الرئيسية » رئيسى » الفاعل لايزال مجهولاً ..تحقيقات موسعة فى هجوم موسكو
تقارير ودراسات رئيسى

الفاعل لايزال مجهولاً ..تحقيقات موسعة فى هجوم موسكو

لم يكد يمر أسبوع منذ أن حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فترة ولايته الرئاسية الخامسة، حتى شهدت روسيا المذبحة.وأدى الهجوم المروع على قاعة الحفلات الموسيقية الضخمة ومجمع التسوق بالقرب من موسكو، الجمعة، إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وهذا ليس هو الاستقرار والأمن الذي صوت لصالحه العديد من الروس لصالح بوتين.

ولم تمر 24 ساعة على وقوع الهجوم الدموي في «مركز كروكوس» ، حتى أعلنت الأجهزة الأمنية عن نجاحها في تعقب المنفذين الأربعة، واعتقالهم مع عدد آخر من المشاركين في التخطيط للهجوم.وفتحت النتائج الأولى للتحقيقات، التي جرت سريعاً بالاستناد إلى اعترافات بعض الموقوفين، على تطور خطر للغاية. إذ أكدت تسجيلات سربتها المسؤولة الإعلامية المقربة من الكرملين، مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير شبكة «روسيا سيفودنيا»، أن المنفذين «تلقّوا تعليمات عبر تطبيق (تلغرام) بإطلاق النار عشوائياً وإيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى»، في مقابل حصولهم على مبلغ مالي قدره مليون روبل (12 ألف دولار) تم تحويل نصفه قبل التنفيذ.

وعلى الرغم من أن تنظيم “داعش خراسان” الإرهابي أعلن رسميًا مسئوليته عن هجوم “كوركوس”، وبدا إعلانه منطقيًا بحكم اعتياده طوال العامين الماضيين على مهاجمة بوتين واتهامه بالعمل على اضطهاد المسلمين، وأن عناصر من جمهوريات آسيا الوسطى يقاتلون بصفوفه بغرض الانتقام مما يفعله الروس بعائلاتهم وقراهم. لكن أصابع الاتهام الروسية تشير إلى تورط أوكرانى بالمذبحة

.وبدا أن الأبرز في التسجيلات هو العثور على «أثر أوكراني» في الجريمة المروعة، وهو ما دفع الرئيس فلاديمير بوتين الذي تلقى تقارير أمنية وافية عن اعتقال 11 شخصاً لهم صلات بالعملية، إلى الظهور في رسالة تلفزيونية موجهة إلى الروس قال فيها إنه «تم العثور على جميع الجناة الأربعة المنفذين المباشرين للهجوم الإرهابي، أولئك الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس، وتم اعتقالهم»، مضيفاً أنهم «حاولوا الاختباء متجهين نحو أوكرانيا، وتشير المعطيات الأولية إلى أنه تم إعداد منفذ لهم من الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة». وأضاف أن الأجهزة الأمنية «تعمل الآن على تحديد وكشف قاعدة المتواطئين مع الإرهابيين، من أولئك الذين زودوهم بوسائل النقل، وأعدوا طرق الهروب من مكان الجريمة، والمآوي المجهزة ومخابئ الأسلحة والذخيرة».
وتوعد بوتين «جميع منفذي هذه الجريمة ومنظميها ومدبريها» بأنهم سوف ينالون العقاب العادل والحتمي، وقال: «سنحدد ونعاقب كل من يقف وراء الإرهابيين، من أعد هذا العمل الوحشي، هذا الهجوم على روسيا وعلى شعبنا».

الواقع يؤكد أن “داعش خراسان” ليس بالقوة الكافية للقيام بمثل هذه العملية، وأنه يركز أنشطته وعملياته الإجرامية على أفغانستان حيث يتمركز، وأن ما يشغله توسيع نطاق تواجده وانتشاره بين الأفغان على أمل كسر شوكة ألد أعداء التنظيم، متمثلا في حركة “طالبان” التي مكنتها واشنطن من الوصول إلي سدة الحكم عقب سحبها قواتها من الأراضي الأفغانية.
وقد يكون تبني “داعش خراسان” الزائف لعملية “كوركوس”محاولة دعائية من جهتها لكسب مزيد من المتعاطفين والمقاتلين الذين سيبهرهم قدرتها على توجيه ضربة موجعة مثل هذه للدب الروسي، وبالتأكيد فإن الكثير من محبي ومدمني المغامرة سيجدون في التنظيم خير وسيلة لتحقيق أحلامهم وخيالاتهم في الترحال وحمل السلاح بزعم نصرة الدين والمستضعفين من المسلمين ببقاع الأرض.

ومع أن الفاعل لايزال بالفعل محهولاً بيد أن الفترة القادمة ستكون حبلى بسيناريوهات عديدة بشأن كيفية رد بوتين على هجوم “كوركوس” وكشف المتورطين الحقيقيين خلفه، وهو ما ينجم عنه احتكاكات تفجر حربًا عالمية سوف تتسبب في كوارث وفواجع لا حدود لها، لذلك فإن البحث عن المستفيدين كفيل بوضع يدنا على الفاعل الحقيقي وليس المزيف لجريمة “كوركوس” الفظيعة.