في محاولة منه لتوفير خدمة الإنترنت في جميع أنحاء الكرة الأرضية، أطلق محرك البحث العملاق "جوجل" الأسبوع الماضي مناطيد ضخمة في طبقة الستراتوسفير بالغلاف الجوي لتكون وسيلة سهلة لتوفير الخدمة.
فمن حقل جليدي وسط ساوث آيلاند في نيوزيلندا، أطلق "جوجل" هذه المناطيد الشفافة، التي تشبه في الشكل قنديل البحر. وتحولت المناطيد عقب إطلاقها إلى ما يشبه ثمرة اليقطين أثناء ارتفاعها في السماء الزرقاء فوق بحيرة تيكابو.
وتتوج عملية الإطلاق ثمانية عشر شهرا من العمل على ما تسميه جوجل "مشروع لون"، وتشع هذه المناطيد الشفافة والمملوءة بغاز الهيليوم، موجات الإنترنت إلى كوكب الأرض أثناء تحليقها في الهواء.
ومع ذلك كانت هذه المناطيد، في مرحلتها التجريبية، هي الأولى من بين الآلاف التي يتمنى قادة "جوجل" في نهاية المطاف إطلاقها في الغلاف الجوي، وذلك لسد الفجوة الرقمية بين نحو 4.8 مليار نسمة لا تصلهم خدمة الإنترنت ونحو 2.2 مليار آخرين يستطيعون الوصول إلى الإنترنت.
ويقول مؤسس المشروع ريتشارد ديفول: "ثلثا سكان العالم أو نحو 4.8 مليار شخص ليس لديهم الحق في الإنترنت الآن. وبعضهم يعيش في مناطق نائية، لكن بعضهم يعيش بالفعل هنا في نيوزيلندا، ونعتقد أن المشروع يمكنه أن يلعب دوراً كبيراً في ربط كثيرين من هؤلاء الأشخاص غير المرتبطين بالإنترنت".
وإذا نجحت هذه التكنولوجيا، فقد تسمح للدول بتجاوز تكلفة وضع كابلات الفايبر، ما يزيد من معدل استخدام الإنترنت في أماكن مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا بصورة كبيرة.
ويفسر رئيس المشروع، مايك كاسيدي، كيف يستقبل الناس على الأرض خدمة الإنترنت، قائلا: "بالنسبة لشخص على الأرض يستخدم خدمة لون فسيكون بحاجة إلى هوائي صغير بحجم كرة البيسبول على جانب منزله، ثم يقوم بتوصيل جهاز كمبيوتر بالهوائي، ويدخل على الإنترنت من الهواء بسرعة من الجيل الثالث".
وكان تشارلز نيمو، مزارع ومالك أحد المشروعات في بلدة ليستون الصغيرة في نيوزيلندا، أول شخص يحصل على خدمة الإنترنت عبر مناطيد "جوجل"، وكان نيمو بين خمسين من سكان البلدة الذين تقدموا بطلبات لاختبار المشروع.
وتوجه الفنيون إلى منازل المتطوعين وثبتوا في الجدران الخارجية أجهزة استقبال حمراء وبراقة بحجم كرة السلة. وتمكن نيمو من الدخول على الإنترنت لنحو خمس عشرة دقيقة قبل أن يتجاوز المنطاد الذي يبث الخدمة هذه المنطقة.
وتحلق مناطيد "جوجل" عاليا في السماء حيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتستمد الطاقة من ألواح الطاقة الشمسية التي تتدلى أسفلها وتجمع شحنات كهربائية في أربع ساعات تكفي لإمدادها بالطاقة ليوم كامل، فيما تحلق المناطيد حول الكرة الأرضية وسط الرياح.
ويوفر كل منطاد خدمة الإنترنت لمنطقة يتجاوز حجمها ضعف حجم مدينة نيويورك بمرتين، أو نحو 1250 كيلومتر مربع، ولا تشكل التضاريس عائقا.
وهناك الكثير من المشكلات في هذا الإطار، مثل أن أي أحد يستخدم خدمة الإنترنت من مناطيد "جوجل" سيتعين عليه الحصول على جهاز استقبال يتم توصيله بجهاز الكمبيوتر الخاص به لتلقي الإشارة.
اضف تعليق