الرئيسية » تقارير ودراسات » الضربة الأمريكية ..رسائل واشنطن لطهران
تقارير ودراسات رئيسى

الضربة الأمريكية ..رسائل واشنطن لطهران

تبدو الضربات الجوِّية التي استهدفت بها الولاياتُ المتحدة منشآتٍ ومبانٍ تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران  خطوةً سياسية أكثر من كونها عملًا عسكريًا أرادت من خلالها إدارة بايدن ، إيصالَ رسائل مختلفة لطهران مفادها أنه لابد من مراجعة النفس والتفكير جيداً قبل أى تصعيد محتمل. وفى الوقت ذاته تحمل تطمينًا ظاهريًا للمطالبين بإدراج السلوك الإيراني من ضمن بنود الاتفاق النووي في حال التفاوُض على تعديله

الضربة الثانية منذ تولى بايدن وصفها و المتحدث باسم البنتاجون جون كيربى، بأنها كانت ضرورية ومناسبة وعمل متعمد هدفه الحد من مخاطر التصعيد. وأوضح كيربى أن الرئيس جو بايدن أمر بالضربات على منشآت عملياتية وأخرى لتخزين السلاح فى موقعين بسوريا وموقع آخر بالعراق مساء أمس الأحد بتوقيت واشنطن، من أجل ردع الهجمات المستقبلية على المصالح الأمريكية فى العراق، حيث تساعد الولايات المتحدة القوات الحكومية فى مساعى هزيمة داعش.

الضربات جاءت في مرحلة حساسة، حيث  تتهم واشنطن فصائل عراقية مرتبطة بإيران بشن هجمات على منشآت عراقية تؤوي عناصر أميركيين، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي مع طهران.وبعد 6 هجمات بطائرات مسيرة نفذتها مليشيات تابعة لإيران ضد أهداف أمريكية في العراق، بدأت منذ أبريل/نيسان الماضي.وعقب التكتيك الجديد بدخول طائرات “درون” في تنفيذ تلك الهجمات، عبر مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من خطورة الموقف والتصعيد الذي تعتمده تلك المليشيات المدعومة إيرانياً.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»،قد نشرت تقريراً الشهر الجارى قالت فيه ” إن الولايات المتحدة تكافح لمواجهة التهديدات من الوكلاء والميليشيات الموالية لإيران في العراق. وذلك في ضوء حصول الأخيرة على أسلحة أكثر تطوراً مما يتوفر لديها، ولعل أكثرها خطورة طائرات مسيرة باستطاعتها استهداف مواقع حساسة، وفي الوقت ذاته تفادي الدفاعات الأميركية.

ووفقًا لتقييم وكالة استخبارات الدفاع ونشر في أبريل (نيسان) العام الماضي أنه منذ أواخر عام 2019 نفذت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران أكثر من 300 هجوم ضد المصالح الأميركية، مما أسفر عن مقتل 4 أميركيين ونحو 25 آخرين، معظمهم عراقيون وظهرت جماعات مسلحة التي لم تكن معروفة من قبل، وأعلن بعضها مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على أهداف أميركية.

توقيت الضربات الأميركية يحمل دلالات عدة وفق تقييمات الخبراء , إذ يذهب المحللون إلى أن المليشيات المسلحة باتت تعتقد أن الولايات المتحدة تعيش انكفاءً وتراجعاً كبيراً في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن لذا تمادت في التصعيد والتكتيك المتبع في شن الهجمات ظناً منها أن  تغيير الرؤساء في الولايات المتحدة يغير من أولويات مصالحها القومية للأمن الخارجي.وربما ساهم فى تكريس هذا الاعتقاد لدى إيران الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وما قد يشهده من انسحاب مماثل في العراق.

واشنطن بهذه الخطوة ربما أرادت كذلك تغيير تصوُّر طهران، أنَّه بإمكانها تعزيز قوّتها التفاوُضية في الملفّ النووي، إذا رفعت الرهان عن طريق الاستفزاز الإقليمي للولايات المتحدة عبر مهاجمة مصالحها وحُلفائها، وإيصال رسالةٍ لها، وكذلك لحُلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مفادها بأنَّ سعي بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي لن يدفعهُ إلى تجاهُل الأنشطة الإقليمية الأُخرى التي تقوم بها إيران ووكلاؤه

الضربات الجوية الأمريكية التى تم توجيهها لأهداف إيرانية فى سوريا والعراق  تمثل كذلك ,  اختبارا لرئيس إيران القادم إبراهيم رئيسى، وعلى الرغم من أنه لم يُعرف بعد ما إذا كانت الضربات ستؤدى إلى تأجيل اجتماعات فيينا غير المباشرة من أجل التوصل إلى اتفاق فى المحادثات النووية. غبر أنه من المرجح  أن تلجأ طهران إلى سياستها المعتادة والمتمثِّلة في «الاحتفاظ بالحقّ في الردّ، في الزمان والمكان الذي تختاره»،

وكالات