل جمال وعلاء إلى السجن قبل أن يعلما بصدور قرار النائب العام بنقل والدهما إلى مستشفى سجن طرة، وعندما طلب مبارك بسرعة نقله أبلغه مصدر أمني كبير انه سيتم نقله إلى سجن مستشفى طرة فأخذ يسب الجميع.
وصرح مصدر أخر أن مبارك بكى ورفض النزول من الطائرة عقب وصولها إلى مقر السجن وان القيادات الأمنية في السجن دخلت في مفاوضات معه لإقناعه بضرورة تنفيذ حكم المحكمة.
وأوضح المصدر أن حارس مبارك الخاص تمكن من إقناع الرئيس السابق بعد مكثوه لمدة ساعتين فى الطائرة التى كانت تقله إلى السجن بأنه تم تجهيز غرفة خاصة بمستشفى السجن وتجهيزها بأحدث الأجهزة مما جعله "مبارك" يدخل في نوبة بكاء حاد وبدأ يردد بصوت عال "حسبي الله ونعم الوكيل..أنا خدمت البلد دي" وطلب رؤية نجليه جمال وعلاء.
وبعد ساعتين من المفاوضات وافق مبارك على الانتقال إلى مستشفى السجن وذكر التلفزيون الرسمي أن الرئيس السابق "أصيب بأزمة صحية حادة لدى وصوله إلى السجن وتتم معالجته الآن بالطائرة المروحية التي نقلته الى هناك".
وفي وقت لاحق أعلن مصدر طبي إصابة مبارك بأزمة قلبية حيث يرقد في الرعاية المركزة بمستشفى السجن.
ووصل مبارك إلى سجن طرة تنفيذا لقرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الذي أمر بنقله إلى سجن طرة لتنفيذ الحكم الصادر بحقه.
وعن إمكانية حصول مبارك على إفراج صحي، قال مصدر قضائي "الإفراج الصحي له شروط يجب توافرها وهو ينبني على وجود تقارير طبية تؤكد عدم مقدرة تواجد السجين في محبسه لهذه الأسباب".
وكان النائب العام أمر باستمرار حبس نجلي الرئيس السابق على ذمة قضية تلاعب في البورصة رغم صدور حكم السبت بانقضاء الدعوى الجنائية ضدهما في اتهامات بالفساد.
مبارك طلب أدوية تساعده على الموت
من جانبها، قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الرئيس السابق حسني مبارك طلب من أطبائه إعطاءه أدوية تساعده على الموت.
وذكرت الصحيفة إن مبارك طلب ذلك من أطبائه بعد إصابته بالاكتئاب عقب إطاحة ثورة 25 يناير بنظامه.
ونقلت التايمز عما وصفتها بمصادر مقربة من مبارك إن الرئيس السابق أصيب بحالة "اكتئاب بالغ" بسبب سقوطه المفاجئ بعد أكثر من ثلاثين عاما في السلطة.
وقالت المصادر إن المجلس العسكري، الذي كلفه مبارك بإدارة شؤون مصر بعد تخليه عن الرئاسة في 11 فبراير عام 2011، عرض تقديم طائرة لمبارك للذهاب بها إلى حيث يريد لمدة اسبوع.
وتنقل التايمز عن المصادر نفسها، والتي لم تسمها، قولها إن مبارك الذي يعالج من مشاكل في القلب وسرطان المعدة، "صدم ورفض العرض".
وتشير المصادر إلى أن حالة الاكتئاب لدى مبارك بلغت ذروتها في أواخر شهر ابريل عام 2011 أي بعد ستة أسابيع تقريبا من تركه السلطة.
وقالت الصحيفة إن مبارك وافق على تناول أدوية مضادة للاكتئاب لكنه رفض رؤية طبيب نفسي نظرا لأن هذه وصمة في الثقافة المصرية.
بن أليعازر يأسف لإدانة مبارك
إلى ذلك، أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر عن اسفه لادانة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالسجن مدى الحياة.
وفي تصريح للاذاعة الاسرائيلية، اكد بن اليعازر الذي كان يعتبر اقرب شخصية اسرائيلية من الرئيس المصري السابق، "كنت اتمنى مزيدا من الرحمة والرأفة من جانب المحكمة للذي كرس حياته كاملة للشعب المصري".
وأضاف بن اليعازر أن "مبارك وطني مصري حقيقي، وجميع الذين عرفوه عن كثب يعرفون ان الشرق الاوسط بعده لن يبقى كما هو، واننا لا نتجه الى ما هو افضل".
وقام بن اليعازر الذي كان وزيرا للدفاع (2001 – 2002) ووزيرا للتجارة والصناعة (2009 – 2011)، بزيارات عدة الى الرئيس السابق مبارك.
اضف تعليق