قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس الاثنين إن قمة التضامن الإسلامي التي ستعقد اليوم الثلاثاء تهدف إلى توحيد صفوف المسلمين لمواجهة الفتن الطائفية والمذهبية التي تهددهم والتصدي لمخاطرها المتمثلة بالتطرف والتعصب والتحريض والعنف.
وعقد وزراء الخارجية في الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعهم التحضيري للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي وذلك في قصر المؤتمرات بجدة برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز.
وقال الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير عبد العزيز في الاجتماع، إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سيبحث اليوم مع القادة المسلمين اقتراح الحلول التي تمكنها من "الوقوف صفاً واحداً في محاربة الفتن الطائفية والمذهبية والعمل على تكريس احترام بعضنا البعض دولاً وشعوباً وطوائف".
وأشار إلى أن "الواقع الذي تعيشه أمتنا الإسلامية ليس بخاف عليكم، حيث استشرت الفتن وبات التشتت و الانشقاق والانقسام والتنافر يهدد كيان أمتنا الإسلامية ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر فيما بين المسلمين أنفسهم بل وأصبح هذا العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين ".
وأضاف أن "هذا الواقع المرير في حد ذاته لا ينعكس فحسب على أمن واستقرار أمتنا الإسلامية وشعوبنا بل ويفتح أيضا المجال لإضعاف أمتنا الإسلامية ويعطي مبررا للتدخل في شؤونها ".
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق جاءت دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لعقد القمة الاستثنائية وذلك "للوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها بما في ذلك التطرف والتعصب والتحريض والعنف والخروج عن إجماع الأمة بتبني منهج مخالف لما جاءت به عقيدتنا السمحة انطلاقاً من الحرص على مبادئ ديننا الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية".
وشدد على الحاجة لاستعادة الأمة الإسلامية تضامنها والوقوف صفاً واحداً أمام هذه التحديات التي تعترض مسيرتنا، لافتاً إلى أنه ومن هذا المنظور فإن الموضوع الرئيس المطروح على جدول أعمال القمة الإسلامية اليوم في مكة هو "تعزيز التضامن الإسلامي الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على حل كل القضايا التي تعيق مسيرة العمل الإسلامي المشترك".
من جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي إن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة جداً في تاريخه تتطلب معالجتها قدراً عالياً من الحكمة والروية وإلى جهود مكثفة لوقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود .
وأضاف أن القمة تهدف إلى "اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وإعادة اللحمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي باتت تهددنا جميعا".
وأضاف أن "خطورة ما يجري في هذه الأوقات على مستوى العالم الإسلامي يملي علينا أن نوحد جهودنا لتمتين أواصر التضامن والتعاون الحقيقيين وتجنب بواعث النزعات وإهدار الإمكانات واستنزاف القدرات".
وأعرب عن التفاؤل بأن تساهم القمة في "وقف تيار الخلافات والشقاق والالتفاف حول ما يجمع الأمة الإسلامية والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية".
وأشار إحسان أوغلي إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي أول من بادر إلى دعوة القيادة السورية للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح التي عبر عنها سلمية وعفوية، مؤكدا موقف المنظمة المتمسك بالحفاظ على أمن واستقرار ووحدة سوريا وضرورة وقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف المدنيين .
وعبر عن أسفه أن سوريا باتت تعيش مأساة حرب طاحنة تم التحذير منها مراراً وتكراراً، واصفاً ذلك بأنه "نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة ".
وأعرب عن القلق لما تكابده مدينة من "تطورات بالغة الخطورة وغير مسبوقة تستهدف بالدرجة الأولى هويتها الإسلامية والمسجد الأقصى"، مؤكدا أن ذلك الأمر يتطلب إجراءات استثنائية للتصدي للانتهاكات قبل استفحال الأمور.
كما أعرب عن قلقه لما يتعرض له المسلمون في ميانمار من انتهاكات، مؤكدا أن المنظمة تعمل على توقيع اتفاق لتقديم الدعم العاجل للمتضررين.
وافتتح الأمير عبد العزيز جلسة العمل المغلقة للمؤتمر.
وكان الديوان الملكي السعودي أعلن السبت عن نجاح عملية "بسيطة" أجراها الأمير الفيصل إثر تعرضه لوعكة صحية ناجمة عن مشاكل معوية، مؤكداً ان حالة الامير الصحية مستقرة.
اضف تعليق