وسط تضارب أنباء بشأن مصير الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد القصف الإسرائيلى الذى استهدف المبنى الرئيسى للحزب بالعاصمة اللبنانية بيروت، أعلن جيش الاحتلال بشكل رسمي أنه قتل زعيم الحزب.وقال جيش الاحتلال فى بيان له، إنه قتل حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله وأحد مؤسسيه، أمس كما قتل علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله وعدد آخر من القادة في حزب الله”.
وأكد ناطق آخر باسم الجيش، دافيد أبراهام، “القضاء على الأمين العام لحزب الله”.وأورد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للاعلام العربي، ادرعي أفيخاي، على منصة “إكس” أن الجيش قضى على حسن نصر الله، وعلي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة في التنظيم.
من جهة أخرى؛ قال مصدر مقرب من حزب الله، في بيروت، إن”الاتصال بنصر الله فقد منذ مساء أمس الجمعة”.
حسن نصر الله أمين عام الحزب منذ 32 عاماً، . إذ لم يحظ زعيم أوسياسي عربى بمثل ما تمتع به نصر الله من شعبية إبان حرب تموز 2006 تلك المكانة التى استمدها من هالة المقاومة بيد أن سياسات الحزب أفضت إلى إفلاسه جماهيريا وتراجع مصداقيته لدى الشارع العربىو اللبنانى , فالصورة العملاقة وغير المسبوقة من حيث الحجم لأمين عام حزب الله والتى وُضعت على الطريق الذي يصل المطار الدولي بوسط بيروت، ويبدو فيها أكبر من لبنان , تضاءلت كثيراً فى أعين اللبنانيين إذ لم يعد الحزب في نظر الأكثرية الساحقة غير مليشيا طائفية .
لقد تعاطى حزب الله مع طوائف الشعب باعتبارهم مجرد قطع على رقعة شطرنج يجلس عليها لاعب واحد فقط هو نصر الله يحركها كيفما شاء . ولعل مادار فى فى 7 مايو عام 2008 يؤكد صدق تلك الفرضية وذلك عندما قام الحزب “باحتلال” غرب العاصمة بيروت بعد قيام الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات ضد شبكة الاتصالات الخاصة به مهدداً خصومه بالسلا ح من قوى 14 آذار و”تيار المستقبل”، في واحدة من أخطر الأحداث الميدانية عنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية مما أفضى إلى تزعزع ثقة الجماهير به حيث رأت الطوائف الأخرى فى تلك الحادثة إشارة إلى أن حزب الله قد يحتل لبنان بأكملها .
ومع أن سجل نصر الله حافل بوقائع أخرى مماثلة منها خطاب قديم ألقاه حسن نصر الله عام 1988 وسربته مؤخراً قناة العربية، يتحدث فيه عن نية الحزب إقامة دولة إسلامية شيعية في لبنان غير أن الانفضاض الشعبى من حول الحزب تحقق مع قراره بدعم نظام بشار الأسد في سورية، والمشاركة العسكرية في الحرب الأهلية الدائرة بالرغم من الرفض الرسمى ,إذ أضحى صعود الحزب لدى المواطنين مرادفاً صريحاً لـ” سقوط لبنان”ليس بين الطوائف السنية والمسيحية , فحسب بل امتدت حالة الامتعاض من خيارات نصر الله إلى صفوف الشيعة اللبنانيين والذين أبدوا تحفظات بشان سياسات الحزب لاسيما وأنه فشل فى الوفاء بوعود الانتخابات الأخيرة والتى فاز بها ليس لكونه الأكثر شعبية فى لبنان بل لأنه استطاع التخلص من المعارضة وتمكين الحلفاء عن طريق تهديد السلاح.
سقوط هالة المقاومة وبروز الهوية المذهبية انعكس سلبا على جمهور السنة
الثقوب المتزايدة بالغطاء المقدس للحزب ,الذى أسسه فى الوجدان العربى من هالة المقاومة أفضت إلى انكماشه , وخلافاً لما كان يحدث فى 2006 اضحت خطب نصر الله جوفاء من دون صدى ,باتت محل سخرية ولم يعد أحد يضيع وقته في الاستماع إليه , فقد تبدلت صورة زعيم حزب الله حين أضحت سياسة المقاومة ضد إسرائيل ثانوية مع تحوّل جل تركيزه إلى المقامرة السورية وتورطه بقتل مواطنين سوريين يفوق مئات المرات عدد من قتلهم من الإسرائيليين طيلة سنوات صراعه معهم والتى تتجاوز 15 عاماً .
التجييش الطائفى وبروز الهوية السياسية المذهبية باعتبارها العنصر الحاسم لخيارات نصرالله ارتدت سلباً لدى أغلبية من المسلمين السنة , فعلى الرغم من تدرجه فى الذرائع التى ساقها لتبرير دخوله إلى الساحة السورية بداية من حماية الشعية اللبنانيين مروراً بادعاءات مثل شن حرب استباقية لمنع التكفيرين من دخول لبنان , وهو الخطاب الذى استمر قرابة عامين غير أن رفعه شعارات على غرار ” ، لبيك يا حسين، لبيك يا صاحب الزمان، لبيك يا زينب , لن تسبى زينب مرتين ” وإعلان الحزب فيما بعد, الغاية من هذا الانخراط وهى الحفاظ على النظام السورى , استفزت المشاعر الطائفية لدى البعض لاسيما وأن نصر الله تبنى خطاباً معادياً لدول المنطقة اتهمها خلاله بالتقاعس عن نصرة فلسطين .
اضف تعليق