خطوة واحدة فقط تفصل يائير لابيد، زعيم المعارضة الاسرائيلية رئيس حزب «ييش عتيد»،عن الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهوو تشكيل ائتلاف حكومي واسع ,إذ لم يتبق أمامه سوى مصادقة الكنيست على تشكيلته , وبذلك لم يتبق أمام نتنياهو سوى خيارين لاثالث لهما ..أما الاستسلام للأمر الواقع والخروج من المشهد أو القتال حتى الرمق الأخير
بلاغ الساعة الأخيرة أكد أن يائير لبيد، نجح في الحصول على تفويض أغلبية حزبية لتشكيل حكومة التغيير التي ستطيح برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتنهي حقبة حكمه التي امتدت على مدار 12 سنة.مشيراً إلى أن هذه الحكومة ستكون برئاسة نفتالي بنيت 27 شهراً ولابيد 27 شهراً تالية. وأبلغ لبيد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، قبل ساعة من انتهاء تفويض . كما مهد رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، لأن تشهد الحكومة النور، فقد وقع قبل بينيت ومنح لبيد القوة اللازمة لتشكيل الحكومة. ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، سيدخل حزب عربي لائتلاف حكومي، ووافق حزب القائمة العربية الموحدة على أن يكون جزءاً من الائتلاف الحكومي، بعدما كان الحديث يدور حول دعم خارجي فقط.
بيد أن نزعات نتنياهو للمناورة وعدم الاستسلام دفعته إلى تجاوز الصدمة مباشرة بدعوة حلفائه في اليمين، إلى اجتماع عاجل في مقر إقامته و بحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، الداعمة لنتنياهو، فإن اللقاء جاء “لبحث الجهود لعرقلة أداء كتلة التغيير اليمين الدستوري لحكومة لابيد-بينيت”. وحضره رئيس “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، ورئيس “شاس” أرييه درعي وقادة “يهدوت هتوراة” يعقوب ليتسمان وموشيه غافني، ورئيس مجلس المستوطنات بالضفة الغربية ورئيس الكنيست، ورئيس الائتلاف.
تغريدة زعيم الليكود على تويتر: “يجب على جميع أعضاء الكنيست اليمينيين معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة” تؤشر إلى مساعيه لإجهاض الحكومة المرتقبة من خلال دعوة النواب اليمينيين إلى عدم التصويت لحكومة “لابيد-بينيت”. أو تأجيل جلسة التصويت على الحكومة قدر الإمكان، في محاولة لإقناع نواب اليمين بعدم دعم الحكومة ..واقعياً يترأس بينيت حزباً له 7 مقاعد فقط بينما يرأس نتنياهو أكبر تجمع سياسي في “إسرائيل”، إنه يسيطر على 30 مقعداً من الأشخاص الذين صوتوا مباشرة لليكود تحت قيادته، و22 مقعداً أخرى من أولئك الذين صوتوا له بشكل غير مباشر كزعيم لكتلة اليمين التي تؤيدها أحزابهم.
التصويت ليس المعركة الأخيرة لأنه حال حصول الحكومة على دعم الكنيست ,فإن نتنياهو الذى كافح لمدة عامين ونصف للاستمرار فى منصبه بالغرم من الملاحقات الجنائية , يراهن على ان الحكومة الجديدة لن تصمد سوى أشهر بسبب تضارب مواقف الأحزاب المشكلة لها , فضلاً عن أن نتنياهو يخطط للبقاء كرئيس للمعارضة وسيعمد إلى إسقاط الحكومة ومن ثم يتم إجراء انتخابات خامسة، ويتمكن من العودة مجدداً إلى منصب رئيس الوزراء.
رهانات نتنياهو تصطدم بعدة عراقيل,ربما يكون أهمها السابق المحموم على خلافته , فالرجل الذى يرى نفسه زعيماً تاريخياً للشعب اليهودي، مهمته الحياتية هي ضمان أمن “إسرائيل” يتنافس عدد من قادة “الليكود” من بينهم نير بركات ويسرائيل كاتس ويولي ادلشتاين على رئاسة الحزب عوضاً عنه . إذ يطمح قادة الليكود فى إبعاد نتنياهو ظناً منهم أن هذه الخطوة قد تمكنهم من إبرام اتفاق مع أطراف الحكومة الجديدة ، لإعادة تشكيل الحكومة.
الاتهامات الجنائية ربما تصبح القشة الأخيرة التى تفسد خطط زعيم الليكود وتسدل الستار على مسيرة استمرت لمدة 12 عاماً متتالية، وقد تدفع رئيس الوزراء لمغادرة المنزل الواقع في شارع بلفور وبات رمزا لحكمه الطويل. إذ من المرجح أن الحكومة الجديدة ستعمل بسرعة لتمرير قوانين لمنعه من الترشح مرة أخرى لمنصب رئيس الوزراء بسبب الاتهامات الجنائية له.
ترجيحات المراقبون تذهب إلى أن نتنياهو يمثل العقدة السياسية في إسرائيل، ولا يمكن الإطاحة به أو تغييبه عن الساحة السياسية، خاصة وأنه منذ عام 1997 لم يتمكن أي شخص من إقصائه، وكل فترة غياب عن السياسة يعود بعدها بشكل أقوى وبحضور مختلف, إذ يمثل ظاهرة يمينية متشددة لا تعرف الهزيمة والاستسلام، لذا سيعمل بكل جهده على الإطاحة بالحكومة الجديدة خاصة وأنه يمكن لنائب واحد من الائتلاف المشكل منها إسقاطها في حال انسحابه من الائتلاف الحكومي …
اضف تعليق