فرقت الشرطة السودانية تظاهرتين بعد دقائق من انطلاقهما بعد صلاة الجمعة في أم درمان وبحري، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والسام، حسب بعض الناشطين، فيما تعرض مراسلون للضرب والاعتقال.
بينما أعلن الحزب الحاكم أنه منفتح على المعارضة استبعدت صحيفة أميركية الإطاحة بنظام عمر البشير.
وتأتي التظاهرة في إطار احتجاجات مستمرة منذ أسابيع ثلاثة، بسبب قرارات اقتصادية تقشفية، وأطلق ناشطون على تظاهرات الأمس، "جمعة شذاذ الآفاق"، وهو تعبير يشكل صدى لما أطلقه الرئيس عمر البشير ناعتاً به المحتجين ، مثلما اطلق مساعده الدكتور نافع علي نافع تعبيراً مماثلاً أصبح اسماً لجمعة "لحس الكوع" الفائتة.
وعند خروج المحتجين من مسجد الإمام عبدالرحمن في أم درمان الشهير بمسجد "الأنصار" القاعدة الجماهيرية لحزب "الأمة" المعارض، واجهتهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع فعادوا مرة أخرى إلى الداخل، ولم يتمكنوا من ترديد الهتافات سوى دقيقة وعمدت الشرطة إلى تطويق المسجد.
وقال المتحدث باسم الشرطة، السر أحمد عمر، إنه وقع احتجاج محدود وأن الشرطة احتوته دون وقوع أي خسائر.
وتكرر المشهد في مسجد السيد علي بالخرطوم بحري، الشهير بالقاعدة الجماهيرية للحزب "الوطني الاتحادي الأصل"، حيث أجبر المحتجون على التراجع داخل المسجد بسبب الغاز المسيل للدموع.
وأعلن الأمين السياسي لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، حسبو محمد عبد الرحمن أن حزبه يبقى مستعدا للحوار "مع كل القوى السياسية"، لكنه أوضح أن العديد من الأحزاب التي وقعت الميثاق تشارك في الحكومة الحالية، داعياً منتقدي خطة التقشف إلى اقتراح بدائل سلمية بدل الدعوة إلى التظاهر.
وتنوي المعارضة تشكيل حكومة ائتلافية تحترم المعايير الدولية على صعيد الحريات المدنية، في موازاة إقامة علاقات "أخوية" مع جنوب السودان وتلبية مطالب سكان اقليم دارفور.
وقالت ناشطة لرويترز إنها كانت بالمسجد وإن الشرطة كانت تطلق الغاز المسيل للدموع كلما هتف المحتجون مطالبين بالحرية والسلام والعدالة.
وأضافت الناشطة التي طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية عبر الهاتف "ساد الذعر . أصيب بعض الناس بالاختناق".
وتابعت تقول "ساحة المسجد مليئة بأكوام من الحجارة والعصي ليدافع المحتجون بها عن أنفسهم . يحرس الشبان الأبواب الرئيسة للمسجد في حين سدت الشرطة بعض المداخل".
من جانبه، قال حامد ممتاز، الأمين السياسي لشباب الحزب الحاكم، إنهم لا يحتاجون تجارب دول أخرى، فما يجري أزمة مالية ضربت كل العالم وتأثر بها السودان ونحن نقوم باصلاحات .
وأشار إلى أن التظاهر حق مكفول وهناك حرية تعبير، وعلى المسجد أن يكون دار عبادة وليس محطة تنتطلق منها التظاهرات .
وأضاف أن ما يحدث من ادعاءات بانها سلمية غير صحيح، فهناك محاولات تخريب وبالتالي على الدولة المحافظة على ممتلكات المواطنين.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الكثير من خبراء السودان متشككون بشأن ما إذا كانت الحكومة السودانية التى يقودها الرئيس عمر حسن البشير الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري في عام 1989 هي على وشك السقوط.
ونقلت الصحيفة في سياق تقرير بثته، أمس الجمعة، على موقعها الإلكتروني عن المبعوث الخاص الأميركي السابق للسودان أندرو ناتسيوس قوله: "إن أموال البشير التي يدفع منها للقوات تنفذ بسرعة مما يزيد من فرص تمرد عسكري، وإنه ازاء ذلك قام بتقديم خطة بديلة ملتوية للتشبث بالسلطة".
وأوضح، أن البشير كوّن قوة يقدر عدد قوات الأمن الخاصة بها ما يساوي 30 ألف فرد مجتذباً أعدادًا كبيرة من قبيلته العربية إلى جانب ثكنات تحت الأرض وترسانات مخبأة ليكون كل هذا جاهزًا للدفاع عن النظام في الشارع كخط دفاع أخير.
وأعرب ناتسيوس عن اعتقاده بأن هناك فرصة قوية لأن تحاول قوات البشير إذا اختبرت بشكل حقيقي جعل السودان من دون حكومة مما يتيح للإسلاميين المتشددين الوصول للحكم .
ونسبت الصحيفة إلى ناتسيوس قوله "لست متفائلاً بشأن الطريق الذي تتجه إليه السودان الشمالية حالياً إذا سقط حزب المؤتمر الوطني أو لا".
اضف تعليق