أسقط مقاتلو المعارضة السورية، أمس، طائرة حربية تابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، كانت تشارك في قصف على بلدات في حلب.
وكان المقاتلون المعارضون نجحوا قبل ذلك في قطع، الطريق على تعزيزات للقوات النظامية السورية، كانت متجهة الى معرة النعمان الاستراتيجية في إدلب الواقعة تحت سيطرتهم، رغم القصف العنيف الذي كان يشنه الطيران الحربي السوري على المدينة، التي تحولت معقلا للمعارضين المسلحين منذ أسبوع.
في الأثناء، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والأمنية ضد مناطق عدة في محافظات مختلفة، لا سيما حلب ودرعا وحمص ودمشق، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى غداة مقتل نحو 170 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعلن في حصيلة جديدة أن أكثر من 33 ألف شخص قتلوا في خلال النزاع السوري المستمر منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
1000 قتيل في 5 أيام
وقال المرصد في حصيلته، التي جمعها من مصادر طبية وحقوقية، أن قتلى الثورة السورية "هم 23 ألفاً و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا، وثمانية آلاف و211 من القوات النظامية".
وتشمل حصيلة المدنيين أولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين.
ولفت المرصد الى أن قرابة ألف شخص قتلوا في الأيام الخمسة الأخيرة، معتبرا أن "ما يجري حاليا في سوريا هو حرب رسمية". وأوضح أن عدد الضحايا "قد يكون مضاعفا" في حال إجراء تحقيق جدي بعد انتهاء النزاع.
ولا تشمل الحصيلة المئات من الجثث المجهولة الهوية، أو "الشبيحة" من الميليشيات الموالية للنظام، او العدد الكبير من المفقودين، الذين لا يعرف مصيرهم.
وقال المرصد ان المعدل اليومي للقتلى في أكتوبر بلغ 189 شخصا.
معرة النعمان
ميدانياً، أوقف المقاتلون المعارضون رتلا عسكريا من نحو 40 آلية، بينها عشر دبابات وعربات مدرعة وشاحنات صغيرة مزودة برشاشات وباصات لنقل الجنود، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب معرة النعمان بمحاذاة بلدة حيش.
وكان الرتل انطلق من حماة قبل ثلاثة أيام.
وافاد المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت في حيش، بعدما استشهد فيها ليل الجمعة 12 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة.
ويحاول المقاتلون اعتراض تعزيزات القوات النظامية، التي تتقدم ببطء الى حواجزها في معرة النعمان، التي كان المقاتلون المعارضون سيطروا عليها الثلاثاء الماضي، باستثناء حاجز واحد على مدخلها ما زال تحت سيطرة القوات النظامية.
وتحاول القوات النظامية بدورها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية، التي تشكل معبرا الزاميا على خط امداد هذه القوات في حلب (شمال).
وكان المقاتلون المعارضون قد سيطروا (الجمعة) على نحو خمسة كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب معرة النعمان.
خسائر فادحة للنظام
من جهة ثانية، أصيب 22 مقاتلا معارضا بجروح جراء استهدافهم بقصف من الطيران الحربي لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف الأكبر في معرة النعمان والمحاصر منذ أيام.
كما لجأت القوات النظامية الى الطيران الحربي والمدفعية في قصف المدينة والمناطق المحيطة بها، لا سيما خان شيخون وحيش وسرمين، علما أن المناطق المحيطة بمعرة النعمان تشهد "حالات نزوح جماعي للأهالي الى مناطق أكثر أمنا إثر اشتباكات استمرت على مدار أيام رافقها قصف عنيف".
وأفاد مراسلون أن القصف الجوي أدى الى تدمير ثلاثة منازل بشكل كامل، وقالوا إن القذائف المدفعية تسقط بوتيرة دورية على المدينة، لا سيما في محيط المستشفى الميداني، الذي أقيم في الطبقة السفلية لإحدى المدارس المهنية.
ويرى محللون أن الجيش السوري النظامي يتعرض لخسائر فادحة في شمال البلاد، رغم كثافة قوته النارية في مواجهة المجموعات المعارضة الاقل تسليحا، وذلك بسبب تصعيد المقاتلين المعارضين هجماتهم وامتداد الجبهة على محاور عديدة.
اشتباكات وقصف
في الأثناء، استمرت المعارك العنيفة في حلب، وتعرضت أحياء عدة لقصف جوي وبري، لا سيما الشعار وحلب القديمة.
كذلك، تعرض حي الخالدية في حمص للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية رافقته اصوات انفجارات هزت أرجاء الحي المحاصر. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص للقصف، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي باب هود وباب التركمان.
وتسعى القوات النظامية الى السيطرة على أحياء في حمص المحاصرة منذ أشهر عديدة، والتي تعد معقلا للمقاتلين المعارضين.
وفي درعا، تعرضت بلدة معربة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، وتخوض اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في محيطها، بينما يعاني الكادر الطبي من نقص كبير في الأدوية والمعدات الجراحية ولوازم معالجة الجرحى المهددة حياتهم بالموت.
انفجار في دمشق
في دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية وقوع انفجارات ضخمة في معظم الأحياء العاصمة.
وذكرت وكالة الانباء السورية ان انفجارا وقع في معمل لتصنيع العبوات الناسفة، كانت تستخدمه مجموعات مسلحة في قبو بناء سكني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
اضف تعليق