تعد سلطنة عمان واحدة من البلاد الغنية بالتنوع البيولوجي المتفرد والخلاب، حيث إنها تتمتع بموقع جغرافي يجعلها موطناً ثريا بأنواع من النباتات والحيوانات الفريدة وبيئات مختلفة تتفاوت بين الصحاري وسلاسل الجبال والوديان والسهول والتلال الصخرية والمناطق الساحلية، وتنتشر في سواحلها مجموعة من الجزر البحرية التي تكثر فيها المواقع الطبيعية الجميلة، وأنواع مختلفة من الأسماك والشعب المرجانية أُطلق عليها اسم “محميات طبيعية” وصنفت مواقع “سياحية بيئية” بحرية.
ومنذ بداية نهضتها سعت الحكومة العمانية إلى إدارة الموارد الطبيعية بشكل يضمن استدامتها ورفع الوعي تجاه المحافظة على البيئة، فوضعت الاستراتيجيات وأصدرت القوانين والتشريعات التي تضمن الحفاظ عليها وحمايتها من التلوث.
ولأن السياحة أصبحت عاملا مهما للدفع بعجلة النمو الاقتصادي في كثير من البلدان، أعطت سلطنة عمان السياحة البيئية اهتماما خاصا كونها جزءا مهما واصيلا من النشاط السياحي الشامل، وسعيا منها لتنويع مصادر الدخل وتوفير الفرص الوظيفية للشباب، ونظرا للعدد الكبير من الأنشطة البيئية الذي تتمتع به البلاد وفي مختلف مناطقها، فأصبحت وجهة سياحية رائعة ومقصدا للباحثين عن السياحة البيئية.
وتوجد في سلطنة عمان مقاصد سياحية طبيعية كثيرة كالمناطق الساحلية والبحرية الغنية بالتنوع الإحيائي، إضافة الى الشعاب المرجانية الموجودة في بحارها، ففي الشمال تبرز الجبال بمناظرها الطبيعية الخلابة مدعومة بالحياة البرية. وتتصف أنشطة السياحة البيئية في الجبال بشيء من المتعة والمغامرة، حيث تقام رياضة تسلق الجبال، والمشي بينها، التخييم الجماعي، اكتشاف المغارات والكهوف، وتتبع مجاري الأودية للوصول للمناطق التي تتسم بجمال طبيعتها.
وتمتلك محافظة مسندم، التي تقع في أقصى شمال عمان وتطل على مضيق هرمز، الكثير من المناظر الطبيعية الساحرة، إذ تلتقي فيها الجبال العالية التي يبلغ ارتفاعها 2000 متر مع البحر بالمضايق البحرية المذهلة والمياه الصافية، مما يجعل هذه المنطقة واحدة من أفضل المناطق لهواة رياضة الغوص والغطس في العالم. وتعتبر محمية المنتزه الوطني الطبيعي في مسندم والتي تشمل تسع جزر بحرية ذات غطاء نباتي متفاوت كنزا طبيعيا خلّابا ومتحفا مفتوحا يتزين بالمرجان والمنحدرات الصخرية وتعيش في نطاقها حيوانات برية وعدد من الثدييات البحرية كالدلافين والحوت الأحدب وآلاف الطيور البحرية ذات المظهر الجمالي الرائع.
وتتميز منطقة الباطنة بسواحلها الجميلة والكثبان الرملية والأفلاج، والواحات الجبلية الخضراء، والعيون المائية كعين الكسفة بالرستاق التي تعتبر وجهة سياحية وعلاجية مهمة نظرا لاحتوائها على نسبة من مادة الكبريت التي تساعد على علاج الأمراض وكذلك عين الثوارة بولاية نخل.
وتعد محمية القرم الطبيعية التي تقع في قلب محافظة مسقط، من أوائل مناطق الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية في السلطنة وتتميز بوجود مقومات طبيعية فريدة متمثلة في غابات أشجار القرم وتنوعها الأحيائي والقيم الطبيعية المرتبطة بها والتي تساهم في حفظ التوازن البيئي، كما تتميز محمية السليل الطبيعية بوجود مقومات طبيعية فريدة، وتضم هذه المحمية أكبر موئل للغزال العربي، وأشجار السمر والتكوينات الجيولوجية والتراث البشري القديم.
كما تضم محافظة مسقط مجموعة من الشواطئ البديعة التي تتميز برمالها الناعمة النظيفة مثل شاطئ يتي وشاطئ القرم وغيرها و يقصدها الزوار للاسترخاء وممارسة الأنشطة الرياضية المائية مثل رياضة الإبحار وركوب الدراجات المائية والزوارق ورياضة الغوص التي تعتبر من أكثر الأنشطة جذباً للمغامرين الذين يحرصون على زيارة أشهر أماكن الغوص العمانية مثل الخيران، جزيرة الفحل، وجـزر الديمـانيات، وخليج المقبرة (مسقط القديمة)، إضافة إلى شاطئ الجصة، ويحتوي كل من هذه المواقع على ما لا يقل عن 11 موقع غطس مختلفا يتميز كل منها بالتنوع في بيئته.
