أكد رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية غسان هيتو أنه سيشكل حكومته في غضون ثلاثة أسابيع على أن يعمل جميع وزراء هذه الحكومة في الداخل السوري.
وقال هيتو "سأقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف الوطني حكومة خلال أسبوعين أو ثلاثة مع برنامج كامل لهذه الحكومة".
وأضاف "ستكون حكومة مصغرة مؤلفة مما بين 10 و12 وزيرا وستعمل في الداخل، اي ان كل الوزراء سيباشرون مهامهم في الداخل، ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج".
واتى اختيار هيتو، وفي المرحلة المقبلة تشكيل الحكومة، تلبية لشرط وضعه وزراء خارجية الدول العربية بتشكيل هيئة تنفيذية للمعارضة من اجل منحها مقعد دمشق.
وردا على مطالبة معارضين سوريين بارزين باعادة النظر بمشروع الحكومة، قال هيتو "انا منتخب من الائتلاف الوطني السوري من اجل تكوين الحكومة فكيف يمكن ان يتم التخلي عن الحكومة".
وكانت الجامعة العربية منحت المعارضة السورية الثلاثاء في قمتها في الدوحة جميع مقاعد دمشق في الجامعة ومنظماتها.
واعتبرت دمشق أمس الأربعاء ان جامعة الدول العربية باتت "طرفا" في الازمة السورية، وذلك ردا على قرار الجامعة الذي انتقدته ايضا موسكو وطهران حليفتا نظام الرئيس بشار الاسد.
واعتبرت الحكومة السورية ان القرار وضع حدا نهائيا "لاي دور ممكن للجامعة العربية في حل الازمة في سوريا بالطرق السياسية ويجعلها طرفا في الازمة وليس طرفا في الحل".
وحذرت دمشق من ان الدول "التي تلعب بالنار" من خلال دعم "الارهابيين"، لن تكون في منأى "عن امتداد هذا الحريق لبلدانها"، معتبرة ان القمة شجعت "نهج ممارسة العنف والتطرف والارهاب" الذي ترى فيه خطرا "على الامة العربية وعلى العالم بأسره".
ويتهم النظام دولا ابرزها قطر والسعودية وتركيا، بدعم مقاتلي المعارضة الذين تعتبرهم "ارهابيين".
وفي ما عدته عملا "غير مسؤول"، اعتبرت دمشق ان القمة منحت المقعد "لطرف غير شرعي" ورفعت علما "غير العلم السوري الوطني"، معتبرة الامر "سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة".
وعلى خط مواز، قالت موسكو الحليفة الدولية الابرز للنظام، ان قرار الجامعة "غير مشروع وغير مبرر" لان الحكومة السورية "كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الامم المتحدة"، وذلك في بيان للخارجية الروسية.
واعتبرت طهران ان منح المقعد "الى ما يسمى الحكومة المؤقتة" للمعارضة، هو "سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية"، بحسب تصريحات لوزير الخارجية علي اكبر صالحي.
وتأتي هذه المواقف غداة قرار القمة العربية في الدوحة، منح مقعد سوريا في الجامعة والمنظمات التابعة لها، الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، مع تأكيد حق الدول العربية في تسليح المقاتلين المعارضين.
والاربعاء، قال رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب خلال افتتاحه السفارة الاولى للائتلاف في الدوحة، ان "هناك ارادة دولية بالا تنتصر الثورة، لكن الشعب الذي تحدى الظلم والطاغوت سيتابع طريقه".
واكد انه "تفاجأ" من الرد الاميركي الرافض طلبه نشر صواريخ باتريوت في شمال سوريا، وذلك "من اجل حماية المدنيين لا من اجل الثورة".
وكان البيت الابيض اعلن الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية الشمال السوري، وهو طلب كشفه الخطيب خلال القمة العربية.
وقال الامين العام للحلف اندريس فوغ راسموسن أمس الاربعاء ان "لا خطط (لدى الحلف) لتغيير هدف تغطية صواريخ باتريوت المنشورة" حاليا في تركيا، والتي وضعت بناء لطلب انقرة بعد تكرار سقوط القذائف مصدرها سوريا في الاراضي التركية.
من جهته، قال رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة غسان هيتو لوكالة فرانس برس انه سيشكل حكومته في غضون ثلاثة اسابيع، على ان يعمل جميع وزرائها في الداخل السوري.
واشار هيتو الى انه سيقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف "حكومة خلال اسبوعين او ثلاثة مع برنامج كامل" لها، موضحا انها ستكون "حكومة مصغرة مؤلفة مما بين 10 و12 وزيرا وستعمل في الداخل (…) ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج".
وانتخب هيتو الثلاثاء الماضي رئيسا لحكومة موقتة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في داخل سوريا، لا سيما في شمال البلاد وشرقها.
في دوربان بجنوب افريقيا، قال قادة الدول الناشئة في مجموعة بريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) ""نعبر عن قلقنا العميق ازاء تدهور الوضع الامني والانساني في سوريا كما ندين تزايد انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية الدولية فيما العنف مستمر"، وذلك في البيان الختامي لقمتهم السنوية الخامسة.
وكان الرئيس الاسد طلب في رسالة الى قادة هذه المجموعة التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، العمل "من اجل وقف فوري للعنف في سوريا"، بهدف نجاح الحل السياسي "الذي يتطلب ارادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الارهاب ووقف تمويله وتسليحه".
ودعا الاسد المجموعة "لبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري" جراء العقوبات "التي تؤثر مباشرة على حياة مواطنينا في احتياجاتهم الضرورية اليومية".
وفرضت دول غربية ابرزها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، عقوبات اقتصادية على النظام السوري الذي واجه بالقمع الاحتجاجات ضد منذ اندلاعها منتصف آذار/مارس 2011.
والتقى الاسد أمس الأربعاء اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ مضمون برنامج "الحل السياسي" الذي طرحه في خطاب مباشر في كانون الثاني/يناير الماضي، ويشمل دعوة الحكومة الحالية الى حوار ينبثق عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية قصفت حي القابون الواقع الى اقصى الشمال الشرقي من العاصمة.
وبعد الظهر، افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاطراف الشرقية والجنوبية للعاصمة تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
وكان المرصد افاد صباحا عن انفجار عبوة ناسفة في سيارة في حي باب مصلى (وسط) دون وقوع ضحايا. وتشهد مناطق في قلب دمشق تزايدا في اعمال العنف في الفترة الاخيرة، لا سيما عبر تفجيرات او سقوط قذائف هاون.
وفي محيط دمشق، نفذ الطيران غارتين على اطراف بلدة عربين ومناطق في الغوطة الشرقية للعاصمة، تزامنا مع اشتباكات، بينما قتل ستة اشخاص بينهم طفلان جراء قصف براجمات الصواريخ طاول بلدة القيسا في ريف دمشق.
وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، سيطر مقاتلون معارضون على ثلاث سرايا تابعة للقوات النظامية بالقرب من بلدة بئر عجم الواقعة على حدود المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها.
وحقق مقاتلو المعارضة في الايام الاخيرة تقدما مهما في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم بين محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين، من الحدود الاردنية الى الجزء السوري من الجولان.
اضف تعليق