الرئيسية » أرشيف » حالة طوارئ على طريق مطار بيروت
أرشيف

حالة طوارئ على طريق مطار بيروت

حالة طوارئ على الطرقات المؤدية إلى مطار بيروت. قوى الجيش والأمن الداخلي للانقضاض على أي محاولة لقطع هذه الطرقات بعدما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان قادة الأجهزة الأمنية إلى جلسة مجلس الوزراء.

المطار خط احمر اذ يكفي البلد ما يعانيه من ضائقة اقتصادية، ومن بلبلة امنية. قادة الاجهزة اخذوا الضوء الاخضر من كل الوزراء بان يواجهوا كل "الطوابير" وليس فقط الطابور الخامس الذي طالما تحدث عنه وزير الداخلية مروان شربل الذي يعتبر ان "الشهر الأمني" هو رهانه الشخصي، فإن فشل عاد الى منزله قرير العين لانه قام بواجبه.
لكن بداية الخطة الامنية بدت معقدة وضاغطة.

شبان يقطعون الطرقات للمطالبة باطلاق وسام علاء الدين الذي قبض عليه لدى الاعتداء على تلفزيون الجديد منذ ايام، والذي اصيب بحروق لدى اشعاله اطارات من الكاوتشوك على مدخل مبنى المحطة.

على الجانب الآخر، إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير يعلن الاعتصام في مدينة صيدا، ويقطع اوتوستراد الجنوب حتى يتم نزع السلاح غير الشرعي، وهنا الخشية من أن تتفاعل الأمور على نحو سلبي، فمدينة صيدا هي المدخل إلى الجنوب، وحيث يفترض ان يكون السلاح "غير الشرعي"، أي سلاح "حزب الله".

وعلمت القبس ان اتصالات "دقيقة" جرت مع الأسير لحمله على وقف اعتصامه، لكنه ظل على تشدده، وهناك محاولات لتغيير شكل الاعتصام بحيث يكون رمزيا، أي ان تقام خيمة في وسط المدينة تعبر عن ذلك الموقف، لكن المشكلة ليست سياسية ولا أمنية فقط، فالمعروف ان مدينة صيدا ازدهرت تجاريا على نحو استثنائي في السنوات الأخيرة، وهي مركز التسوق الرئيسية لأهل الجنوب، حتى إذا ما بدأ الأسير حملته انعكس ذلك حالة من الجمود في الأسواق. وهناك أكثر من جهة تعتبر ان الأسير يقوم بتلك الخطوات لتكريس حضوره السياسي والشعبي ليس فقط على صعيد مدينة صيدا، وإنما على صعيد البلاد. وقد فشلت المحاولات التي قام بها محافظ الجنوب نقولا أبوضاهر، مكلفا من وزير الداخلية مروان شربل، وكذلك مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، لإقناع الأسير بنقل خيمة الاعتصام إلى مكان آخر.

وأوضح الأسير ان محافظ الجنوب وقيادة قوى الأمن الداخلي "أعطوا وجهة نظرهم، ولكنني لم أقتنع بأن أفك الاعتصام"، معتبرا انه "لا فتنة بذلك الاعتصام، بل الفتنة بوجود السلاح".

أضاف: "اعتصامنا مثل اعتصام ميدان التحرير في مصر الذي كان سلمياً، واذا لم نجد تجاوباً مع مطالبنا فسنلجأ الى تصعيد الاعتصام، وما تشاهدونه اليوم ليس بشيء لاننا لا نتعامل مع بشر، بل نتعامل مع اناس يعتبرون انفسهم آلهة (في اشارته الى "حزب الله")".

وقال الاسير: "ان اتيتم عصراً سترون شكلا اخر من الاعتصامات وعدد المعتصمين سيكبر، وكل المناطق اللبنانية موجوعة من كسروان الى لاسا الى البقاع الى بيروت الى المختارة الى الجنوب، واقسم اننا لن نعود الى منازلنا قبل ان نلمس حلاً جدياً لمسألة السلاح".

وشدد على ان الاعتصام سيبقى قائماً سلمياً حتى الموت، اذ يمكننا ان نعيش من دون خبز ومن دون كهرباء، ولكن لن نستطيع ان نعيش من دون كرامة وسلاح حزب المقاومة سلب منا الكرامة!

وترك محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر لـ"حكمة الشيخ الاسير التصرف في هذا الظرف" طالباً منه تغيير مكان الاعتصام لفتح الطريق.

على كل الوزير شربل رفع السقف عاليا وامام الدولة شهر لاثبات فاعليتها، بل لاثبات وجودها كما يعتبر شربل، غير ان المشكلة ان الكثيرين ما زالوا على قناعتهم بــ "الحائط الواطي" للدولة.

لا سيما ان اكثر من حكومة قامت بمثل تلك التظاهرة، التي سرعان ما تبخرت بمجرد ان عاد رجال الأمن الى ثكناتهم وربما قبل ذلك. كل التركيز الآن على الملف الأمني، وفي هذا السياق، قال رئيس الجمهورية "ان ما بات مستغربا هو ان يسترضي المسؤولون في الشارع والمرتكب الذين يطلقون النار على الجيش ويتعرضون له عوض ان يسترضي هؤلاء المسؤولين والزعماء".

ورأى "ان مسؤولية السياسيين هو الحضور في الاوقات الصعبة، وقول كلمة الحق وتسمية الاشياء بأسمائها. مضيفا بأنه لا يكفي الصوت العالي للمناداة بالوحدة الوطنية، بل تتوجب شجاعة الشهادة للحق والخير والوحدة".

الى ذلك قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدى استقباله الهيئات الاقتصادية ان التراخي الأمني بلغ حداً غير مقبول.

وأضاف "لا غطاء سياسياً لاحد من المخلين ولن نسمح بتاتا بالتراخي الأمني، فلا اقتصاد مزدهراً من دون امن مستتب". مؤكدا ان الدولة والهيئات الاقتصادية في خندق واحد.