أفاد المركز الإعلامي السوري اليوم الخميس، أن الأطباء في القصير بريف حمص وجهوا نداء استغاثة بضرورة إخلاء الجرحى من المدينة المحاصرة، وأشار المركز إلى أن مادة الأوكسجين الضرورية نفدت من المستشفيات. و قد تفاقمت حدة الاستقطاب الطائفي في معارك سوريا أمس، مع إرسال حزب الله اللبناني وقوات الحرس الجمهوري تعزيزات الى مدينة القصير بريف حمص، في وقتٍ أطلق الثوار صاروخ "غراد" على حي عكرمة العلوي في حمص أوقع أربعة قتلى، بالتوازي مع تهديد "لواء التوحيد" بنقل المعركة إلى لبنان رداً على مشاركة الحزب في القصير، وطلبه من المقاتلين في مدينة حلب بمهاجمة قريتي نبّل والزهراء الشيعيتين في ريف المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن النظام السوري زج بقوات المهام الخاصة المدربة على خوض حرب الشوارع "الحرس الجمهوري" إلى ريف حمص، استعداداً لعملية واسعة النطاق إلى جانب ميليشيات حزب الله، للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأشار الى ان "الاستعدادات تظهر أنهم يحضرون عملية على نطاق واسع". وأفاد المرصد عن "تعرض القصير إلى قصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما لا يقل عن خمس غارات جوية"، موضحاً أن الغارات "تركزت على شمال المدينة وغربها"، حيث يتحصن المقاتلون المعارضون. وأردف: "على الرغم من القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة"، لافتاً إلى ان "مقاتلين لبنانيين سنة يشاركون في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة السورية"، حيث اعتبر أن ما يجري في المدينة "يأخذ طابعا مذهبيا أكثر فأكثر".
وتحتدم المعارك على الأرض في سوريا خصوصا عند مدينة القصير التي يحاول جيش النظام السوري بمساعدة قوات حزب الله السيطرة عليها، مستنفرين عدد قوات ضخما وسط غارات جوية مكثفة. وتشكل مدينة القصير نقطة استراتيجية في وسط سوريا لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وأحد آخر معاقل الجيش الحر في حمص!
و نفوذ حزب الله ينبسط حالياً, بحسب الجيش الحر, خصوصاً على قرى غرب نهر العاصي، ومنها: زيتا، والحاويك، والحمام، وتل النبي مندو، وعين التنور للمياه، ومصفاة المياه في حماة التي تغذي مدن القصير وحمص وحماة ومحيطها، إضافة إلى سيطرتهم على محطة كهرباء حماة. هذا ويشارك الحزب في معارك طاحنة في مناطق أخرى في القصير لم يتم حسمها بعد لأي من الطرفين المتقاتلين ومنها حاجز الغيضة سابقاً، وحاج
ميدانياً أيضاً، ذكر المرصد أن "اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مدينة النبك (في محيط دمشق) بين الكتائب الثائرة ورتل من القوات النظامية، مدعوماً بالدبابات والعربات المدرعات والجنود، كان متوجهاً إلى مدينة القصير".
كما افاد المرصد عن "مقتل أربعة سوريين اثر قصف بصواريخ غراد على حي عكرمة في حمص الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية"، موضحاً أنها "المرة الاولى التي يستهدف الحي بصواريخ من هذا النوع، وأن الضحايا هم طفل وثلاثة طلاب جامعيين".
وبالتوازي، هدد "لواء التوحيد" بنقل المعركة إلى لبنان رداً على مشاركة حزب الله في القصير، وطلب من المقاتلين في حلب مهاجمة قريتي نبّل والزهراء الشيعيتين في سوريا. وقال قائد "لواء التوحيد"، وما يعرف بـ"المجلس العسكري الثوري"، العقيد عبد الجبار العكيدي في تسجيل مصور إنه "رداً على تورّط حزب الله بدماء أهلنا المحاصرين بالقصير واحتلال أراضينا، سنقوم نحن قوات المجلس الثوري العسكري في محافظة حلب، متمثلة بأبطال لواء التوحيد وبمشاركة ثوار القلمون والقصير، باستهداف مقرات الحزب وشبيحته أينما وجدت على الأراضي اللبنانية والسورية".
