حمل رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران حزب الاستقلال، شريكه في الحكم، مسؤولية الأزمة السياسية الحكومية التي تعيشها البلاد منذ ما يقارب الشهر. ومن ناحية أخري جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين التزامه بمساعدة المغرب وجبهة البوليساريو في المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلي حل وفقا لقرارات الأمم المتحدة للنزاع القائم بينهما بشأن الوضع المستقبلي للصحراء الغربية.
وقال عبدالإله بن كيران في اجتماع اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية إن "الأزمة السياسة التي تسبب فيها حزب الاستقلال أربكت صورة المغرب خارجيا "، وأشار أن "التقارير السيئة بدأت تكتب عن المغرب، وأن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته".
وأضاف بن كيران في نفس الاجتماع أن "صندوق النقد الدولي يقول إن وضعيتنا في الإصلاحات مرتبكة"، مضيفا أن الحكومة وعدت بتنفيذ الإصلاحات في الوقت المناسب ويجب مراعاة ظروف البلاد.
وكان عدد من المصادر أشار إلى أن صندوق النقد الدولي يعتزم مراجعة خط ائتماني بقيمة تفوق 6 مليارات دولار تم توقيع اتفاق بشأنه في أغسطس الماضي، فيما قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي إنه "من السابق لأوانه مراجعة الخط الائتماني"، مشيرا إلى أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ إصلاحات تمس صناديق الدعم والتقاعد والنظام الضريبي.
وبعد شهر على قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال القاضي بالانسحاب من الحكومة، لمح بن كيران إلى وجود تغير في موقف حزب الاستقلال من مشاريع الإصلاح خصوصا ما تعلق بصندوق دعم المواد الأساسية المعروف في المغرب بصندوق المقاصة، حيث تنوي الحكومة رفع الدعم عن عدد من المواد الأكثر استهلاكا مقابل تقديم دعم مادي مباشر للأسر الفقيرة.
كما أوضح رئيس الحكومة أن" المغرب تردد طويلا في إصلاح المقاصة وأنا لم أتردد لأن أغلبيتي كلها كانت موافقة مبدئيا على الإصلاح إلا أننا سمعنا كلاما بعد ذلك ويجب أن يوضح الأمر والكل سيتحمل مسؤوليته"، في إشارة إلى معارضة حزب الاستقلال لهذه الاصلاحات بدعوى أنها ستزيد من شعبية الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة.
وشدد بن كيران على أن حكومته حققت إنجازات تتعلق بالزيادة في منح الطلبة ورواتب المتقاعدين وفرض الاقتطاع من أجور المضربين مضيفا أن "المسؤولية تعني الحفاظ على الاستقرار وأن التصرف بصفة رئيس للحكومة ليست نفس التصرف بصفة أمين عام لحزب".
ولمح بن كيران إلى إمكانية فرض زيادات مقبلة حين قال إنه "يمكن أن نتخذ إجراءات مؤلمة ولكنها ضرورية لأن مجيئنا للحكومة كان في إطار الأزمة التي لا يمكن تجاوزها بالابتسامات والزيادات في التقاعد والأجور وخفض الأثمنة"، قبل أن يضيف "أننا اليوم أمام وضعية اقتصادية ومؤشرات تنذر بالصعوبات بالمستقبل والحكومة التي يحتاجها الشعب هي التي تنفذ الإصلاحات وتتحكم في التوازنات الماكرواقتصادية".
وفي استمرار للتراشق الاعلامي بين أكبر حزبين مشكلين للتحالف الحاكم، اتهم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال في لقاء حزب عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، بالتلاعب في التعيينات في المناصب العليا.
وأكد شباط أن الدستور الجديد للمملكة يعطي الحق لرئيس الحكومة بإقالة عدد من الوزراء دفعة واحدة، كما يسمح له الدستور بتعيين أكثر من 1000 شخص في وظائف حساسة، متهما بن كيران بتغييب الكفاءة في هذه التعيينات، وخضوعها لمعايير المحسوبية والحزبية في إشارة إلى اتهامات لحزب العدالة والتنمية بتعيين مقربين منه في مناصب مهمة.
الأمم المتحدة
جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين التزامه بمساعدة المغرب وجبهة البوليساريو في المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلي حل وفقا لقرارات الأمم المتحدة للنزاع القائم بينهما بشأن الوضع المستقبلي للصحراء الغربية.
التقي الأمين العام للأمم المتحدة السيد محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو،وذكر بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية،تدعو الي التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين، بحيث يكفل حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة جبهة البوليساريو علي "أن تبقي منخرطة بشكل بناء مع مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، السيد كريستوفر روس، الذي دعا الطرفين إلى إبداء المرونة وتقديم أفكار خلاقة لإيجاد حل للنزاع". وأثني بان كي مون على التزام جبهة البوليساريو بمواصلة طريق الحوار من أجل ايجاد حل سلمي للنزاع مع المغرب.
وشدد بان كي مون علي استمرار اهتمامه القوي فيما يتعلق بقضايا احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وفي مخيمات اللاجئين،وأعرب عن قلقه ازاء تزايد حالة الإحباط أوساط الشباب في مخيمات اللاجئين قرب تندوف ،وذلك نتيجة عدم التوصل إلى تسوية ونتيجة حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل.
اضف تعليق