وجه المرجع الديني العراقي في كربلاء علي السيستاني رسالة إلى جميع المقاتلين من القوات الأمنية والحشد الشعبي المشاركين في المعركة، طالب فيها بضرورة الالتزام بتعليماته وتوجيهاته خلال عمليات تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما اعتبره أهالي العشائر في المدينة وبعض السياسيين بمثابة الاعتراف بانتهاكات المليشيات.
ودعا السيستاني، عناصر مليشيا الحشد الشعبي المتواجدين للقتال في مدينة الفلوجة إلى الالتزام بالتوجيهات والتعليمات، وحذرهم من الغلو والغدر والتمثيل بالجثث.
وجاء هذا التوجيه على لسان ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي أكد على ضرورة الالتزام بآداب الجهاد قائلا إن “للجهاد آداب عامة لابد من مراعاتها حتى مع غير المسلمين”.
ودعا الكربلائي المقاتلين إلى التعامل العدو وفق الخطط العسكرية الموضوعة وعدم الخروج عن السياقات التي وضعتها المرجعية ، مبينا أن القتال يتطلب الالتزام بقواعد المعركة.
وأثارت رسالة السيستاني حفيظة بعض أعضاء تحالف القوى العراقية الذين اعتبروا أن هذه البادرة التي قام بها المرجع الديني العراقي وكسره حاجز الصمت جاءت بسبب وعيه كما بقية مختلف القوى في البلاد بحجم الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحشد الشعبي في مدينة الفلوجة والتي لا تتوانى على قصف عشرات الآلاف من المدنيين بالصواريخ منذ بداية الإعلان عن بداية المعارك في المدينة على حد تعبيرهم.
وكانت العشائر التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قد عبرت أمس الثلاثاء عن رفضها اشتراك قوات الحشد الشعبي في معارك تحرير الفلوجة معتبرة أن النوايا الانتقامية التي روج لها قادة المليشيات ظهرت منذ الأيام الأولى للمعارك.
وكان مجلس محافظة الأنبار قد دعا أمس الثلاثاء الحكومة العراقية إلى سحب مليشيا الحشد الشعبي من محاور القتال في الفلوجة، مطالبا المرجعية الدينية في النجف بمحاسبة العناصر الذين قاموا ببث الفتن من خلال بعض الكتابات والكلام.
وأكدت مصادر قبلية في المدينة الأربعاء مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين بقصف لمليشيات الحشد الشعبي على مخيم أنشأته الأسر الفارة من مدينة الفلوجة، في ملعب شعبي بمنطقة العجاربية غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الاثنين بدء عملية تحرير مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار من تنظيم الدولة الإسلامية مؤكدا أن المدينة ستعود إلى أهاليها ويرتفع العلم العراقي فوقها.
يذكر أن مدينة الفلوجة سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ نهاية عام 2013، بعد انسحاب القوات الأمنية منها، فيما فرض التنظيم الإرهابي الإقامة الجبرية على أهالي المدينة ومنع خروجهم منها واستخدمهم كدروع بشرية.
اضف تعليق