تأكيداً لما نشره ” الوطن العربي ” قبل نحو 5 أشهر وتحديداً فى يونيو الماضي , حول خفايا الصراع الفرنسي الإيطالي وتداعياته على الأزمة الليبية , استعرض تقرير نشرته مجلة ” فورين أفيرز ” الأمريكية انعكاسات التنافس المحموم بين البلدين ودروه في تعميق جراح الليبيين
وكان الوطن العربي قد فتح ملف الصراع بين فرنسا وإيطاليا بالساحة الليبية بالتزامن مع مؤتمر باريس وإعلان خارطة الطريق المطروحة والتي نصت على توحيد قوات الأمن التي تضم حاليا مجموعة كبيرة من الفصائل المسلحة، ودمج المؤسسات لتمهيد الطريق لقيام برلمان واحد وبنك مركزي واحد.
وقال الوطن العربي :” الآمال المعلنة لـ”ماكرون” الذي جعل ليبيا إحدى أولويات سياسته الخارجية، وكشفت عنها الرئاسة الفرنسية يعتريها بعض الشكوك و,إذ يشير المراقبون إلى أن باريس لديها مآرب أخرى أبرزها احتكار المشهد السياسي الليبي وتعزيز نفوذها على حساب دول أخرى فاعلة في الملف وفى مقدمتها إيطاليا ,فقد بات التوغل الفرنسي محل قلق وشك من الجانب الإيطالي المنافس”.
نقاط التشابه بين تقرير الوطن العربي ونظيره فى “فورن أفيرز ” تتضح من خلال تركيزهما على أسباب الصراع بين الجانبين وحيثيات روما فى رفض وجود باريس على طاولة الأزمة
وفى حين أشار الوطن العربى إلى أن حيثيات الرفض الإيطالي للوجود الفرنسي داخل الساحة الليبية تستند إلى شعور الأولى أنها صاحبة الحق المطلق في ليبيا لذلك ليس من السهل عليها القبول بمنافس نظراً لاعتبارات تاريخية فلا تزال روما ترى بها منطقة نفوذهم الرئيسية والمستعمرة الأقرب جغرافيا فضلاً عن ، ارتباط أمن روما بنظيره فى طرابلس
ولفت الوطن العربي إلى أن التنافس المحموم بين إيطاليا وفرنسا على ليبيا يدور في فلك أمرين , الأول والأهم هو احتياطات الغاز الضخمة فقد حصدت روما عبر شركاتها الكثير من مغانم القطاع النفطي وبطبيعة الحال لا ترغب في أن تتقاسم معها فرنسا الكعكة الليبية فقد سبق ، وتسعى روما على الأرجح دون استئثار فرنسا بمنطقة “نالوت”، التي تضم مخزونًا ضخمًا من الغاز و لعل رغبة فرنسا في استعادة الحوض كان الدافع الرئيسي وراء تقديم باريس دعمًا عسكريًا لحفتر في معارك بنغازى والذي اتخذ مسار سرياً عند استيلائه على منطقة الهلال النفطي.
وكشف ” الوطن العربي ” أن المحور الثاني للصراع بين باريس و روما يتمثل في ملف اللاجئين حيث تعمل إيطاليا التي تعد أكثر الدول الأوروبية تضررًا من تبعاته على وقف تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط فى حين تضع فرنسا ملف إعاقة الإسلاميين ووقف خطر الإرهاب على رأس أولوياتها ,وبحسب إحصاءات رسمية فقد وصل إلى سواحل إيطاليا منذ عام 2013 نحو 700 ألف مهاجر، من بينهم 7100 من ليبيا حطوا رحالهم في إيطاليا منذ بداية العام الجاري فقط.
قالت ” فورن أفيرز ” : لطالما كانت ليبيا مهمة لروما. وهي مستعمرة إيطالية سابقة ، وهي الآن بلد عبور رئيسي للهجرة الأفريقية إلى أوروبا ومورد رئيسي للنفط الإيطالي والغاز الطبيعي. ازداد اهتمام روما بالبلاد منذ 2014-2015 ، عندما بدأ مئات الآلاف من المهاجرين ، ومعظمهم من أجزاء أخرى من أفريقيا ، في الوصول إلى ليبيا لمحاولة عبور الحدود إلى أوروبا.
وأشارت ” المجلة الأميركية إلى أنه منذ ثورة 2011 ضد معمر القذافي ، غالباً ما كان الليبيون يلومون الجهات الخارجية على مشاكلهم المستمرة.
في كثير من الأحيان ، تم المبالغة في تقدير حجم التدخل واستخدمه كذريعة لتقليل التنازلات الصعبة التي يحتاجها الليبيون أنفسهم للقيام بتحقيق سلام دائم. لكن على مدار العام الماضي ، لعبت كل من فرنسا وإيطاليا دوراً أكثر تدخلاً في السياسة الليبية ، مما أدى إلى تقويض مبادرة السلام التي تقودها الأمم المتحدة بدلاً من دعمها. وقد استحدثت الحكومة الإيطالية الجديدة الشعبية إجراءات مناهضة للهجرة تهدد بإبقاء مئات الآلاف من المهاجرين محاصرين في ليبيا ، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية. في الوقت نفسه ، فإن التنافس الفرنسي-الإيطالي حول الهجرة ، ومستقبل أوروبا ، ومسألة ما إذا كانت باريس أو روما يجب أن تكون الصوت الدولي الرئيسي في الشؤون الليبية ، يضاعف من المشاكل الخطيرة في ليبيا.
وتطرقت ” فون أفيرز ” إلى أن إيطاليا تنظم ,الآن, مؤتمراً دولياً حول ليبيا من 12 إلى 13 نوفمبرو أن روما أمامهاافرصة لمساعدة الأمم المتحدة في تقدم العديد من العناصر الحاسمة في جهودها السلمية ، بما في ذلك تنظيم الانتخابات الوطنية الليبية والتوصل إلى ترتيب أمني دائم. وعلى العكس من ذلك ، إذا استخدمت الحكومة الإيطالية مؤتمرها لتهميش مبعوث الأمم المتحدة الليبي غسان سلامة ، والقتال علنًا مع الفرنسيين ، وتثبيت سياساتها الخاصة بالهجرة ، فإن ذلك سوف يزيد من حالة الارتباك ومن السياسات الفوضوية الليبية.
يمكنكم الاطلاع على تقرير “الوطن العربي” كاملاً عبر الرابط التالي :
اضف تعليق