الرئيسية » أرشيف » انفجارات تهز دمشق.. والصليب الأحمر "مصدوم" من الدمار الهائل
أرشيف

انفجارات تهز دمشق.. والصليب الأحمر "مصدوم" من الدمار الهائل

هزت دمشق ثلاثة انفجارات، أمس، بينما أفيد عن سقوط أكثر من 100 قتيل (حتى لحظة إعداد هذا التقرير) نتيجة مواصلة قوات الرئيس بشار الأسد حملاتها العسكرية والأمنية ضد محافظات عدة، منها دمشق وضواحيها، حيث تواصلت المعارك بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة لليوم الرابع على التوالي وسط قصف جوي وبري ألحق دمار هائلا بالبنى التحتية للمنطقة، وصفها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر موريس مورير بـ"الهائل والصادم"، في حين اعتبرت سوريا ان تصريحات الرئيس المصري "قضت" على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية لحل النزاع السوري، ووضعت مصر خارج دائرة المشاركة في اي مبادرات محتملة.

يأتي ذلك، غداة مقتل 153 شخصا، بينهم 83 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي وقت خرج آلاف السوريين في تظاهرات تحت شعار "حمص المحاصرة تناديكم"، دعت إليها المعارضة، تضامنا مع المدينة المنكوبة والمحاصرة منذ أشهر.

ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.

وأعلن التلفزيون السوري أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب بين القصر العدلي ووزارة الإعلام في حي المزة في دمشق، من دون تفاصيل إضافية، مكتفيا بالإشارة الى أن الانفجار أسفر عن أضرار مادية بالسيارات الموجودة بالمكان.

وكان التلفزيون أفاد في وقت سابق عن انفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من جامع "الركنية" في حي ركن الدين، لدى خروج مصلين. وقال التلفزيون إن ستة بين مدنيين وعناصر حفظ النظام قتلوا في هذا التفجير وجرح آخرون. كما أفاد بانفجار ثالث وقع على طريق المطار القديم.

في الأثناء، كانت مناطق عدة في دمشق وضواحيها وريفها تشهد "اشتباكات عنيفة" تحولت الى حرب شوارع حقيقية بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما اعتقلت قوات الأمن عشرات الشبان من أبناء المنطقة.

وكانت تلك المعارك على أوجها في منطقة القزاز، بينما اقتحم "مئات الجنود" ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق، وذلك بعد القصف والاشتباكات التي شهدتها البلدة الخميس.

وتقع بلدة ببيلا على أطراف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في دمشق مثل حي التضامن، وهي منطقة تشهد عمليات عسكرية كبيرة الى جانب أحياء التضامن ومخيم اليرموك والقدم.

وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في منطقة دوما، بينما عثر على جثامين 16 شخصا في حرستا ودير العصافير، واصيب ثمانية اشخاص بجروح اثر قصف تعرضت له مدينة الزبداني.

وعبّر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن صدمته بالدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية السورية في مناطق زارها في دمشق وريفها، لافتاً الى أن الوضع هناك يزيد تدهورا بسرعة.

وقال مورير، فور عودته من سوريا منهيا زيارة استمرت 3 أيام، "صدمت بالدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل في عدة مناطق زرتها في المعضمية والقابون وحرستا.. زرت عددا من المراكز الطبيّة في ريف دمشق وروّعت بالوضع هناك. إن عمّال الصحة يواجهون صعوبات جمّة في أداء مهامهم".

وطالت الحملات العسكرية وأعمال العنف مدينة البوكمال في دير الزور، ومدن وبلدات في إدلب، وكذلك حمص ودرعا، بينما شهدت حلب وريفها قتالا عنيفا بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي كثفت من عمليات قصفها الجوي والبري.

وفي تطور أمني جديد، قتل حوالى عشرة أشخاص بعد سقوط قذائف هاون للمرة الأولى على حي تقطنه أغلبية كردية في حلب أطلقتها القوات النظامية . والمعروف أن لا الجيش ولا المسلحين المعارضين يتواجدون في هذا الحي الذي لم تصل اليه أعمال العنف من قبل.

سياسيا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري إن "سوريا تنظر ايجابيا الى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة، واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا".

وأضاف أن مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر "قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة".

واقترح الرئيس المصري محمد مرسي في منتصف اغسطس خلال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة إنشاء لجنة تضم مصر وإيران، إضافة الى السعودية وتركيا اللتين تدعمان المعارضين السوريين.

وأكد المقداد أن الخطابين اللذين ألقاهما مرسي أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع، وشكلا "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية، وهدفا إلى تأجيج العنف فيها، بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري".

وكان مرسي قال الأربعاء إن نظام الأسد "لن يدوم طويلا"، داعيا الدول العربية الى التحرك لايجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا.