على الرغم من أنه كان ممنوعاً على المصريين على مدى العقود الماضية الاقتراب من القصر الرئاسي القائم في ضاحية مصر الجديدة، فضلاً عن غيرها من القصور والاستراحات الرئاسية بأنحاء البلاد، إلا أنه بعد ثورة 25 يناير، وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وتولي رئيس جديد للبلاد، أصبحت هذه القصور من السهولة بمكان للمصريين الوقوف أمامها، بل والتظاهر قبالتها .
هذا ما يمكن وصفه أمام قصر الاتحادية، إذ يقوم عدد من المصريين بالتظاهر أمام القصر لعرض مطالبهم أمام الرئيس د . محمد مرسي للبت فيها في لفتة تعد هي الأولى من نوعها بأن يتظاهر المصريون أمام الدار الرئاسية، الأمر الذي كان من تداعياته تجاوز بعض الفضوليين إلى الصعود فوق بوابة القصر لاختلاس نظرة على ما بداخله، فيما تجاوز غيرهم بإلقاء الحجارة إلى داخل القصر.
وفي إطار توجيهات الرئيس، فإنه يمنع على الحرس الجمهوري التعامل مع المتظاهرين أو تعنيفهم، خاصة أنه كان واحداً من بين المتظاهرين بل وثائراً على نحو ذهابه إلى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي.
وحتى يوم أمس، كان الحرس الجمهوري لا يزال ملتزماً بضبط النفس في تعامله مع المتظاهرين، بل يقوم افراده بتنفيذ مطالب الرئيس بالخروج إلى المتظاهرين للاستماع إلى مطالبهم، وفي أحيان أخرى يشدد المتظاهرون على ضرورة أن يلتقوا بالرئيس لعرض مشكلاتهم عليه، الأمر الذي يجد صداه الإيجابي لديه، عندما يوافق على مقابلتهم، على نحو ما قام به أمس من مقابلة عدد من المتظاهرين.
غير أن أكثر ما يزعج الحرس على ما يبدو هو حالة السكوت التي كانت تلف محيط القصر من قبل، وحتى أثناء حكم الرئيس السابق، ليصبح محيطه اليوم حاملاً لشعارات وهتافات وأحياناً تجاوزات، غير أن الأمر قد يبلغ مداه في حال استمرار مثل هذه المظاهرات في ظل الزيارات الدبلوماسية المنتظر أن يشهدها القصر خلال الفترة المقبلة، على أثر استقبال القصر لمسؤولين عرب وأجانب.
أجواء التظاهرات هذه، وإن كانت مستمدة من السيولة الثورية التي تشهدها مصر منذ ثورة 25 يناير، تعيد إلى الأذهان تلك التظاهرات التي اندلعت بعد تنحي مبارك، والتي يعترض فيها أصحابها على أوضاعهم الوظيفية أو الاقتصادية، للدرجة التي جعلت رئيس الحكومة كمال الجنزوري لا يعقد اجتماع وزرائه داخل مجلس الوزراء بوسط القاهرة، نتيجة للاعتصامات والتظاهرات التي كان يشهدها محيطه لعدة شهور.
لذلك، يرى مراقبون خطورة في استمرار مثل هذه التظاهرات قبالة القصر الرئاسي، من دون الإسراع في التعامل مع طلبات أصحابها، حتى لا تتجاوز تداعياتها إلى ما لا تحمد عقباه، غير أن رهان البعض الآخر أن يسود أصحاب المظاهرات تشبعا فينصرفوا عن محيط القصر الرئاسي إلى غيره لحين الاستجابة لمطالبهم.









اضف تعليق