وتعد محافظة الداخلية في وسط البلاد وجهة مفضلة لدى السياح الباحثين عن جمال الطبيعة ومحبي الاستكشاف ، وتكثر فيها الأفلاج المائية مثل فلج دارس وفلج الخطمين وفلج الملكي التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي وتوجد بها كذلك مسفاة العبريين وهي عبارة عن قرية قرية صغيرة جميلة تقع في ولاية الحمراء وبها عدد من ينابيع الجبال توفر المياه للمصاطب الزراعية الخضراء ، كما يوجد بها الجبل الأخضر الذي تنحدر من سفوحه الهضبة الكبرى في اتجاه الصحراء جنوبا ، ويتميز بطقسه المعتدل في فصل الصيف وبتضاريسه المتنوعة و مدرجاته الزراعية ، وأشجاره وثماره ووديانه الرائعة، وتوجد على سفوح الجبل الأخضر عدد من الكهوف والعيون والأفلاج .
وفي ولاية صور بالمنطقة الشرقي توجد محمية السلاحف برأس الحد ،وهي واحدة من أروع المعالم السياحية المميزة في سلطنة عمان، وتحتل مساحة 120 كيلومتر مربع على طول 40 كيلومترا، وتضم أكثر من 20.000 سلحفاة .وتم انشاؤها في عام 1996 للحفاظ على السلاحف التي تستوطن بحر العرب والسلاحف التي تتوافد في أوقات معينة من السنة على سواحل خليج عمان قادمة من الخليج العربي والبحر الأحمر وسواحل الصومال ، ويتم تنظيم رحلات بحريه للسياح لمشاهدة الدلافين و الغوص مع السلاحف و الشعب المرجانية و زيارة الاخوار الطبيعية مثل خور الحجر في نيابة رأس الحد و خور جراما و اصطياد الأسماك ،كما يمكن مشاهدة الدلافين وهي تظهر بين الحين والآخر في موقع أخرى من سواحل السلطنة.
ويعمل عدد من منظمي الرحلات على تنظيم الأنشطة الرياضية المائية مثل الغوص الذي يعتبر من أكثر الأنشطة جذباً للمغامرين الذين يحرصون على زيارة أشهر أماكن الغوص العمانية مثل الخيران، جزيرة الفحل، وجـزر الديمـانيات، وخليج المقبرة (مسقط القديمة)، إضافة إلى شاطئ الجصة، ويحوي كل من هذه المواقع ما لا يقل عن 11 موقع غطس مختلفا يتميز كل منها بالتنوع في بيئته، وكذلك رياضة الإبحار وركوب الدراجات المائية والزوارق.
كما تعتبر الصحاري أحد المواقع السياحية المهمة كذلك في السلطنة، ومن أهمها صحراء رمال وهيبة وصحراء الربع الخالي المرتبطة بالمملكة العربية السعودية من جهة الغرب. وفيها تقام أنشطة التخييم، مشاهدة النجوم ليلاً والمشي في الكثبان الرملية الذهبية.
وتتمتع محافظة الوسطى، التي تقع بين شمال عمان وجنوبها، بمقومات سياحية وبيئات مختلفة تتوزع في ولاياتها الأربع (هيماء والدقم ومحوت والجازر) مما جعل منها مزارًا سياحيًا على مدار العام بما تزخر به من شواطئ جميلة تمتد على طول بحر العرب من رأس الرويس بولاية محوت إلى رأس صوقرة بولاية الجازر إضافة إلى الكثبان الرملية والجبال الشاهقة المحاذية للبحر.
وفي الجنوب تمتلك محافظة ظفار كذلك مقومات سياحيّة تضم في جنباتها مختلف البيئات الطبيعية كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال، والأودية، والسهول المنبسطة، والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي، والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها، والنوافير الطبيعية، والكهوف المتنوعة.
وبفضل هذا التنوع البيئي أصبحت محافظة ظفار من المناطق المفضلة لسياحة العائلات خاصة في موسم الخريف، الذي، ويمتد من شهر يونيو وحتى منتصف شهر سبتمبر، والذي يتميز باعتدال مناخه خاصة في هذه الفترة من كل عام، حيث تكتسي الارض برداء عشبي أخضر بديع، وذلك بفضل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية “المونسون” التي تهب خلال فصل الصيف. كما يجد الزائر للمحافظة بالإضافة إلى الأجواء الطبيعية الساحرة مجموعة جيدة من الفعاليات الثقافية والمواقع التاريخية.
وتقديرا لسلامة النهج الذي تنتهجه السلطنة في مجال حماية وصون البيئة والذي يرتكز بشكل أساس على مبدأ تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الشاملة وحماية وصون الموارد الطبيعية فقد حصلت السلطنة على المركز الأول عالمياً في مجال السياحة البيئية في عام 2010م، التي تمنحها صحيفة برلينا تاج زاوتون الالكترونية الالمانية المتخصصة.
اضف تعليق