الرئيسية » أرشيف » الطرابلسيون يتهمون سليمان والجيش بالتواطؤ مع إيران
أرشيف

الطرابلسيون يتهمون سليمان والجيش بالتواطؤ مع إيران

حذرت لجنة متابعة الوضع الأمني في مدينة طرابلس السلطات اللبنانية وقيادة الجيش من أن أي تهاون إضافي منهما تجاه المأساة التي تواجهها المدينة سيجعل "الامور خارجة عن السيطرة"، متهمة بشكل ضمني الرئيس ميشيل سليمان وقائد الجيش البناني بالتواطؤ مع النظامين السوري والايراني.

وقال النائب محمد كبارة عضو لجنة المتابعة المنبثقة من لقاء نواب طرابلس "ان اي تهاون من السلطة السياسية وقيادة الجيش تجاه طرابلس سيجعل الأمور بعد 48 ساعة من الآن خارجة عن سيطرة الجميع، وبالتالي فإن طرابلس ستكون مضطرة للدفاع عن نفسها، والتاريخ يشهد بأن هذه المدينة لا تسكت عن ظلم ولا تقبل بأي إذلال".

وجاء كلام كبارة خلال اجتماع للجنة بمنزله في بيروت، بعد ضغوط من جهات فاعلة في طرابلس تطالب بوضع حد للمواجهات الدموية التي احدثت شللا تاما في مرافق عاصمة الشمال اللبناني.

وتقول مصادر صحفية في طرابلس إن عشرات الآلاف ممن يقطنون في حيي باب التبانة (ذي الغالبية السنية) وجبل محسن (ذي الغالبية العلوية)، قد تحولوا في اغلبهم إلى لاجئين في المدارس، بينما البعض الآخر يبقى حبيس جدران المنازل، بالكاد يتمكنون من التزود بحاجاتهم اليومية حيث اصيبت مرافق الحياة في المنطقتين وجوارهما بشلل كامل.

وأشار كبارة إلى أنه و"برغم مطالبتنا المتكررة لرئيس الجمهورية والحكومة وقائد الجيش بوضع حد للمؤامرة التي تستهدف طرابلس، نجد انه من المؤسف ان رئيس الجمهورية ميشيل سليمان وقائد الجيش وكأنهما متواطئة مع النظام السوري -الايراني عبر هذه العصابة المسلحة (الحزب العربي الديموقراطي في جبل محسن) لتدفع عاصمة الشمال اثمانا كبيرة من امنها واستقرارها واقتصادها وسلامة ابنائها".

وقالت شخصيات سياسية ومشايخ دين سنة إن "استهداف طرابلس من العصابة المجرمة المتحصنة في (ثكنة الأسد) بجبل محسن، إنما يدل على حجم الحقد الكبير الذي يكنه نظام الأسد وإيران لطرابلس، ويترجم بقتل الأبرياء بدم بارد، وهذا ما لم يعد من الممكن السكوت عنه".

ولم تتمكن الاجتماعات والاتصالات المكثفة التي أجريت طوال الثلاثاء، وشملت مسؤولين سياسيين، بدءا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وحتى قادة المحاور المسلحين في منطقة باب التبانة، من إيقاف رصاص القنص الكثيف والقاتل الذي ما يزال يحصد الأرواح في طرابلس.

وبدت طرابلس الثلاثاء وكأنها تدخل في معركة باردة وطويلة، قادرة من دون اشتباكات طاحنة، على شل حياة المدينة، وإيقاع عدد كبير من الضحايا.

وواصل القناصة هجماتهم، بأسلحة كاتمة للصوت، بينما سمعت رشقات على بعض محاور الاقتتال في المدينة بين الحين والآخر.

وقتل شخص الثلاثاء، بينما توفي آخر متأثرا بجروح أصيب بها الإثنين.

وقال شهود عيان إن الطريق الدولية التي تربط طرابلس بالحدود السورية، مرورا بمنطقة عكار، ما تزال مقطوعة لأنها مستهدفة من القناصة.

وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن غالبية المقاتلين في مدينة طرابلس خرجوا عن اوامر بعض السياسيين، مؤكدا ان "المقاتلين في طرابلس صاروا يتمردون على الجهات التي كانت تؤمن لهم التغطية السياسية والمالية، وهو ما يزيد في خطورة الأوضاع بالمدينة التي اصبحت الأحداث الأمنية فيها تتحرك على إيقاع ما يحدث في الجارة سوريا.

وأضاف "لا يمكننا أن ندمر طرابلس بالضرب بيد من حديد، والجيش يتصرف بحكمة من أجل ضبط الوضع هناك".

وقال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الثلاثاء إنه "إذا كانت بعض الأطراف السياسية اللبنانية تظن أن باستطاعتها تغيير مجرى الصراع في سوريا من بوابة طرابلس، فإن رهاناتها في غير محلها"، موجها خطابه على ما يبدو لحزب الله واتباعه في لبنان وحلفائه في المنطقة.

وسأل جنبلاط "ما الفائدة من إشعال النار في طرابلس والدخول في عملية تصفية الحسابات السياسية عبر الشحن المذهبي والطائفي وتغذية الغرائز وتأجيج مشاعر التوتر والفتنة؟"، معتبرا أنه "آن الأوان لبعض الساسة في طرابلس وبعض الأطراف الداخلية والخارجية الأخرى الإقلاع عن عملها المتواصل في التسليح والتمويل المنظم لبعض الأحزاب والميليشيات وقادة المحاور".