كما وجه الأوامر إلى "كافة الثوار في سوريا بضرب عصابات وشبيحة حزب الله في كافة القرى الشيعية، وأخص بذلك ثوار حلب الأبطال بدكّ معاقله في بلدتي نبّل والزهراء، رداً على اعتداءاته الوحشية المتكررة على شعبنا وأهلنا".
ويتحدث رئيس النظام السوري بشار الأسد في التاسعة من مساء اليوم الخميس إلى قناة "المنار" التابعة لحزب الله في حوار يبث ً بالتزامن على القنوات السورية الفضائية. ويعود آخر ظهور للاسد على الإعلام الى 17 أبريل الماضي، حين أدلى بحديث الى قناة "الإخبارية" السورية.
و أكد بشار في المفابلة أن "سوريا وحزب الله في محور واحد"، مضيفاً أن هناك "مجموعات من مقاتلي الحزب في مناطق حدودية مع لبنان، لكن الجيش السوري هو من يقاتل ويدير المعارك في وجه المجموعات المسلحة، وسيستمر في هذه المعركة حتى القضاء على من سمّاهم الإرهابيين". وأعلن الأسد أن الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة على الأرض في مواجهة المسلحين و إن موازين القوى العسكرية انقلبت تماماً لمصلحة الجيش.
وأدان الأسد أدوار تركيا والسعودية وقطر في دعم المجموعات المسلحة وتمويلها، وتحدث عن وجود نحو 100 ألف مسلح من جنسيات عربية وأجنبية دخلوا إلى سوريا بدعم من هذه الدول.
وأكد الأسد القرار المبدئي بالمشاركة في لقاء جنيف 2، منتقداً قيادات المعارضة في الخارج، لكنه لم يظهر قناعته بخروج الاجتماع بنتائج مهمة.
وفي الموضوع الإسرائيلي، أكد الأسد أن "الجيش السوري سيرد فوراً على أي اعتداء إسرائيلي جديد على الأراضي السورية"، موضحاً أن "الحكومة السورية لن تقف في وجه أي مجموعات سورية تريد شنّ حرب مقاومة لتحرير الجولان".
وكشف الأسد أن "سوريا حصلت على دفعة أولى من صواريخ أس 300 الروسية المضادة للطائرات"، مشيراً إلى أن "بقية الحمولة ستصل قريباً".
من ناحية ثانية ، رفع الرئيس السوري بشار الأسد، بدل الخدمة العسكرية إلى 15 ألف دولار أميركي، بعد أن كان البدل النقدي للمقيمين خارج البلاد لمدة لا تقل عن 5 سنوات، 5آلاف دولار.
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام اليوم الخميس، أن الأسد أصدر مرسوما تشريعيا نص على تعديل المادة 13 من المرسوم التشريعي رقم 30، بحيث ارتفعت قيم البدل النقدي من المكلف المقيم خارج الأراضي السورية في دول عربية أو أجنبية، من 5 آلاف إلى 15 ألف دولار، لمن كانت إقامتهم دائمة لمدة لا تقل عن 5 سنوات، و500 دولار لمن ولد في دولة عربية أو أجنبية، وأقام فيها أو بغيرها إقامة دائمة ومستمرة حتى دخوله سن التكليف.
وكان الأسد أصدر قبل عامين مرسوما، نص على تخفيض رسم البدل النقدي للمكلفين المقيمين خارج سورية، لمن كانت إقامتهم دائمة لا تقل عن 4 سنوات، إلى 5 آلاف دولار، بعد أن كانت 6500 دولار للمقيمين 5 سنوات.
اضف تعليق