فيما تتوجه الجمعية التأسيسية للدستور برئاسة المستشار حسام الغرياني اليوم الى رئيس الجمهورية لتقديم مشروع الدستور رسميا. وبعد اعلان جماعة الاخوان عن نقل مليونية "الشرعية والشريعة" المقرر تنظيمها اليوم من ميدان التحرير الى محيط جامعة القاهرة في الجيزة، توافد عشرات الآلاف على ميدان التحرير امس للمشاركة في مليونية "حلم الشهيد" للتأكيد على إسقاط الإعلان الدستوري ورفض الاستفتاء على الدستور الصادر من "التأسيسية المعيبة"، وكانت أبرز الهتافات التي رددها المتظاهرون "ارحل.. ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام".
لا للاستبداد
لكن البارز أمس كان تصدي المصلين في مسجد حسن الشربتلي بالتجمع الخامس للرئيس محمد مرسي عندما هم ليلقي كلمة بعد انتهاء الصلاة، حيث بدأ المصلون بالهتاف "لا للإعلان الدستوري ويسقط الاستبداد"، فما كان من الرئيس إلا ترديد هتاف يسقط الاستبداد عبر الميكروفون.
ووقعت مشادة بين المصلين وخطيب الجمعة. وأكد الرئيس في كلمته أنه يرفض بعض ما جاء فى كلمة الخطيب، الذي قارن بين وحدة السلطات مع الرسول صلى الله عليه وسلم وجواز ذلك، مدافعا الرئيس عن مبدأ الفصل بين السلطات كنموذج للدولة الحديثة الموافق للشريعة الإسلامية، قائلا بالرغم من انتهاء الشرعية الثورية إلا أن الشرعية الشعبية مستمرة، وفي طريقنا الآن لاستكمال الشرعية الدستورية.
"ملوخية ملوخية"
وعند الاعلان عن هتاف المصلين ضد الرئيس خلال صلاة الجمعة دوت هتافات حماسية في ميدان التحرير، وأبدى المحتشدون سعادتهم بعد أن تم تداول معلومات مفادها أن قوات الحرس الجمهوري أخرجت الرئيس مسرعا من المسجد قبل أن تتطور الأمور.
وردد المتظاهرون هتافات "يسقط دستور الاخوان.. النظام هو النظام.. مرسي يا مرسي القصاص ولا الكرسي"، كما هاجم المتظاهرون الجمعية التأسيسية للدستور بهتاف "ملوخية ملوخية.. هي دي التأسيسية" و"يا ابو دقن وجلابية.. الدستور مش أغلبية" و"بيع بيع الثورة يا بديع، دكتاتور دكتاتور، أنت يا مرسي عليك الدور، ارحل ارحل، يسقط يسقط حكم المرشد".
وانتشرت لافتات في الميدان ومنها "لا إعلان ولا دستور وأنت يا مرسي عليك الدور" و"مصر ضد الإخوان مش ضد الإسلام".
وقال المعارض عمرو موسى، إن تظاهرة اليوم هي رسالة واضحة للحاكم، بألا يأخذ موقف الشعب ببساطة أو استخفاف.
واشار الى أنه لا يرى أن مصر مقبلة على حرب أهلية، مثنيا على نقل مليونية الإخوان من ميدان التحرير.
صديق الصهيوني
وطالب الشيخ محمد عبد الله نصر، رئيس جبهة "أزهريون مع الدولة المدنية" الرئيس مرسي، بالرحيل قبل أن تنفجر الأوضاع، وتحاصره الكوارث، مضيفا خلال خطبة الجمعة: نحن هنا اليوم ليس لإسقاط الإعلان الدستوري ولكن لرحيل الرئيس مدعي الألوهية صديق الصهيونى شيمون بيريز، والدكتاتور الملوثة يده بدماء الشهداء.
وقال المرشح السابق للرئاسة خالد علي في رسالة وجهها إلى الرئيس مرسي "أنت زي مبارك بتسلق الدستور زي مبارك وبتقتل الشهداء زي مبارك وتصنع دكتاتورية جديدة".
ورأى المعارض محمد البرادعي ان الإعلان الدستوري حوّل الرئيس إلى فرعون، وكأنه يقول لنا "أنا ربّكم الأعلى"، وإذا كان يقول ذلك، فإننا نقول له "لست عليهم بمسيطر".
بيان المعارضة
وجددت جبهة الإنقاذ الوطني التي تمثل مختلف اطياف المعارضة مطلبها بإسقاط الإعلان الدستوري، الذي وصفته بـ"الباطل"، مؤكدة أن الموقف الذي اتخذه "قضاة مصر" بتعليق العمل بالمحاكم مقدمة لإضراب عام يمكن أن يقود إلى عصيان مدني شامل لن يكون هناك بديل عنه، إذا تواصلت محاولات اختطاف مصر من شعبها.
وأكدت الجبهة، في البيان الثاني لها، عقب انتهاء اجتماع أعضائها بمقر حزب الوفد، أن الجمعية التأسيسية فقدت شرعيتها الأخلاقية والسياسية، محذرة من اتجاه الجمعية التأسيسية إلى فرض دستور لتيار واحد بعيدا عن أي توافق وطني وإخراجه بطريقة هزلية، مشددة أنها ماضية في طريقها من أجل حماية حقوق شعبنا ومستمرة في النضال مع جماهيره في كل أنحاء مصر ومصرة على مواصلة التظاهرات والمسيرات السلمية في كل شوارع مصر وميادينها، وتدعو لأن يظل ميدان التحرير ساحة للثورة ضد محاولات مصادرة مصر مرة أخرى.
اعتصام ثلاثي جبهة الانقاذ
إلى ذلك، صعد حسين عبدالغني، المتحدث الإعلامي لجبهة الإنقاذ الوطني، على المنصة الرئيسية بميدان التحرير للكشف عن نتيجة اجتماع قيادات الجبهة.
وقال عبد الغني، إن جبهة الإنقاذ الوطني قررت التصعيد باستمرار الاعتصام في وجود كل رموز الجبهة، وهم محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى والسيد البدوي.
وأضاف أن الخطوة القادمة ستكون الزحف إلى قصر الاتحادية والاعتصام أمامه، يليه إضراب شامل عن العمل وحالة من العصيان المدني، وذلك إذا لم يتراجع الرئيس مرسي عن إعلانه الدستوري.
اضف تعليق